تنسيق الثانوية العامة 2025 ..شروط التنسيق الداخلي لكلية الآداب جامعة عين شمس    فلكيًا.. موعد إجازة المولد النبوي 2025 في مصر و10 أيام عطلة للموظفين في أغسطس    رسميًا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 1 أغسطس 2025    5 أجهزة كهربائية تتسبب في زيادة استهلاك الكهرباء خلال الصيف.. تعرف عليها    أمازون تسجل نتائج قوية في الربع الثاني وتتوقع مبيعات متواصلة رغم الرسوم    إس إن أوتوموتيف تستحوذ على 3 وكالات للسيارات الصينية في مصر    حظر الأسلحة وتدابير إضافية.. الحكومة السلوفينية تصفع إسرائيل بقرارات نارية (تفاصيل)    ترامب: لا أرى نتائج في غزة.. وما يحدث مفجع وعار    الاتحاد الأوروبى يتوقع "التزامات جمركية" من الولايات المتحدة اليوم الجمعة    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. مستندات المؤامرة.. الإخوان حصلوا على تصريح من دولة الاحتلال للتظاهر ضد مصر.. ومشرعون ديمقراطيون: شركات أمنية أمريكية متورطة فى قتل أهل غزة    مجلس أمناء الحوار الوطنى: "إخوان تل أبيب" متحالفون مع الاحتلال    حماس تدعو لتصعيد الحراك العالمي ضد إبادة وتجويع غزة    كتائب القسام: تدمير دبابة ميركافا لجيش الاحتلال شمال جباليا    عرضان يهددان نجم الأهلي بالرحيل.. إعلامي يكشف التفاصيل    لوهافر عن التعاقد مع نجم الأهلي: «نعاني من أزمة مالية»    محمد إسماعيل يتألق والجزيرى يسجل.. كواليس ودية الزمالك وغزل المحلة    النصر يطير إلى البرتغال بقيادة رونالدو وفيليكس    الدوري الإسباني يرفض تأجيل مباراة ريال مدريد أوساسونا    المصري يفوز على هلال الرياضي التونسي وديًا    انخفاض درجات الحرارة ورياح.. بيان هام من الأرصاد يكشف طقس الساعات المقبلة    عملت في منزل عصام الحضري.. 14 معلومة عن البلوجر «أم مكة» بعد القبض عليها    بعد التصالح وسداد المبالغ المالية.. إخلاء سبيل المتهمين في قضية فساد وزارة التموين    حبس المتهم بطعن زوجته داخل المحكمة بسبب قضية خلع في الإسكندرية    ضياء رشوان: إسرائيل ترتكب جرائم حرب والمتظاهرون ضد مصر جزء من مخطط خبيث    عمرو مهدي: أحببت تجسيد شخصية ألب أرسلان رغم كونها ضيف شرف فى "الحشاشين"    عضو اللجنة العليا بالمهرجان القومي للمسرح يهاجم محيي إسماعيل: احترمناك فأسأت    محيي إسماعيل: تكريم المهرجان القومي للمسرح معجبنيش.. لازم أخذ فلوس وجائزة تشبه الأوسكار    مي فاروق تطرح "أنا اللي مشيت" على "يوتيوب" (فيديو)    تكريم أوائل الشهادات العامة والأزهرية والفنية في بني سويف تقديرا لتفوقهم    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    الزمالك يهزم غزل المحلة 2-1 استعدادًا لانطلاقة بطولة الدوري    اصطدام قطار برصيف محطة السنطة وتوقف حركة القطارات    موندو ديبورتيفو: نيكولاس جاكسون مرشح للانتقال إلى برشلونة    مجلس الشيوخ 2025.. "الوطنية للانتخابات": الاقتراع في دول النزاعات كالسودان سيبدأ من التاسعة صباحا وحتى السادسة مساء    «إيجاس» توقع مع «إيني» و«بي بي» اتفاقية حفر بئر استكشافي بالبحر المتوسط    مجلس الوزراء : السندات المصرية فى الأسواق الدولية تحقق أداء جيدا    فتح باب التقدم للوظائف الإشرافية بتعليم المنيا    رئيس جامعة بنها يصدر عددًا من القرارات والتكليفات الجديدة    أحمد كريمة يحسم الجدل: "القايمة" ليست حرامًا.. والخطأ في تحويلها إلى سجن للزوج    فوائد شرب القرفة قبل النوم.. عادات بسيطة لصحة أفضل    متى يتناول الرضيع شوربة الخضار؟    تكريم ذوي الهمم بالصلعا في سوهاج.. مصحف ناطق و3 رحلات عمرة (صور)    حركة فتح ل"إكسترا نيوز": ندرك دور مصر المركزى فى المنطقة وليس فقط تجاه القضية الفلسطينية    أمين الفتوى يوضح أسباب إهمال الطفل للصلاة وسبل العلاج    الداخلية: مصرع عنصر إجرامي شديد الخطورة خلال مداهمة أمنية بالطالبية    الإفتاء توضح كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر    الشيخ خالد الجندى: من يرحم زوجته أو زوجها فى الحر الشديد له أجر عظيم عند الله    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير الخارجية الفرنسي: منظومة مساعدات مؤسسة غزة الإنسانية مخزية    ممر شرفى لوداع لوكيل وزارة الصحة بالشرقية السابق    رئيس جامعة بنها يشهد المؤتمر الطلابي الثالث لكلية الطب البشرى    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فلسطين تضيع‏..‏ والشعب يجوع‏..‏ والقادة يتصارعون‏!‏

لا وقت للمجاملات والتدليل والمواراة‏..‏ واذا كانت الصراحة مطلوبة في بعض الأوقات‏..‏ فانها الآن أكثر ضرورة لمواجهة الحقائق التي نلمسها علي أرض الواقع والتي ترسم صورة قاتمة للقضية الفلسطينية بكل أبعادها‏..‏ فانها للأسف الشديد تضيع‏..‏ والشعب العربي الشقيق يجوع‏..‏ لكن القادة يتصارعون‏.. ونعني هنا تحديدا قيادات حركة حماس التي تؤكد كل الأدلة انها لا تملك قرارها‏..‏ وانها اتساقا مع الصراحة تعطي قيادها لايران التي بدورها لها أجندتها الخاصة واستراتيجيتها بالنسبة لمصالحها ولانناقشها هنا ومن ثم فانها تهتم بالقضية العربية الفلسطينية لكي تستخدم ورقتها في علاقاتها وفي مشكلاتها الدولية‏..‏ ولذلك فقد تم توجيه سؤال صريح نكرره هنا الي خالد مشعل رئيس حركة حماس والي قادتها‏:'‏ هل تريدون رعاية عربية لقضيتكم واستمرار تبني الأمة العربية لها‏..‏ أم‏..‏ انكم تريدون استبدالها برعاية ايرانية فتخضعون لطهران وما تراه‏'..‏ وفي انتظار رد حماس بوضوح وصراحة فان ندوة الأهرام المشاركين فيها تؤكد مجددا الالتزام العربي وفي مقدمته المصري بقضية فلسطين‏..‏ وبقضية استمرار تحرير كل الأراضي العربية المحتلة‏..‏ وبتحقيق السلام وفق مبادرة السلام العربية والقرارات الدولية‏.'‏ وتطالب الندوة القادة الفلسطينيين بالعودة الي كلمة سواء‏..‏ واتمام المصالحة تمهيدا لوحدة الكلمة والتحرك لاستكمال النضال‏.‏ وفي نفس الوقت تطالب الدول العربية من خلال جامعة الدول العربية باتخاذ موقف موحد لتحديد المسار والأولويات وما ينبغي الالتزام به‏..‏ ولقد كان هذا محور مناقشة الجزء الثاني من الندوة بعد الجزء الأول المنشور يوم الجمعة الماضي‏..‏ ونستأنف الحوار‏..‏
‏*‏ الدكتور نبيل حلمي‏:‏ ان الانفاق علي حدود مصر وغزة تخدم الأجندة السياسية الايرانية‏..‏ لأنها يمكن ان تلعب دورا مهما اذا ما دخلت ايران حربا وتحالفت معها حركة حماس‏..‏ كما ان هذه الأنفاق تخلق سوقا سوداء للسلاح ولا يعلم أحد من سيأخذه ولماذا فضلا عن استخدامها لتهريب الممنوعات‏..‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ ان للأنفاق قصة طويلة‏..‏ وهي كانت موجودة منذ سنوات‏..‏ ولكن المسألة تفاقمت‏..‏ والتهريب صار يشكل خطرا غير محسوب‏..‏ ومجمل القول ان أهم الممنوعات التي تجئ الي سيناء من الناحية الأخري كانت أسلحة يسرقها جنود الجيش الاسرائيلي من مخازنه‏..‏ ومخدرات كان تسهيل تهريبها عن طريق المخابرات العسكرية الاسرائيلية‏..‏ ثم تولت العملية مخابرات حماس للحصول علي المال‏..‏ أما من سيناء فانه في مقدمة الممنوعات تجارة البشر بتهريب بعض الأفارقة الذين يودون الذهاب الي اسرائيل باغراءات مختلفة وهناك يعملون في أحط المهن ويستخدمونهم للحصول علي أعضاء من أجسادهم لمن يحتاجون هذا من المرضي الاسرائيليين أو الذين يعالجون في مستشفياتها ويدفعون مبالغ باهظة‏..‏ وأيضا لتهريب المواد التموينية والسلع الغذائية المدعمة في مصر وتباع هناك بأسعار عالية‏..‏ وفي هذه النقطة نقول ونؤكد انه تدخل الي قطاع غزة كل الاحتياجات من السلع الضرورية ونتحدي في هذا ونطالب بحصر دقيق لهذه الاحتياجات‏..‏ وللسلع التي دخلت ومن استلمها وكيف تم توزيعها ونتحدي أيضا اذا كان أهلنا في غزة قد طلبوا شيئا وتقاعسنا مصريا وعربيا عن توفيره‏..‏ ونتحدي إذا كان أحد قد طلب تجارة مشروعة‏..‏ ووجد الأبواب مغلقة‏!!‏
ونتحدي اذا كان أحد قد طلب العبور من هنا أو هناك لأمر ضروري‏..‏ ووجد الباب موصودا‏..‏ أو‏..‏ اذا كانت‏'‏ مساعدة‏'‏ قد وصلت ولم تعبر‏..‏ بل نتحدي ان يعلن الطرف الآخر عن احتياجاته بالدقة‏..‏ ومن انتاجه‏..‏ وعما وصله من مساعدات‏..‏ وما حدث لها
من هنا‏..‏ فإننا نقول ان الأنفاق لا حاجة لها‏..‏ طالما ان الطريق الشرعي‏..‏ موجود‏..‏
‏*‏ الدكتور نبيل حلمي‏:‏ ان الأنفاق صارت في حد ذاتها تجارة رابحة‏..‏ لا يحصل علي حق وامتياز حفرها الا‏'‏ المحاسيب‏'..‏ ولكل نفق ادارة تحصل رسوما مالية علي كل ما يعبره‏..‏ ويصل ربح النفق الواحد في بعض النوعيات الي نحو اربعين مليون دولار شهريا‏..‏ وبالطبع فإن حركة حماس تفرض رسوما علي كل نفق‏..‏
آلية انسانية دولية
‏*‏ السفير نبيل فهمي‏:‏ لا أريد تكرار ما قيل حتي الآن في هذه الندوة‏..‏ من ادانة لمقتل الجندي المصري‏..‏ الي حق مصر في تأمين حدودها‏..‏ فان هذه كلها مسلمات‏..‏ وبعيدا عن التفاصيل‏..‏ فان هناك سؤالين‏..‏ الأول‏:‏ لماذا التركيز علي منفذ رفح بالذات واهمال وتناسي المنافذ الأخري‏.‏ والثاني‏:‏ لماذا الاتهام موجه فقط لمصر
ان القضية الأساسية في رأيي هي‏'‏ غزة‏'‏ بما تمثله من أهمية وأيضا من عبء علي الاحتلال‏..‏ ولذلك فان شيمون بيريز عندما كان رئيسا للوزراء هو الذي فكر في الانسحاب منها ونفذه‏'‏ شارون‏'‏ حيث سحب القوات الاسرائيلية من قلب غزة وليس من حدودها‏..‏ ولم يكن هذا خدمة لتحقيق السلام بقدر ما كان لتعقيد مشكلاته‏..‏ ولخلق صراع فلسطيني فلسطيني‏..‏ وفلسطيني عربي‏..‏ وعربي عربي‏..‏ وهذا ما حدث اذ انقسم الفلسطينيون الي سلطتين‏..‏ وبدأ توجيه الاتهام الباطل ضد مصر وهي الطرف الفاعل علي الجانب العربي الذي يسعي إلي السلام والي تأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة‏..‏ وبدأت المعارك العربية العربية‏..‏ في حين ان الجهود يجب تركيزها علي انهاء الحصار‏..‏ وتحقيق المصالحة الفلسطينية‏..‏ ومرحليا اذا أردنا التغلب علي الحصار وتنفيذ مقررات مؤتمر شرم الشيخ الدولي الذي دعا اليه الرئيس حسني مبارك بعد العدوان الإسرائيلي علي غزة العام الماضي وما اتخذه من قرارات لإعادة أعمار القطاع‏..‏ فانه لابد من ايجاد‏'‏ آلية‏'‏ إنسانية عربية دولية دائمة للدخول المستمرة للمواد والسلع إلي غزة عبر المنافذ المختلفة وبديهي انه اذا كان ذلك سيتم عبر منافذ مصر فذلك سيتم بالاتفاق مع السلطات المصرية ممثلة في الهلال الأحمر وما تحدده الحكومة المصرية‏..‏ ولكن المهم ان يكون هناك شريان دائم‏..‏ وإذا تحدث أحد عن المشكلات الإنسانية والأمنية‏..‏ فان هذه وبصراحة تحتاج إلي‏'‏ حل سياسي‏'..‏ وهذا يتوقف علي المصالحة الفلسطينية وعلي رفع الحصار عن غزة‏!‏
وبصراحة أكثر فان المصالحة الفلسطينية تتطلب الضغط علي كافة الأطراف‏..‏ التي تقف ضد أو لا تشجع هذه المصالحة‏..‏ وأنا أترك هنا‏:‏ إيران‏..‏ وما يعنيني هو‏'‏ الأطراف العربية‏'‏ الأمر الذي يحتم أولا تحقيق مصالحة عربية عربية‏..‏ ولا أعني بهذا ضرورة الاتفاق الكامل بين كل الدول العربية وإنما علي الأقل‏..‏ تكون هناك حدود للاتفاق‏..‏ وحدود للاختلاف‏..‏ ولكي توقف المناورات التي تستغل القضية الفلسطينية‏..‏ ولابد أيضا ان يتنبه الطرف الفلسطيني ويعي حقيقة مصالحه ولا يترك نفسه‏'‏ لعبة‏'‏ في أيدي الآخرين‏..‏ وانما يسعي الي ان تكون له دولته المستقلة‏.‏
ان القضية القائمة‏..‏ لا يمكن معالجتها بإجراءات أمنية أو إنسانية‏..‏ أو بفتح وإغلاق المنافذ‏..‏ أو‏..‏ حتي الأنفاق‏.‏ ذلك دون حاجة الي إعادة تأكيد حق مصر في غلق هذه الأنفاق وفيما تتخذه من إجراءات أمنية علي حدودها ولها كل السلطة القانونية والسياسية في ذلك دون أن تتحدث مع‏..‏ أو تستشير أي طرف آخر عربي أو غير عربي فهذه مسألة مستقرة‏..‏ لكن القضية الفلسطينية وهذا ما أركز عليه لا تحل إلا سياسيا‏..‏ ومن ثم فلابد من مصالحة عربية أو تفاهم عربي عربي‏..‏ علي ما يحدث في المرحلة القادمة‏..‏ وكيفية التعامل مع الطرف الفلسطيني تحديدا‏..‏
ان هذا مطلوب حتميا بديلا عن حالة التوتر الموجودة‏..‏ وعن تفاقم الخلافات الفلسطينية الفلسطينية والفلسطينية العربية‏..‏ فان المستفيد الأول من هذا هو الطرف الآخر‏.‏ وأعني اسرائيل التي لا تهمها غزة في حد ذاتها وانما يهمها استمرار الانقسام الفلسطيني‏..‏
واذا كانت الأنباء قد قالت ان الرئيس الأمريكي أوباما‏..‏ سيضع رؤية جديدة لحل الصراع واحلال السلام في الشرق الأوسط‏..‏ وذهب وفد مصري وأخر أردني الي واشنطون‏..‏ فان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون قد تحدثت عن‏:‏ عجالة التفاوض وعن اقامة الدولة الفلسطينية وعن حدود‏1967‏ وعن القدس والاستيطان‏..‏ لكنها تحدثت أيضا عن اسرائيل وعن الضمانات‏..‏ وهذا يذكرني بضمانات شارون التي حصل عليها من الرئيس الأمريكي السابق‏'‏ بوش‏'..‏ وهنا لابد ان نكون واقعيين ونري ما يحدث علي الأرض من حقائق‏..‏ ولذلك فانه في رأيي يجب اغتنام الفرصة لطلب ايجاد هذه‏'‏ الآلية الانسانية‏'‏ المقترحة لكي تمد غزة والأراضي المحتلة بكل احتياجاتها‏..‏ وانهاء التوتر وايقاف كل من له مصلحة في الإساءة للفلسطينيين أو الاساءة للعلاقات الفلسطينية المصرية‏..‏ والعربية‏.‏
ومن هذا المنطلق واذ أشار الجانب الأمريكي في رؤيته الي الحل الشامل‏..‏ فقد تكون هذه فرصة وبداية لحوار مع سوريا‏..‏ ولتحقيق المصالحة العربية‏..‏ واشير هنا الي تحركات ايجابية ومنها زيارة وزير خارجية السعودية لمصر‏..‏ ثم الي سوريا‏..‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ بالنسبة للآلية الانسانية الدائمة المقترحة فان شيئا من هذا قد حدث‏..‏ اذ انه قد جرت اتصالات مع حركة حماس لكسر الحصار بفتح المنافذ بصفة دائمة عن طريق اعادة احياء الاتفاقية الخاصة بها والمبرمة بين الاتحاد الأوروبي واسرائيل والسلطة الفلسطينية وعلي أساس فتح المنافذ وان ترسل السلطة هكذا قالت عددا محدودا من رجالها لإدارة المنافذ وان يقيموا في غزة وقالت السلطة ان هذه جزئية منفصلة عن‏'‏ المصالحة‏'..‏ وأنها من أجل الفلسطينيين‏..‏ لكن حركة حماس رفضت‏..‏ وفضلت استخدام‏'‏ ورقة الحصار‏'‏ لاستدرار العطف‏..‏ ولكي يستمر حكمها لغزة‏..‏ وممارساتها وحفر الأنفاق ولا تبالي بهذه الحلول المنطقية‏..‏ وتتحالف مع قوي غير عربية‏..‏ فكيف يكون التعامل معها
‏*‏ السفير نبيل فهمي‏:‏ ان ادارة المنافذ من حق السلطة الفلسطينية‏..‏ وتريد حركة حماس الحصول علي هذا الحق لتسجل به إنجازا سياسيا‏..‏ لذلك فانني اقترحت‏'‏ الآلية الانسانية‏'‏ لتكون عربية دولية‏..‏ ويمكن ان يمثل مصر فيها الهلال الأحمر الذي يباشر بالفعل مسألة المساعدات وهذا أكرر يرفع حجة الحصار‏..‏ التي يستخدمها البعض بالباطل‏..‏ فاذا ما رفضت حركة حماس هذه الآلية والتعاون معها تتحمل كامل المسئولية أمام الشعب الفلسطيني وأمام الجميع‏..‏
وأكرر ان هذا الحل انساني‏..‏ في حين ان القضية برمتها تحتاج حلا سياسيا‏..‏
‏*‏ السفير محمد صبيح‏:‏ انني مع هذا الحل علي ان يكون مؤقتا وليس دائما‏..‏ ثم انه توجد في غزة فروع منظمات انسانية دولية‏..‏ وهذه يمكن ان تتعاون مع الهلال الأحمر المصري في تشكيل هذه الآلية بموافقة عربية ودولية‏..‏
‏*‏ السفير بركات الفرا‏:‏ بالنسبة لهذا الآلية الانسانية المقترحة‏..‏ فهي مهمة ولكن رغم أهميتها‏..‏ فانها تبرئ اسرائيل من مسئولياتها‏!‏
اننا متفقون علي ان قطاع غزة وفق القانون الدولي‏..‏ محتل من قبل اسرائيل‏..‏ وبالتالي فان اسرائيل مسئولة قانونا عن توفير كافة احتياجاته‏.‏ والمنافذ الستة الموجودة هي بالمناسبة ليست مغلقة بالمطلق وانما تفتح جزئيا‏..‏ والا‏:‏ من أين يأكل الشعب واذا ما أوجدنا هذه الآلية المقترحة فاننا نكون بذلك قد رفعنا المسسئولية الاسرائيلية‏..‏ ولذلك يجب ان يبقي الحال علي ما هو عليه ونزيد من الضغط عربيا ودوليا علي اسرائيل‏..‏
‏*‏ السفير نبيل فهمي‏:‏ ان الآلية التي أقترحها‏..‏ لتوفير الحد الأدني من الاحتياجات الانسانية‏..‏ دون ان يعتمد عليها اقتصاد غزة كله‏..‏ ودون ان تعفي اسرائيل من مسئولياتها‏..‏ وأيضا لكي تكون مؤقتة كما قال السفير صبيح وتحت اشراف دولي‏..‏
‏*‏ السفير محمد صبيح‏:‏ أوافق علي هذا‏..‏ لتكون مؤقتا‏..‏ ولتتولي التعامل مع اسرائيل‏..‏
حوار‏..‏ حاد جدا‏!‏
‏*‏ الدكتور مصطفي كامل‏:‏ ان هذا الكلام كله يتأثر برواية واحدة هي الرواية المصرية عما حدث مع قافلة شريان الحياة 3‏ الأخيرة‏..‏ والنية المبيتة للاساءة لمصر‏..‏ ولم نسمع الرواية الأخري‏..‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ يا دكتور‏..‏ انها ليست رواية مؤلفة لكنها حقائق ثابتة‏..‏ فانه عندما وصلت القافلة الي مدينة العقبة في الأردن وبدأت تحدث ضجة عبر الفضائيات وبالذات الجزيرة وتقول ان مصر تمنعها من الوصول الي ميناء نويبع جنوب سيناء وانها بهذا تساهم في حصار غزة‏..‏ فانني شخصيا اتصلت بكبار المسئولين وتحققت من ان السلطات المصرية قد سبق وأبلغت منظمي القافلة وبالذات جورج جالاوي في نوفمبر الماضي وعند بدء الدعوة للقافلة في‏10‏ ديسمبر الماضي بأن مصر ترحب بالقافلة كما رحبت بغيرها من قبل وانها ترجو ان تجئ الي ميناء العريش المجهز فنيا لاستقبالها حيث يتم تفريغ الشحنات وتوصيلها الي رفح وعبورها الي داخل غزة‏..‏ لكن المنظمين وجالاوي لم يلتزموا واتخذوا طرقا أخري‏..‏ فلماذا وهل هناك سبب غير افتعال أزمة والإساءة إلي مصر وهل قامت مصر في العام الماضي وفيما سبق بمنع وصول أي مواد لغزة‏!‏
‏*‏ الدكتور مصطفي كامل‏:‏ لقد جاء مئات من الناشطين الأجانب وتظاهروا أمام السفارة الفرنسية في الجيزة وفي ميدان التحرير قلب القاهرة مطالبين إنهاء الحصار علي غزة‏..‏ والسماح للقافلة بالذهاب من القاهرة الي رفح‏..‏ لكن لم يحدث وهذا موقف غير صحيح‏!‏ ان علينا ان نتساءل ما هو موقف مصر‏..‏ ودورها في القضية الفلسطينية اذا كنا نفعل هذا وكيف يكون دورنا عربيا أما عن المساعدات التي تصل الي غزة فانها اقل بكثير من احتياجاتها‏..‏ ثم هناك الدور التي تهدمت خلال العدوان الاسرائيل علي غزة العام الماضي‏..‏ والمطلوب موقف أخلاقي‏!‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ حسنا انك أشرت الي المظاهرات التي حدثت في القاهرة وكانت قبل موعد القافلة ووصولها الي العقبة بأسابيع وطالبت بأن تبدأ مسيرتها من القاهرة ولكن قيل لهم‏:'‏ لا‏'‏ وان العريش مستعدة لاستقبال القافلة كما سبق الابلاغ أي ان المنظمين كانوا يعلمون جيدا بما ينبغي اتباعه فلماذا الاصرار علي المخالفة ونكرر هل أرادوا توصيل المساعدات أم الدعاية واذا كانت الدعاية مهمة في رأيهم لاحداث ضجة عالمية ضد الحصار‏..‏ فلماذا لم يفعلوا هذا في بلد آخر كان بعضهم قد تجمع فيه ولماذا لم يتجهوا الي ميناء غزة الفلسطيني علي البحر المتوسط فاذا ما منعتهم اسرائيل وهذا متوقع تكون الضجة أكبر‏..‏ والصدي أعظم‏..‏ وتحدث المواجهة مع سلطات الاحتلال ولماذا لم يتجهوا الي ميناء اشدود تحت السيطرة الاسرائيلية ألم يكن هذا أفضل أم‏..‏ ان القصد غير هذا‏.‏ وما هو الموقف الأخلاقي هناان تلك حقائق يقينية‏..‏ أما عن دور مصر فلسطينيا وعربيا‏..‏ فانني أعتقد ان تلك قضية محسومة وهي خارج المزايدة‏..‏ وأكبر من الذين يحاولون النيل من مصر والافتئات عليها‏..‏ ولا حاجة بي الي المزيد‏..‏ تمسكا بالموقف الأخلاقي‏.‏ واتصالا بالأخلاقيات‏..‏ فإننا متفقون علي ان الحصار قد أصاب أبناء غزة باضرار جسيمة وكذلك العدوان الاسرائيلي البربري العام الماضي‏..‏ وبالتالي فانهم في حاجة الي الأعمار وإعادة البناء‏..‏ ولهذا كان مؤتمر شرم الشيخ بدعوة مصرية وتخصيص‏4.5‏ مليار دولار لهذه الغرض‏..‏ لكن حركة حماس للأسف هي التي منعت الاعمار والبناء مع اننا كنا وقتها قد قلنا ان هذه فرصة جيدة ليس فقط للترميم واعادة بناء ما تهدم‏..‏ وانما لوضع تخطيط عمراني شامل لكل قطاع غزة يراعي الحاضر والمستقبل وينفذ مرحليا‏..‏ وأعلم ان استشاريين ومتخصصين مصريين كبارا بدأوا في دراسة هذا للتعاون مع الخبراء الفلسطينيين وغيرهم‏..‏ لكن نكرر للأسف‏..‏ فان حماس منعت ذلك وحالت دون الاعمار والبناء ومصالح الغزاويين‏..‏ لأن الأمم المتحدة قالت انها تمثل المجتمع الدولي وبالتالي فانها هي التي ستشرف علي انفاق هذه المنح المالية وأين تذهب‏..‏ لكن‏'‏ حماس‏'‏ رفضت وقالت انها تريد ان تأخذ المبلغ كله وتنفق بمعرفتها‏..‏ فهل هذا يجوز ان من حق الأمم المتحدة الاشراف علي الانفاق المالي ليس فقط في غزة بل في أي بلد آخر‏..‏ وقد حدث هذا من قبل‏.‏
إذن‏..‏ فان حماس هي التي تعطل الاعمار وتمنع المساعدات‏..‏ وكأنها في ذلك تساعد إسرائيل في احكام الحصار‏!!‏
‏*‏ الدكتور مصطفي علوي‏:‏ ان القضية اكبر من مسألة القافلة بما فعلته من أحداث مؤسفة‏..‏ والمحور المركزي في تقديري انه في أدبيات الأمن القومي في العالم كله‏..‏ تبرز طبيعة الجوار بين الدول مؤثرا في الأمن القومي‏..‏ واذا تناولنا غزة كطبيعة جوار مع مصر نجد انها أولا أصغر حجما وكثافة مما لا يجعلها تشكل تهديدا‏..‏ وثانيا فانه يقيم بها شعب فلسطيني عربي وبالتالي فانه من المفترض ان هذه الدرجة من التوافق‏..‏ لا تشكل خطرا أساسيا علي مصر العربية‏..‏ وثالثا‏..‏ فان هذه الدرجة من التوافق انعكست في إدارة مصرية لقطاع غزة منذ عام‏1948‏ حتي عام‏1967..‏ ثم انعكست مجددا في كل ما أثير خلال مناقشات هذه الندوة من مساعدات‏..‏ عديدة لغزة‏..‏ وهي لا تتوقف عند المساعدات الإنسانية‏..‏ فان الجهود السياسية المصرية المهمة للغاية لم تتوقف بهدف تحقيق المصالحة الفلسطينية‏..‏ والتمهيد لاستعادة المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل لقيام الدولة الفلسطينية وتحقيق السلام‏..‏
وتعد هذه الجهود هي الأهم‏..‏ ولذلك لا أريد الدخول في التفاصيل عن الأنفاق والحوادث التي جرت ومنها قتل مصريين والاجتياح الفلسطيني للحدود المصرية يوم‏28‏ يناير‏2008‏ والذي قام به‏750‏ ألف فلسطيني‏..‏ ولولا ضبط النفس المصري في التعامل مع هذا الحدث لكان الهدف الإسرائيلي قد تحقق وهو نشوب معركة وإراقة الدماء بين مصر وغزة علي نطاق واسع بحيث لا يسمح لإعادة العلاقات الطبيعية بين الطرفين‏..‏ ومن هنا فان التهديد موجود‏..‏ مما يطرح التساؤل عن كيف يمكن مواجهة ما حدث وما قد يحدث
إن هذه المواجهة يجب أن تتم من خلال حزمة من السياسات تتضمن كما قال السفير نبيل فهمي البحث في إيجاد آلية دولية لوصول المساعدات للفلسطينيين عبر الهلال الأحمر‏..‏ وهذه الآلية يمكن ان تبدأ مصر بطرحها اتساقا مع التزامها العربي والتاريخي والسياسي وتكون في إطار دولي يضغط علي إسرائيل لإنهاء الحصار‏..‏ ولابد من استكمال تأمين الحدود وهدم الأنفاق التي لا تشكل فقط خطرا علي الأمن القومي المصري انما أيضا علي أمن القضية الفلسطينية وعلي الأخوة الفلسطينيين أنفسهم‏..‏ وللأسف فانه توجد قوة سياسية فلسطينية تسيطر علي قطاع غزة ولها إستراتيجيتها التي تستهدف وجود حالة من‏'‏ التأزم‏'..‏ بما يخدم مصالحها‏..‏ ومن أدلة ذلك مماطلتها في توقيع اتفاق المصالحة الذي كانت قد وافقت عليه من قبل لأن إتمام المصالحة سينهي سيطرة حركة حماس علي قطاع غزة‏..‏ وستجري انتخابات تشريعية ورئاسية جديدة‏..‏ وإعادة صياغة نظام سياسي فلسطيني لا تتحقق فيه السيطرة الحمساوية كاملة‏!‏
ان حركة حماس تعطل المصالحة‏..‏ وتعطل اتفاق السلام‏..‏ لتنفذ أهدافها الخاصة‏.‏ ومن ثم فلابد من وجود جهد عربي محدد وليس بالضرورة ان يكون بموافقة جماعية عربية اذ يكفي ان يضم الدول المعنية ليطرح سؤالا أساسيا علي حماس‏:'‏ إما ان توافق علي المصالح الفلسطينية واما ان يتخذ العرب موقفا محددا ضدها‏..'.‏ ان هذا الموقف الحاسم يجب اتخاذه تجاه حماس‏..‏ وكفي تدليلا لها‏!‏ وكفي تماديها في ارتكاب أحداث كما جري مؤخرا وهي مدبرة وحماس مسئولة عنها مسئولية كاملة‏!‏
‏*‏ الدكتور إبراهيم البحراوي‏:‏ فيما أري فانه ينبغي بلورة النقاش في عدة نقاط‏..‏ منها اننا لا ندافع عن مصر‏..‏ لأن مصر فوق الدفاع وموقفها ثابت سواء من تسهيل دخول المساعدات الي غزة وغير ذلك‏..‏ فهذه حقائق ثابتة‏..‏ واما لماذا اختاروا رفح وليس منفذا أخر فذلك لأنه توجد قوة تريد الإساءة الي مصر‏..‏ وهذا واضح جدا‏..‏ لكن المشكلة انه لا يوجد اعلام قوي في التليفزيون لتسويق الانجازات المصرية والرد علي الأكاذيب التي يروجها من يحاولون الإساءة‏..‏
أما كيف نواجه ذلك‏..‏ فيجب إدراك اننا أمام إسرائيل وهي كيان عنصري توسعي ويزرع الفتن بين العرب‏..‏ وهو كيان احتلال‏..‏ وليست السلوكيات الفلسطينية إلا عرضا من أعراض الاحتلال‏..‏ فلابد ان نتعامل مع قضية الاحتلال وهي القضية الأم وهنا ندخل في جدل‏..‏ فانه لكي أقضي علي الاحتلال لابد من اعادة اللحمة الي الصف الفلسطيني‏..‏ وهذه بديهية‏..‏ لكن‏..‏ كيف يحدث هذا وكيف نقضي علي التدخلات الخارجية والإقليمية
لقد وجه وزير خارجية المملكة العربية السعودية الي خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عندما التقاه سؤالا محددا هو‏:‏ حددوا لنا‏..‏ هل أنتم مع عروبة القضية‏..‏ أم‏..‏ تريدون إخراجها من الإطار العربي هل تريدون ان يستمر العرب في الدفاع عنها‏..‏ أم تريدون ايران للدفاع عنها وقد رد مشعل بكلمات تساير الموقف‏..‏ لكنه في حقيقة الأمر منحاز إيرانيا‏..!.‏ وبالطبع فان إيران مهتمة بالقضية لاستخدام ورقتها في علاقاتها ومشكلاتها الدولية‏!.‏ لذلك‏..‏ فان القضية الأساسية هي الاحتلال‏..‏ فكيف ينتهي هذا الاحتلال الإسرائيلي‏..‏ لكي تنتهي بالتالي‏..‏ كل هذه الفتن
‏*‏ محمود مراد‏:‏ كيف يا دكتور واذا كانت ايران كما تقول هي التي تحرك حركة حماس‏..‏ فكيف يكون التعامل معها وكيف تكون المصالحة
‏*‏ الدكتور ابراهيم البحراوي‏:‏ لتحقيق المصالحة الفلسطينية‏..‏ فانه لابد من التحاور مع من يتحكم في السلطة الفلسطينية‏..‏ وأيضا مع من يتحكم في حركة حماس‏!!‏
دور مخابرات ايران
‏*‏ الدكتور بركات الفرا‏:‏ لقد جئت لأستمع اليكم وتقديرا للأهرام وندوته التي تناقش قضايا مهمة وتعالج دائما الشأن الفسلطيني وأود ان أكرر التعازي لاستشهاد الجندي المصري باسم الرئيس والشعب الفلسطيني‏..‏ واكرر الادانة لما صاحب قافلة المساعدات الأخيرة والتي لا تصح معها أي تبريرات تقال‏..‏ وأؤكد ان ما عانيناه ونعانيه هو نتيجة الاحتلال الاسرائيلي‏..‏ ثم جاء الانقلاب العسكري الدموي في‏17‏ يونيو‏2007‏ ليزيد تعقيد المشكلة ويعطل مسيرة الشعب الفلسطيني وللأسف الشديد فان الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا برصاصات حركة حماس ربما أكثر عددا من الذين سقطوا بالرصاص الإسرائيلي‏!‏
ولعلكم تذكرون انه بعد استيلاء حماس علي غزة‏..‏ قامت مصر بجهود مضنية ليس فقط لكسر الحصار وإيصال المساعدات لكن أيضا لإبرام المصالحة بين الفصائل الفلسطينية ووصلت الجهود الي ما سمي بالورقة المصرية وهي في الحقيقة ورقة فلسطينية لأن ما جاء بها هو خلاصة ما تم الاتفاق عليه بين الفصائل الفلسطينية بعد عشرات الاجتماعات مع اضافة أفكار مصرية فيما لم يتم الاتفاق عليه‏..‏ وحتي هذه كانت السلطة وحماس علي علم بها‏..‏ ووافقت الأطراف عليها وتحدد موقع التوقيع عليها ووافقت السلطة الفلسطينية رغم وأنا أكشف سرا هنا الضغوط الأمريكية علي الرئيس ابو مازن لعدم التوقيع‏..‏ وأرسل ابو مازن الأخ عزام الأحمد للتوقيع علي الوثيقة‏..‏ أما حركة حماس فانها بعد الموافقة‏..‏ تراجعت وقالت ان لديها ملاحظات‏..‏ وقيل لها‏:'‏ هل هذه الملاحظات‏..‏ تقارن بخطورة وتبعات حالة الانقسام بين الشعب الفلسطيني وهل هي أهم من‏'‏ المعاناة‏'‏ التي يقاسيها ابناء غزة‏'‏ وقيل لها‏:'‏ انه يمكن التوقيع‏..‏ ثم بعد ذلك نناقش هذه الملاحظات الجزئية‏..‏ والضمان ان التوقيع اذا كان مهما‏..‏ فان الأهم هو التنفيذ والممارسة الواقعية‏.'‏ وقالوا انهم سيوقعون‏..‏ لكن ذهب رئيس المخابرات الايرانية الي دمشق والتقي مع خالد مشعل وقادة حماس هناك‏..‏ وطلب عدم توقيع اتفاقية المصالحة‏!!‏
وفي ضوء هذا‏..‏ فانني أري ان الدول العربية من خلال الجامعة العربية يجب ان تقول كلمتها‏..‏ فان الحال صار خطيرا‏..‏ فالقضية الفلسطينية تتراجع‏..‏ والقدس تخضع للتهويد‏..‏ والضفة الغربية تمتلئ بالمستوطنات‏..‏ ومعاناة الشعب تتزايد‏..‏ ففي الضفة الغربية‏650‏ حاجزا أمنيا اسرائيليا‏..‏ وشعب غزة وأنا منها مدبوح‏..‏ لهذا لا بديل عن المصالحة‏..‏ وأناشد الدول العربية ممارسة دورها والضغط لاتمام هذه المصالحة‏..‏ والبدء في مباحثات السلام علي أساس قيام الدولة الفلسطينية علي حدود الأراضي المحتلة في يونيو‏1967‏ مع جواز تعديلات يتفق عليها‏..‏ وحل قضية اللاجئين بموجب القرار‏194‏ ومبادرة السلام العربية‏..‏ مع الافراج عن كل المعتقلين والأسري‏..‏ ولا أريد الدخول في مسألة الأنفاق‏..‏ لكن فقط أؤكد انها تعرقل عملية المصالحة الفلسطينية وهي تدر دخلا لحركة حماس لا يقل عن أربعين مليون دولارا شهريا‏..‏ لأنها تفرض رسوما علي كل ما يعبرها‏..‏ ومن يعبرها‏!‏ إضافة الي وجود أنفاق خاصة بحركة حماس لاستخدامها كيفما تريد‏..‏ وأقول أيضا ان التجار في قطاع غزة يتضررون من الأنفاق لأنه تمر بها تجارة غير شرعية‏..‏ وقد أنتجت طبقة من الطفيليين في القطاع تضم أثرياء الأنفاق والتهريب‏..‏ يسمون‏'‏ أمراء الأنفاق‏'..‏ وهؤلاء ينتمون لحركة حماس ويسيطرون علي مقدرات الحياة اليومية‏..‏
‏*‏ الدكتور ابراهيم البحراوي‏:‏ هل حل القضية الفلسطينية‏..‏ يحقق السلام في المنطقة مع وجود أرض عربية أخري محتلة في الجولان وهل سيسمح السوريون بحل قضية فلسطين بينما لا تزال أراضيهم محتلة
‏*‏ السفير محمد صبيح‏:‏ ان الحكومة الاسرائيلية الحالية غير معنية بالسلام‏..‏ لا هنا ولا هناك‏!‏ والسياسة العربية الثابتة انه لا سلام شامل الا بعد تحرير كل الأرض المحتلة‏.‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ شكرا لحضراتكم‏..‏

اشترك في الندوة‏:‏
‏*‏ السفير محمد موسي صبيح‏:‏ الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية‏..‏
‏*‏ السفير نبيل فهمي‏:‏ سفير مصر السابق في واشنطون وعميد كلية الشئون الدولية والسياسة العامة بالجامعة الأمريكية‏..‏
‏*‏ السفير دكتور بركات الفرا‏:‏ سفير فلسطين في مصر‏..‏
‏*‏ الدكتور نبيل أحمد حلمي‏:‏ أستاذ القانون الدولي وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان‏..‏
‏*‏ الدكتور مصطفي علوي‏:‏ رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة وعضو مجلس الشوري‏..‏
‏*‏ الدكتور إبراهيم البحراوي‏:‏ أستاذ الدراسات العبرية بجامعة عين شمس‏..‏
‏*‏ الأستاذ عبد العظيم الباسل‏:‏ نائب رئيس تحرير الأهرام وعضو مجلس الشعب‏..‏
‏*‏ الدكتور مصطفي كامل السيد‏:‏ أستاذ العلوم السياسية‏..‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.