الأزمات وضاقت به سبل الحياة والعيش الكريم.. يطرح تساؤلا يدق رأسه كلما سمع عن فشخرة رجال الأعمال وأفراح ألف ليلة وليلة. من أين لك هذا..؟.. هل من المكسب الحلال والجهد والعرق.. أم بكل الطرق غير الشرعية ومخالفة القوانين والتحايل علي القرارات والنصب والتزوير. والمعروفة في مصر الآن بالشطارة والفهلوة، والتي أصبحت سمة في الشخصية المصرية. ابتداء من العاطل علي مقهي وحتي أكبر رجال الأعمال.. كل هذا يدور برأس كل أب مسئول عن أسرة.. وشاب عاطل لا يجد عملا.. وموظف غلبان أو أجير يقتات قوته يوما بيوم.. كل هذا ناقوس خطر يهدد نسيج المجتمع بكل أعماره وفئاته ويهدد تماسكه الاجتماعي ويشيع في نفوس الناس الاحساس بالظلم والسخط.. كل هذا يحدث عندما تسمع الناس عن رجل أعمال أقسم يمينا أن يكون فرح ابنه أو ابنته لم تشهد ولن تشهد مصر له مثيلا، ويظل يتندر المعازيم بما أكلوه وشاهدوه وكأنه ولا في الأحلام.. كل هذا سخط علي صاحب الفرح وكل مدعويه من أقربائه وأصدقائه ومسئوليه من نفس نوعية »الشلة« التي تعيش في واد والناس في واد آخر. متناسين ان الموظف البسيط ناصح وذكي ويفهم ويتساءل ويسخط ويغضب ويثور اذا فاض به الكيل. ولذلك كان الرئيس مبارك مدركا لمشاعر المواطنين الغلابة عندما ناشد في خطابه في شهر رمضان الماضي رجال الأعمال الكف عن الفشخرة والمظاهر الكدابة والانفاق ببذخ والاسراف بسفه. ولكن يبدو ان رسالة الرئيس مبارك الانسانية لم تصل للكثيرين من رجال الأعمال ولم يستوعبها وزراء الحكومة وأجهزتها، الذين يتسابقون لحضور هذه الأفراح.. ويغيب عنهم، حقيقة جليلة أمام كل مواطن.. لو التزم كل رجل أعمال بالقوانين وهامش الربح المعقول والجودة في الخدمة أو السلعة وسعرها، ودفع الضرائب والجمارك، لا يمكن أن تكون أرباحه هكذا بالمليارات، وان يكلف فرح ابنه أو ابنته 05 مليون جنيه. علق أحدهم علي ما تردد مؤخرا عن فرح مثل هذا بقوله: »تري لو كان الدكتور بطرس غالي وزير المالية حاضرا في مثل هذا الفرح.. ألم يفكر في ضريبة عليه أو يطلب بنفسه تعديل ضريبته العقارية التي تساوي بين قصور وفيلات هؤلاء.. وبين من امتلك شقة أو فيلا في ختام عمره أو مشوار العمل والبهدلة باحدي دول الخليج.. ولم يعد يملك من الدنيا غير هذا المكان الذي يؤويه وأبناءه من بعده«.. أمثال هؤلاء الأغنياء شكلا والغلابة واقعا، لا يملكون إلا معاشا أو دخلا لا يكفي نفقات العلاج.. هل يمكن أن يتساوي في الضريبة مع من تكلف فرحه 05 مليون جنيه؟ هذا مستحيل، حتي بالشرائح التي وضعها الدكتور غالي ورجاله.. وحتي لو لم تكن هذه الضريبة مخالفة صارخة للدستور؟! [email protected]