المسألة لم تكن فقط مسألة توقيت، مسألة رفضت كل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل رؤيتها إلى أن وقفت طهران إلى جانب بيانج يانج في أزمة الحرب المتطورة بين واشنطن وييانج يانج وسيول. نائب رئيس هيئة الأركان الإيراني الجنرال مسعود جزائري قال يوم الجمعة 5 أبريل بأن الوجود العسكري الأمريكي في كوريا الجنوبية هو مصدر الشر والتوتر في المنطقة الآن ومستقبلا. وقال الجنرال الإيراني أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها سيتكبدون خسائر كبيرة إذا ما اندلعت حرب فيالمنطقة.
جزائري أكد في تصريحه أن الدول المستقلة لا ينبغي أن ترضخ لدسائس الولاياتالمتحدة، وأن زمن العدوان والابتزاز الأمريكي قد ولى. مصادرنا الإيرانية والاستخباراتية تشير إلى أنه ليس هناك شك بأن لهجة التصريحات التي تصدر عن إيران والتي تقارن بين الوجود العسكري الأمريكي في كوريا الجنوبية مع مثل هذا الوجود في الخليج تعبر عن موقف حاكم إيران آية الله علي خامينائي الذي يشبه حاكم بيانج يانج كيم جونج أون حيث يلمح عن طريق نائب رئيس الأركان الذي يأتمر بأوامره بأن طهران لن ترضخ لمطالب الولاياتالمتحدة في المسألة النووية الإيرانية. وتقول مصادرنا بالنسبة لإيران الأزمة الحربية في شبه الجزيرة الكورية لم تكن لتأتي في الوقت الأنسب. تصريحات نائب رئيس الأركان الإيراني حول الدول المستقلة التي لا ينبغي أن ترضخ للعدوان والابتزاز من جانب واشنطن نزلت كالصاعقة في يوم صاف في ألماتي عاصمة كازاخستان حيث التقى هناك يوم الجمعة الخامس من أبريل ممثلون عن الدول الكبرى 5+1 مع ممثلين إيرانيين من أجل البحث في البرنامج النووي الإيراني. وعلى الرغم من أن واشنطن نظمت في الأسبوع الماضي الذي سبق هذه المحادثات منظومات من الابتسامات والتفاؤلات تضمن معلومات لا صحة لها تظهر أن خامينائي أمر بوقف البرنامج النووي الإيراني إلى شهر يونيو أو أن إيران حذرة من تجاوز الخطوط الحمراء التي حددتها واشنطن والقدس. أنباء كان ينبغي أن تؤدي إلى تقدم في المحادثات واتضح يوم الجمعة أن مستشار الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي يرفض الإجابة بأشياء واضحة على جميع المطالب الغربية وأن إيران لم تتحرك قيد أنملة عن مواقفها النووية، بالضبط كما يفعل حاكم كوريا الشمالية كيم جونج أون والذي تطالبه واشنطن أيضا بتفكيك برامج السلاح النووي وتخصيب اليورانيوم. مصادرنا تشير إلى أن العلاقة بين الأزمتين في كوريا الشمالية وإيران هي الآن الاختبار الكبير والصعب الذي يواجهه الثالوث الذي يرأس الزعامة السياسة والأمنية الأمريكية خاصة الرئيس باراك أوباما ووزير الدفاع تشوك هيجل ووزير الخارجية جون كيري. كان على وزير الخارجية الأمريكي بدلا من التجول في الشرق الأوسط ومعالجة الأزمة الإسرائيلية الفلسطينية الجديدة الوشيكة كان ينبغي عليه أن يتوجه إلى موسكووبكين ويحاول جس النبض بشأن تحقيق تفاهمات أولية بين الدول الكبرى بالنسبة لإيران وسوريا، ومن الجائز أن موسكووبكين كانتا ستبدأن بممارسة الضغط على كيم جونج أون لتليين نشاطه، في وقت تكون فيه بكينوموسكو متأكدة أن واشنطن ستواصل في إجراءاتها في الشرق الأوسط وعلى الأخص ضد سوريا وإيران فإنهما لن تتخذا أية إجراءات لكبح حاكم بيانج يانج.