طالب المعارضون الإسلاميون في الأردن الملك عبد الله اليوم الجمعة بتشكيل حكومة انقاذ وطني لتهدئة احتجاجات الشوارع التي أشعلت شرارتها الزيادة الكبيرة في أسعار الوقود. وجاءت الدعوة بعدما تظاهر عدة آلاف من الاسلاميين واعضاء بأحزاب يسارية في العاصمة عمان لمواصلة الضغط على الحكومة التي يلقون عليها باللائمة في تدهور أحوال الفقراء. وشمل رفع الأسعار زيادة بنسبة 54 في المئة في تكلفة اسطوانة الغاز التي تستخدم للطهي والتدفئة. وكان أغلب الاضطرابات التي اندلعت في منتصف نوفمبر تشرين الثاني قد أصاب البلدات الفقيرة في أنحاء الأردن الذي يبلغ عدد سكانه سبعة ملايين. ودعا المحتجون إلى أسقاط حكومة رئيس الوزراء عبد الله النسور وحثوا المواطنين على الانتفاض ضد زيادة الاسعار التي تقول الحكومة انها ضرورية للسيطرة على الماليات العامة للدولة. ويقول مسؤولون بارزون في جماعة الاخوان المسلمين في البلاد إنه ينبغي للسلطات أن تشكل حكومة أوسع تمثيلا وأكثر مصداقية من أجل استعادة الاستقرار. وقال الشيخ حمزة منصور رئيس حزب جبهة العمل الاسلامي الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين وأكبر حزب سياسي في البلاد إنه ينبغي أن تتصرف السلطات بحكمة لنزع فتيل ألأزمة التي تواجهها البلاد وتستجيب لمطالب الشعب وتلغي الزيادة في الأسعار وتشكل حكومة انقاذ وطني. وحذر من أنه إذا لم تتراجع الدولة فان جميع الاحتمالات مفتوحة في الأردن. ويلقي سياسيون معارضون باللائمة في المشكلات المالية التي يواجهها الاردن على فشل النخبة الخاكمة في التصدي لفساد كبار المسؤولين. وقال احمد عبيدات وهو رئيس سابق للوزراء والمخابرات أمام الحشود في عمان إن الاردنيين متعطشون للاصلاحات. وشهد الأردن موجات من الاضطراب في المناطق الأشد فقرا خلال العقود الماضية نتجت في العادة عن رفع أسعار السلع الأساسية. وتواجه حكومة النسور ضعفا اقتصاديا وتراجعا كبيرا في المساعدات الخارجية مما صعب عليها تلبية مطالب السكان بتوفير الوظائف والدعم. وكان أغلب الاضطرابات في المناطق العشائرية التي تشكل العمود الفقري للدعم للملك وتعتمد بشكل كبير على الوظائف والمساعدات الحكومية. ويقول محللون سياسيون إن زيادة الاسعار يمكن أن تزيد شعبية المعارضة الاسلامية التي شجعتها انتفاضات الربيع العربي. وتراجعت المطالبات المتفرقة باسقاط الملك عبد الله التي ظهرت في الايام الاولى للاضطرابات. وما زالت اغلب الفصائل المتنافسة في الاردن تعتبر الملك (50 عاما) ضمانا للوحدة الوطنية. ويكتفي المحتجون في الوقت الحالي بصب عضبهم على النسور وحكومته. وردد المحتجون اليوم هتافات تدعو إلى سقوط النسور بينما ردد بعضهم هتاف "ليش بترفع بالاسعار وبتحميلي الحراميه" و"اللي يرفع بالأسعار بدو البلد تولع نار". وهتف مئات الشبان الملتحين يقولون "ما في سكوت ما في سكوت لو حطونا بالتابوت". ولوح المشاركون بلافتات تحمل شعارات ضد نهب المال العام والفساد المتفشي. ويقول الاخوان المسلمون وحلفاؤهم اليساريون ان الحريات السياسية في الاردن تآكلت في السنوات الماضية. ويقولون إن الاصلاحات التي تمت في البلاد منذ موجة انتفاضات الربيع العربي لا تلبي المطالب بتوسيع التمثيل السياسي. وتتهمهم السلطات بتأجيج الاضطرابات ورفض الانضمام إلى حوار بشأن الاصلاح أطلقه الملك عام 2011.