من صفات «الفشخور» أنه يتفشخر حتى وهو نائم، وحتى لو حبسوه داخل القفص، فإنه يتحول إلى «فشخور» كناريا، الكل فى خدمته.. لذلك هو لا يعمل بالنصيحة لكنه يعمل بالأراضى ومواد البناء وأحياناً بمواد الدستور.. وعلاج «الفشخرة» لا يكون بنصيحة الابتعاد عن البيض والسمك وتجنب الأماكن المزدحمة، ولكن بإيقاف الربح المتوحش، لأن الربح المتوحش هو الأب الشرعى للإنفاق السفيه.. ونصائح الإعلام بوقف الفشخرة والقبول بالهدنة هى طريقة «ليثى» لحل المشكلة، فقد هاجمت الصحف فنان الكاريكاتير المرحوم صلاح الليثى لأنه رسم الجرائم الأخلاقية التى تحدث فى الزحام فجمع «الليثى» المقالات التى تهاجمه ورسم أتوبيساً تحدث فيه كل الموبقات وغطى زجاجه ونوافذه بهذه المقالات وكتب تحته (الصحافة غطت المشكلة).. ومصر هى بلد الفشخرة الكدابة، فعندما اكتشف العالم الإنجليزى مايكل فاراداى (1791/1867) فى عام 1841 إمكانية انتقال الكهرباء، وتم إنشاء مطعم «مكسيم» فى فرنسا فى فترة مواكبة، من يومها لم ينقطع وصول الطلبات ساخنة من «مكسيم» إلى فنادق مصر بينما كهرباء «فاراداى» لم تصل حتى الآن إلى بعض قراها.. ففى مصر هناك من يتعثر فى «صخرة» وهناك من يتعثر فى مليار جنيه، أحدهما يقول يا رب والثانى يقول يا بنك، والذين تحدثوا عن تكاليف حفل زواج رجل أعمال من فنانة، نسوا أن حفل طلاق رجل أعمال آخر من فنانة آخرى أقيم فى «العجمى» تكلف ضعف حفل الزواج، ويومها بالمناسبة جاء العشاء من «مكسيم» والكهرباء من «فاراداى».. كلنا نحترم البورصة والظهير الصحراوى وقرارات الحكم والحاج توشكى والساحل الشمالى والقطن قليل الحيلة والقرض طويل التيلة (وبنك البنوك إذا وهب، فقف فى المطار وقل هرب)، لكن أوقفوا الربح المتوحش ليتوقف الإنفاق السفيه، لأن الربح المتوحش هو العائل الوسيط لأنفلونزا الفشخرة، أو على الأقل حلوها «ليثى» وخذوا مقالاتى غطوا بها زجاج ونوافذ الفنادق. [email protected]