سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مبارك في كلمته لقمة سرت : مصر مستمرة في جهود إحلال السلام واستعادة الحقوق العربية ممارسات اسرائيل لن تحقق لها الأمن .. والانقسام الفلسطيني يقوي شوكة الإحتلال
نأمل احتفاظ السودان بوحدته وسنحترم نتائج استفتاء تقرير مصير الجنوب
أكد الرئيس حسني مبارك أن مصر ، كعهدها ، لن تألو جهدا في العمل من أجل إحلال السلام والإستقرار في منطقة الشرق الأوسط واستعادة الحقوق العربية وتجاوز الخلافات والإنقسامات إنطلاقا من إيمانها بأن هويتها العربية تظل المكون الرئيسي للمصلحة الوطنية المصرية. وقال الرئيس مبارك - في كلمة وجهها للدورة الثانية والعشرين للقمة العربية وألقاها نيابة عنه الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء - إن السلام القائم علي التسوية العادلة للقضية الفلسطينية بكل مكوناتها. وإعادة كامل الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الأرض السورية واللبنانية. يظل الخيار الأمثل للجميع. عربا وإسرائيليين. هو الطريق الوحيد لقيام علاقة طبيعية بين الجانبين تقوم علي الندية والإحترام المتبادل. وأضاف أن استمرار الإنقسام الفلسطيني يظل وضعا مؤسفا بكل المقاييس، فهو يصب في خانة تقوية شوكة الإحتلال ويباعد بين الفلسطينيين وبين هدف قيام الدولة المستقلة.. وتابع الرئيس مبارك "إنه ليس بخاف علي أحد ما بذلته مصر من جهد للتوفيق بين الفصائل الفلسطينية لإتمام عملية المصالحة ولم يتوقف الجهد المصري إلا بعد أن تبين لنا أن البعض يحجب توقيعه علي الوثيقة التي تم التوصل إليها لأسباب واهية وإرتباطات خارجية لا تضع قضية التحرير والإستقلال وإقامة الدولة هدفا مركزيا ووحيدا بل تتداخل لديهم الأهداف والمصالح وتتراجع علي أجندتهم الأولوية الرئيسية لهذه القضية المركزية. وسوف تستمر مصر في جهودها فور أن تتوافر لدينا مؤشرات الجدية والإرادة علي النحو اللازم والمطلوب".. وأكد الرئيس مبارك أن تطوير آليات العمل العربي المشترك يظل أحد المهام الرئيسية للمرحلة الحالية والمقبلة خاصة مع التطورات السريعة والمتلاحقة التي يشهدها العالم من حولنا. ولقد بادرنا قبل سنوات باتخاذ بعض الخطوات علي طريق تطوير جامعتنا العربية، مشيرا إلي أن الحاجة تشتد اليوم لاستكمال هذه الخطوات بخطي سريعة وفعالة . وفيما يلي نص كلمة الرئيس حسني مبارك - الأخ العقيد معمر القذافي قائد ثورة الفاتح.. ورئيس القمة.. - أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.. - السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية.. - الإخوة والأخوات .. أود في البداية أن أعبر عن الشكر والتقدير لأخي سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثان أمير دولة قطر علي جهوده خلال توليه رئاسة الدورة السابقة للقمة. أتمني كل التوفيق والنجاح لأخي العقيد معمر القذافي في تولي المسؤوليات الكبيرة التي ستقع علي عاتقة كرئيس للقمة لعام قادم. تنعقد هذه القمة في ظرف إقليمي ودولي دقيق . فالوضع العربي الحالي يقتضي منا وقفة صريحة مع أنفسنا نحن القادة العرب . نتأمل في إطارها أحوال أمتنا . ما يحيق بها من مخاطر . وما نواجهه من تحديات . وننظر في إعادة توجيه مسار عملنا العربي المشترك .. بما يمكننا من تجاوز الإنقسامات والخلافات. ويتيح لنا العمل معا من أجل تحقيق تطلع شعوبنا للسلام والأمن والتنمية. نواجه تحديات كثيرة إن دولنا تواجه من داخلها تحديات كثيرة . تتطلب منا مواصلة جهود التطوير والتنمية. لنحقق طموحات شعوبنا للنمو والحياة الأفضل . كما يواجه عالمنا العربي في ذات الوقت العديد من التحديات والمخاطر الخارجية التي تتجاذبه في اللحظة الراهنة.. وأخص بالذكر منها تحديين رئيسيين: الأول: يتمثل في النزاع العربي الإسرائيلي.. المستمر بكل إشكالياته وتعقيداته.. مابين استمرار الإنقسام الفلسطيني.. وممارسات وسياسات ومواقف إسرائيلية تتجاهل الشرعية الدولية.. وتبرهن علي عدم رغبة إسرائيل في الإنخراط في جهد حقيقي للتفاوض وتحقيق السلام العادل والشامل. الثاني: يتمثل في المواجهة الإيرانيةالغربية المرتبطة بالملف النووي الإيراني.. وهي مواجهة تقترب بمنطقتنا من حافة الهاوية.. وتزيد من الإستقطابات التي تشهدها العديد من دولنا.. بل وتضع الجميع في حالة من الترقب لما يمكن أن تسفر عنه.. وما يمكن أن تحمله تداعياتها علي منطقتنا العربية وشعوبها. إن هذين المثالين يجسدان معضلة تحقيق الإستقرار والسلام في الشرق الأوسط.. ومعضلة صياغة موقف عربي واحد وفاعل إزاء مايطرحانه من تحديات.. وماينطويان عليه من تهديدات ومخاطر. ففيما يتصل بالمواجهة الإيرانيةالغربية لايزال الوضع غامضا .. ونحن نتابع ونرصد تحركات مقلقة في أنحاء متفرقة من المنطقة .. في المشرق العربي والخليج وصولا إلي مدخل البحر الأحمر .. تحركات تستهدف تحقيق مكاسب في تلك المواجهة علي حساب السلام والإستقرار العربي .. وهو أمر نحذر منه لما له من عواقب خطرة علي الأمة العربية. تسوية الملف الايراني إننا في مصر نؤكد ضرورة تسوية الملف النووي الإيراني من خلال الحوار والوسائل السياسية .. وتجنب اللجوء إلي إستخدام القوة العسكرية لما لها من تداعيات كارثية علي المنطقة.. كما نؤكد في ذات الوقت حق كافة الدول اطراف معاهدة منع الإنتشار في الإستخدامات السلمية للطاقة النووية.. مع مراعاة حق المجتمع الدولي في مراقبة أنشطة هذه الدول.. وفق الإلتزامات التي تفرضها ذات المعاهدة. وفوق كل ذلك - ومعه - فإننا نعاود تأكيد ضرورة أن يقترن التعامل الدولي مع ملف إيران النووي.. بتعامل مماثل مع قدرات إسرائيل النووية.. بذات القدر .. وبعيدا عن الإنتقائية وإزدواج المعايير. أما فيما يتعلق بالنزاع العربي الإسرائيلي فإن القضية الفلسطينية تظل جوهر هذا النزاع ومفتاح تسويته.. كما يظل تأخر السلام العادل الخطر الأكبر الذي يهدد أمن واستقرار الشرق الأوسط. إن الإدارة الأمريكية تواصل سعيها لبدء مفاوضات جادة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل التوصل إلي إتفاق للسلام .. وإذا كانت لنا ملاحظات علي النهج الذي اتبع لتحقيق هذه الغاية .. فإن الإصرار الذي اتسم به التحرك الأمريكي منذ بداية الإدارة الحالية يدفعنا لتشجيعها علي مواصلة جهودها .. لكي نتمكن من تحقيق الهدف الذي نبتغيه جميعا وهو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية .. وتسوية النزاع العربي الإسرائيلي بشكل نهائي. من المؤسف إن تقابل إسرائيل هذه الجهود بمواقف تتحدي إرادة المجتمع الدولي. وإجراءات وقرارات تستفز مشاعر العرب والمسلمين .. تحرض علي المواجهة .. تغذي العنف والتطرف.. وتدفع بنا خطوات إلي الوراء . مابين تسريع لأعمال تهويد القدس والنشاط الإستيطاني فيها ومن حولها .. إلي ضم مواقع فلسطينية إسلامية لقائمة التراث اليهودي .. فضلا عن اقتحام قواتها ومستوطنيها لساحة المسجد الأقصي وحرمه الشريف .. واستمرار ممارساتها بالضفة الغربية وحصارها لقطاع غزة . ممارسة اسرائيل ضد الشرعية من الضروري أن تعي إسرائيل .. حكومة وشعبا .. أن أمنها وتوفيق أوضاعها في هذه المنطقة - وكما نصت علي ذلك مبادرة سلام العربية - لن يتحققا طالما ظلت تعتمد مثل هذه المواقف والممارسات .. وطالما تمسكت بمحاولة فرض الأمر الواقع كوسيلة للحصول علي الشرعية . وأقول لقادة إسرائيل إن المجتمع الدولي لم يمنح يوما الشرعية لأي من الإجراءات الإسرائيلية التي تصادر الحقوق الفلسطينية .. سواء في القدس أو في غيرها من الأرض الفلسطينية المحتلة . أقول لهم أن الأجدي أن تعتمد إسرائيل منطق الحوار والتفاوض .. وأن تعمل بمصداقية وجدية مع الشعب الفلسطيني ممثلا في سلطته الوطنية .. لكي تضع حلا عادلا لكافة قضايا الوضع النهائي .. ينهي معاناة الشعب الفلسطيني ويقيم دولته المستقلة . إن السلام القائم علي التسوية العادلة للقضية الفلسطينية بكل مكوناتها .. وإعادة كامل الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الأرض السورية واللبنانية .. يظل الخيار الأمثل للجميع .. عربا وإسرائيليين .. وهو الطريق الوحيد لقيام علاقة طبيعية بين الجانبين تقوم علي الندية والإحترام المتبادل. وفي ذات السياق .. فإن إستمرار الإنقسام الفلسطيني يظل وضعا مؤسفا بكل المقاييس .. فهو يصب في خانة تقوية شوكة الإحتلال .. ويباعد بين الفلسطينيين وبين هدف قيام الدولة المستقلة . وليس بخاف علي أحد ما بذلته مصر من جهد للتوفيق بين الفصائل الفلسطينية لإتمام عملية المصالحة .. ولم يتوقف الجهد المصري إلا بعد أن تبين لنا أن البعض يحجب توقيعه علي الوثيقة التي تم التوصل إليها لأسباب واهية .. وإرتباطات خارجية لا تضع قضية التحرير والاستقلال وإقامة الدولة هدفا مركزيا ووحيدا .. بل تتداخل لديهم الأهداف والمصالح وتتراجع علي أجندتهم الأولوية الرئيسية لهذه القضية المركزية .. وسوف تستمر مصر في جهودها فور أن تتوافر لدينا مؤشرات الجدية والإرادة .. علي النحو اللازم والمطلوب. علاقات تاريحية مع السودان أصحاب الجلالة والفخامة والسمو .. يمر السودان الشقيق بمنعطف تاريخي مع إقتراب إستحقاقين هامين .. هما الإنتخابات التشريعية والرئاسية التي ستجري الشهر القادم .. والإستفتاء علي تقرير المصير في الجنوب مطلع العام المقبل .. وكما تعلمون فإن مصر والسودان تربطهما علاقات تاريخية وثيقة .. وصحيح أن الأمل لا يزال يحدونا في أن تحفظ هذه الدولة الشقيقة تماسكها ووحدتها .. وأن يري جميع السودانيين حكمة وجدوي الإستمرار في إطار السودان الواحد .. إلا أن مصر ستحترم نتائج الإستفتاء .. إنطلاقا من إحترامها لرغبة وإرادة السودانيين الذين توافقوا علي منح جنوب السودان حقه في تقرير المصير .. وأضيف هنا أن الأوضاع في دارفور حظيت - ولا تزال - باهتمام مصري كبير تمثلت آخر حلقاته في المؤتمر الذي إستضافته القاهرة منذ أيام لحشد الموارد من أجل إعادة إعمار وتنمية دارفور .. ونحن نتطلع إلي نجاح الجهود المبذولة لتحقيق التسوية السياسية الشاملة .. من أجل إستعادة الإستقرار والأمن في هذا الإقليم .. لمصلحة أبنائه وكافة أبناء السودان. لقد واجه اليمن الشقيق علي مدار العام الماضي تحديات كبيرة .. وعلينا ألا ننسي أن اليمن بموقعه الحيوي يعد عنصرا هاما لأمن البحر الأحمر في صلته بأمن الخليج والمنطقة العربية برمتها .. وأري أن الأمر يستلزم منا عملا منسقا لتقديم الدعم السياسي والتنموي للحكومة اليمنية لمساندتها في مواجهة هذه التحديات .. وللحفاظ علي وحدة الشعب اليمني ووحدة أراضيه وأمان أبنائه. إن مصر ترحب بالتطورات الإيجابية التي شهدها لبنان علي مدار العام الماضي .. والتي توجت بعقد الإنتخابات النيابية في ظل مناخ ديمقراطي لعب اللبنانيون الدور الرئيسي في تحقيقه .. ونحن جميعا نتطلع لأن تعمل الحكومة اللبنانية - بمعاونتنا جميعا - للخروج بلبنان تماما من التأزم السياسي الذي عصف به علي مدار السنوات الأخيرة .. ولكي تتوافر الأجواء المواتية لنجاح الحوار الوطني بين مختلف قواه السياسية .. لصالح الدولة اللبنانية وكافة أبنائها. تهنئة للعراقيين إنني أتوجه بالتهنئة للاخوة العراقيين علي نجاح إنتخاباتهم الأخيرة .. ونتمني لهم التوفيق في إعادة بناء دولتهم بعد ما مروا به من أوقات عصيبة .. ونعدهم بأن مصر ستظل إلي جوارهم .. تدعم مسيرتهم وتشد أزرهم .. ونحن نتطلع لأن تسهم نتائج الإنتخابات في إستكمال نجاح العملية السياسية .. وتحقيق المزيد من الأمن والاستقرار والتنمية للعراق .. والحفاظ علي هويته العربية ووحدة أراضيه وتماسك شعبه .. بمنأي عن الطائفية .. ولصالح كافة أبنائه. إننا لا ننسي الصومال الشقيق في أزمته الممتدة .. ومصر تدعم حكومته رغم ما تواجهه من تحديات .. آملين أن تتواصل جهودنا بدعم عربي وإفريقي ودولي من أجل إستعادة الصومال لأمنه واستقراره ، وعودته لممارسة دوره العربي والأفريقي وعلي الساحة الدولية. - الإخوة القادة والزعماء العرب .. - الإخوة والأخوات .. يظل تطوير آليات العمل العربي المشترك أحد المهام الرئيسية للمرحلة الحالية والمقبلة .. خاصة مع التطورات السريعة والمتلاحقة التي يشهدها العالم من حولنا . ولقد بادرنا قبل سنوات باتخاذ بعض الخطوات علي طريق تطوير جامعتنا العربية .. إلا أن الحاجة تشتد اليوم لاستكمال هذه الخطوات بخطي سريعة وفعالة . أعلم أن أخي رئيس القمة لديه أفكار ومقترحات هامة .. يجب وضعها موضع الدراسة .. للوصول إلي الأسلوب الأمثل للتعامل معها وتحقيق أهدافها.. إن مصر تتطلع إلي استضافة القمة الإقتصادية والتنموية والإجتماعية الثانية العام المقبل .. بعد النجاح الذي حققته قمتنا الأولي في دولة الكويت الشقيقة العام الماضي. إننا نعي أهمية دفع جهود التنمية الإقتصادية والإجتماعية لمجتمعاتنا .. في عصر تسيطر عليه التكتلات الإقتصادية القوية .. وسوف نبني في قمة القاهرة علي ما توصلنا إليه في قمة الكويت من أسس وخطط لمشاريع تنموية .. وإنني أدعو كافة الدول العربية - حكومات وقطاع خاص - للاعداد لطرح المزيد من الأفكار والمقترحات التي يمكن دراستها خلال القمة. إن مصر - كعهدها - لن تألوا جهدا في العمل من أجل إحلال السلام والإستقرار في المنطقة .. وإستعادة الحقوق العربية .. وتجاوز الخلافات والإنقسامات .. إنطلاقا من إيمانها بأن هويتها العربية تظل المكون الرئيسي للمصلحة الوطنية المصرية . وبأن دعم العمل العربي المشترك يمثل هدفا نحن قادرون علي تحقيقه - بعون الله وتوفيقه - طالما إشتد العزم وخلصت النوايا . أحيي مجددا أخي قائد الثورة الليبية .. وأتمني له النجاح في مهمته .. وأعبر للاخوة القادة والزعماء العرب عن تمنياتي لهم بكل التوفيق. أشكركم .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..