رصدت مصادر الثوار حالات تسمم وقعت بين المدنيين بعد سقوط صاروخ سكود أطلقه نظام بشار على ريف حلب. وقال مصور من "رويترز" في مدينة حلب السورية، إن ضحايا ما وصفته الحكومة بهجوم جرى استخدام أسلحة كيماوية فيه، يعانون من مشاكل في التنفس. وأضاف أن الناس يقولون إنهم يشمون رائحة غاز الكلور في الهواء. وقال المصور إن المصابين نقلوا إلى أربعة مستشفيات في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة في حلب، وإن بعضهم يعاني من مشاكل في التنفس. وقال: "رأيت في الأغلب نساء وأطفالاً. قالوا إن الناس يختنقون في الشوارع، والهواء مشبع برائحة الكلور". واتهم نظام الأسد مقاتلي المعارضة بإطلاق صاروخ يحتوي على غازات سامة على حلب. لكن مقالي الجيش السوري الحر سرعان ما نفوا هذا الاتهام وحملوا دمشق مسؤولية هذا الهجوم. وقال أحد الناطقين باسم الجيش السوري الحر، لؤي مقداد، الذي يشارك في اجتماع المعارضة في اسطنبول: "نفهم أن الجيش استهدف خان العسل باستخدامه صاروخاً بعيد المدى، ومعلوماتنا الأولية تشير إلى أنه يحوي أسلحة كيماوية". وأضاف أن "هناك الكثير من الضحايا، وعدداً كبيراً من الجرحى يعانون من مشاكل في التنفس". وتابع مقداد: "لا نملك صاروخاً بعيد المدى ولا سلاحاً كيماوية، لو كان لدينا منها لما استخدمناها في استهداف الثوار". غطاء وتبرير: وفي السياق ذاته، نفى الناطق باسم مجلس الثورة السورية في حلب وريفها أبو فراس الحلبي -في حديث لقناة الجزيرة- استخدام الجيش السوري الحر للأسلحة الكيميائية، وقال إن النظام يحاول أن يعطي غطاء لما سيفعله في المستقبل من استخدام هذه الأسلحة. كما حذر مراسل شبكة شام في حلب أبو مجاهد من أن يبث النظام هذه الأخبار لتبرير إطلاقه أسلحة كيميائية على المناطق المدنية في حلب وغيرها، وطالب المنظمات الحقوقية الدولية بالتحرك عاجلا خشية أن يرتكب النظام مجازر باستخدام هذه الأسلحة. وأضاف أن ناشطين تحدثوا عن سقوط صاروخ أرض أرض يعتقد أنه من طراز سكود على بلدة خان العسل وهو يحمل مادة كيميائية، مرجحا أن يكون النظام قد أخطأ في هدفه فأصاب بها منطقة يتجمع فيها جنود موالون له. وتزامنت هذه الاتهامات مع بث ناشطين صوراً على الإنترنت لما قالوا إنها إصابات جراء صواريخ تحمل مواد كيميائية أطلقتها قوات النظام على بلدة العتيبة في الغوطة الشرقية بريف دمشق. وفي الثالث من آذار/مارس، تمكن الجيش الحر من السيطرة على بلدة خان العسل في ريف حلب الغربي بعد معارك ضارية تركزت خصوصاً في محيط مدرسة الشرطة في البلدة، وقتل فيها أكثر من 120 عنصراً من قوات النظام، وأكثر من ستين مقاتلاً معارضاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.