اليوم داخل قضبان السجن يختلف كثيرا عن خارجه.. يكفي ألم ومعاناة تقييد الحرية ولو كنت علي فراش وثير حشوه ريش نعام.. ايام كثيرة قضيتها بين جدران رطبة باردة في الشتاء اتطلع لان اشم نسائم الحرية وامسك بخيوط الشمس التي غاب عني دفؤها وضياؤها لأمكث في ظلام ووحشة في القلب ووحشة الصمت الرهيب التي تطل من بين الجدران لتزيد معاناتي وثقل هم اليوم الذي يمر وكأنه شهر أو عام علي كوكب اخر كزحل ايامه وساعاته ابطأ كثيرا من كوكبنا الارضي. وخلال محاولة لنفض الاحزان ولملمة الجراح ظهرت بارقة امل وطاقة ضوء وكأنها جاءت من السماء تحمل يسرا بعد العسر وهي ان مسئولي السجن اخطروني باستلام شقة من محافظة القاهرة نظرا لانني من الحالات القاسية التي تستحق فسارعت بعمل توكيل لزوجتي للاستلام في عام 7002 وذهبت زوجتي واخذت بالفعل ايصال استلام وظننا ان الدنيا بدأت اخيرا في الابتسام ومنحنا شقة تؤوينا وتحمينا من غدر الايام. وتعجبت كيف يتغير الحال ويعود ليهدأ البال بفرحة لم اتوقعها في عالم اليقظة او في عالم الاحلام والخيال فها انا ذا اخيرا اجد خبرا مفرحا وسط مكان اراه عبوسا مكفهرا بائسا لينطلق الامل من رحم المعاناة وأجد جدرانا جديدة غير التي حولي ولكن هذه المرة ملكي تلملم شملي وزوجتي واطفالي الثلاثة بعد ان لم يعد هناك مأوي يؤوينا.. واخيرا خرجت من السجن وودعت هذه الجدران ومن ورائها الاحزان وكبر املي وعظمت رغبتي في استلام شقتي الا انه حتي الآن لم يتم الاستلام لاجد نفسي بلا مأوي واسرتي رغم ظروفنا الصعبة وماعانيناه من قسوة الايام.. اناشد د.عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة سرعة منحي أنا المواطن كريم عبدالسلام فؤاد حسن الشقة المخصصة لي لانهاء رحلة العذاب وحتي ابدأ حياتي من جديد وعنواني 21 مساكن اطلس الخليفة القاهرة.