عندنا الكثير والكثير ومن بعض ما عندنا" الفشخرة" وهو مرض "اجتماعى" صناعة مصرية خالصة، ويمكن ايضاح ذلك بأكثر من مثال فى مجتمع المصريين خاصة عندنا فى الأرياف أو "المدن الريفية ": فقد قام الجار العزيز بتقديم ملف نجله أو كريمته إلى المدرسة الثانوية"ثانوى عام " رغبة منه أن يجارى جاره الذى سبق وفعل نفس الشىء مع وجود الفارق الكبير بين ابنه وابن الجيران فابن الجيران متفوق بارز لديه قدرات ليست لدى ابن صاحبنا "عاشق الفشخرة" الذى يعانى من نقص حاد فى قدراته وامكانياته .هذا نموذج من الفشخرة وإليك نموذجا آخر للفشخرة المصرية ، فقد أجبر صاحبنا على أن يقترض من البنك ويصبح مديونا لا لشىء ضرورى وإنما لأن جاره قد بنى الطابق الرابع وأما هو فمازال يبنى الطابق الثانى فاضطر للاقتراض لزوم الفشخرة حتى يجارى جاره . وآخر يصر على عمل سرادقا ضخما لأستقبال السادة المعزين مع العلم أنه لا يملك هو الآخر نفقات هذا كله ولكنه مولع بالفشخرة الاجتماعية لكى يقولون أن فلانا عمل فى وفاة والده سرادقا ما وجدنا مثله قبله ولا بعده .وكذا فى الأفراح يكلف صاحبنا نفسه فوق طاقتها لعمل زفاف لم يحدث فى الناحية كلها لكى يتحدث الجميع عن هذا العمل الرائع الفريد وكأن صاحبنا فتح عكا. وأما عن فشخرة السيدات فها هى أم العروس تصمم على أن يكون فى شقة ابنتها غسالة أطفال وغسالة عادية وأخرى فول أوتوماتك وكأن ابنتها فى حالة تأهب قصوى لإجراء عمليات غسيل للحى بأكمله . وللفشخرة مظاهر أخرى متعددة لا يتسع المجال لذكرها الآن ومن المؤكد أن قارىء المقال سيجد مظاهر أخرى للفشخرة الكدابة فى مصرنا المحروسة والتى تكلفنا الكثير والكثير . ومع بعض ما عندنا نلتقى بمشيئته تعالى. أبو كرم / هشام الجوهرى