عندما يتملك الغضب من الإنسان يحول حياته فى لحظة من خير الى شرور بل ومجرم، فكم من أسر تحطمت وأطفال تشردت وتيتمت ونساء ترملت وأناس زج بهم إلي غياهب السجون لسنوات بسبب لحظة غضب واحدة، ولو أنهم فكروا قليلاً لكانت الأمور مختلفة. وصرنا نسمع عن أشياء في غاية الغرابة، فها هم 3 أشقاء تملكهم الغضب من والدتهم لزواجها بعد وفاة والدهم فقاموا بذبحها وزوجها انتقاما منها كل ذلك فى لحظة غضب، وتلك اللحظات يعقبها الندم حيث لا ينفع، والكل يجمعون علي أن التاريخ لو عاد بهم إلي الوراء ما أقدموا علي ما فعلوا، ولكن يدركوا كل ذلك بعد فوات الأوان، غير مبالين بما أوصت به كل الرسالات السماوية بكظم الغيظ ودرء السيئة بالقول اللين والعفو عن الناس. تبدأ أحداث القصة في قرية «قصر غور» بملوى بالمنيا حيث تعيش أسرة صغيرة مكونة من أب وأم و4 أشقاء 3 ذكور وبنت ومع كبر الأولاد وزيادة أعباء الحياة على والدهم تكاتف الأبناء ووالدهم وقرروا بان يسافر أحد الأبناء إلى ليبيا بحثاً عن مصدر رزق جديد لإعانة الأسرة ومساعدة الوالد فى تجهيز شقيقتهم التى يتوافد عليها العرسان لخطبتها، ومع مرور ما يقرب من 3 سنوات على سفر الابن توفى الأب تاركا وراءه هماً ثقيلاً على ابنائه لكنهم تعاونوا بمساعدة والدتهم على ان يكملوا جهاز شقيقتهم الصغرى وزفها على شريك العمر، عقب ذلك سافر الابن الثانى الى ليبيا لمعاونة شقيقه ثم سافر الثالث وعملوا بمهنة الجزارة بدولة ليبيا، وبعد مرور عامين آخرين أى بعد مرور 5 سنوات على وفاة الاب أعجبت الام بأحد الرجال الذى تقدم لطلب يدها بالإضافة إلى انها قد ملت من الوحدة بعد سفر الأبناء وزواج البنت وأخبرتهم الأم برغبتها فى الزواج لكنهم رفضوا واصروا على رفضهم بحجة انه لا يجوز لها الزواج بعد والدهم ولا يوجد شخص يستحق ان يكون بمكان والدهم من وجهة نظرهم، لكن الام أصرت على التمسك بحقها فى الزواج بشخص يأنس وحدتها وبالفعل تزوجت بمجدى أبوالعرب دون علم أبنائها وعاشا شهراً فى حالة من الهدوء والسكينة وراحة البال ولكن بعد ان علم الأبناء بزواج الأم غضب الأبناء وكأنها ارتكبت أثماً وذنباً لا يغتفر، جهز الابناء حالهم وتركوا عدتهم وعتادهم بليبيا وبادروا بالنزول إلى مصر لينتقموا من والدتهم التى تزوجت بشخص غريب عنهم وكأنها كفرت من وجهة نظرهم علمت الأم بنزول الأبناء للانتقام منها ولكنها لم تتخيل يوما ان يقوموا بذبحها وزوجها، هربت الأم الى قرية أبوالغيط بالقليوبية خوفا من ابنائها والقسوة التى ملأت قلبهم ومكثت هناك أسبوعاً حتى أخبرتها شقيقتها بأن تهرب الى مكان قريب منها لتكون بجوارها بمنطقة منشية النور وعندما علم الأبناء بمكان اختفاء والدتهم وانها تسكن بالقليوبية بالقرب من خالتهم فكر أحدهم بحيلة شيطانية للإيقاع بوالدته وضمان ألا تهرب مرة أخرى حيث أقنعها بقبوله فكرة زواجها وانه يعتبر حقاً من حقوقها وجاء إلي والدته وقام بتهنئتها وزوجها وأخذ يدبر ويخطط لحيلة ماكرة حتى اتصل بأشقائه وأخبرهم بميعاد تنفيذ جريمتهم والنيل من والدتهم وزوجها وبعد مرور 5 أيام جاء أشقاؤه من قصر غور بالمنيا لينفذوا جريمتهم غير مبالين بحرمة الشهر الكريم واستغلوا هدوء الأجواء وقت السحور ليتخذوا منه ميعادا مناسبا لتنفيذ جريمتهم واستغلوا أيضا انشغال والدتهم بتجهيز السحور وأقنعها ابنها برغبته فى السحور معها وقام بتسهيل دخول اشقائه إلى شقتها ليقوموا بذبحها وزوجها بطريقة بشعة. تلقي اللواء محمود يسري مدير أمن القليوبية إخطارا من العميد مجدي راشد مأمور قسم أول بنها بالعثور علي جثة مجدي أبوالعرب عبدالمنعم «45 سنة» وزوجته كهرمان فتحي عبدالباقي «42 سنة» وهما من قرية قصر غور مركز ملوي بمحافظة المنيا مذبوحين من الرقبة بطريقة وحشية وخروج أحشاء الزوجة ووجود طعنات مختلفة بالجثتين حتي أن رقبة الزوج كادت تنفصل عن الجسم. تبين من تحريات الرائد محمد سعيد مرسي رئيس مباحث قسم بنها بمعاونة النقيبين عنان حجاج وعبدالمنعم خشبه أن الزوجة كانت متزوجة من شخص اسمه بدوي أحمد وتوفي منذ 5 سنوات ولها منه ثلاثة أبناء هم: بدورة بدوي أحمد وشقيقه محمود ومحمد وجميعهم من ملوي بمحافظة المنيا ويعملون «جزارين» في ليبيا وحضروا من ليبيا عندما علموا بزواج أمهم من المجني عليه منذ شهر ونصف.. فجن جنونهم وهددوهما بالقتل ما لم ينفصلا.. إلا أنهما رفضا الانفصال وقامت الأم وزوجها بتحرير محضر لأبنائها بمركز ملوي بعدم التعرض لهما.. وقرر الزوج بالاتفاق مع زوجته الهرب من هذه التهديدات التي تنغص عليهما حياتهما وانتقلا للعيش في قرية أبوالغيط مركز القناطر الخيرية لمدة شهر وكان خلالها الابناء لا يكفون عن البحث عن والدتهما وزوجها حتي علموا بمحل اقامتهما الجديد فقرر الزوج وزوجته الهرب مرة أخري.. فاتصلت الزوجة بشقيقتها سميرة فتحي وتقيم بمنشية النور ببنها وأبلغتها بالأمر وقيام أبنائها بملاحقتها في أبوالغيط لقتلهما.. فقامت شقيقة المجني عليها بتوفير شقة لهما بنفس المنطقة بعيدا عن أعين الابناء قبل الحادث بخمسة أيام.. إلا أن أبنها «بدورة» توقع هروب والدته في مدينة بنها عند خالته فحضر إليهما وتظاهر بأنه جاء للعيش معهما إلا أنه كان يخطط لعملية الذبح والتشفي بمساعدة شقيقيه وابن خالتهم «بسام» وأقام معهما ثلاثة أيام حتي اتصل بشقيقيه وحضروا جميعا فجر السبت حاملين السكاكين ونفذوا حكم الإعدام في «ست الحبايب» وزوجها بالذبح من الرقبة والتشفي فيهما بالطعنات بطريقة بشعة وكان الشاهد الوحيد الذي كشف سترهم هو ابن خالتهم ويدعي محمود مصطفي «15 سنه» نجل خالتهم سميرة والذي كان سهران عند خالته وقت وقوع الحادث.. وقام المتهمون بوضع السكين علي رقبته وتهديده لو صرخ أو اعترف بالذبح حتي نفذوا جريمتهم ولاذوا بالفرار.