اسم كامبورا ، ويرسمه لنا فنان الكاريكاتير مصطفى حسين كشخصية انتهازية تسعى للوصول إلى البرلمان بأي وسيلة ، فهل هناك أصلٌ لهذه الشخصية ؟ الشخصية الانتهازية الوصولية هي نمط طبيعي من أنماط البشر وتكرر كثيرا بين الساسة باعتبارهم شخصيات معروفة . أما " كامبورا الحقيقي فشخصية غير انتهازية بالمرة بل هو شخص مثالي ضَحَّى بنفسه من أجل زعيمه. الاسم الحقيقي لهذا الشخص هو "هيكتور كامبورا " كان سياسيا أرجنتينيا ينتمي للحزب البيروني ، وكان من أشد الموالين للزعيم الأسطوري "خوان بيرون" الذي حكم الأرجنتين مرتين بين عامي 1946 و1955 وغادر البلاد إلى المنفى بعد انقلاب عسكري . لكن فلسفة بيرون السياسية ونظرياته ظلت تسيطر على البلاد وظلت شعبيته جارفة بين أبناء شعبه ، فقرر القادة العسكريون فرض حظر على عودته إلى البلاد. لكن بيرون ظل على اتصال بقيادات حزبه ومن بنهم هيكتور كامبورا . وفي عام 1973 اختار "بيرون"كامبورا ممثلا له في انتخابات الرئاسة الأرجنتينية التي فاز بها كامبورا وتم تنصيبه رئيسا في 25 مايو 1973 وكان "ديليما " نائبا له. وكان أول قرار لكامبورا هو إصدار عفوا عاما عن السياسين ومن بينهم " "خوان بيرون " الذي عاد لبلاده في يونيو 1973 . وقرر كامبورا تمهيد الطريق لعودة بيرون لتولي الرئاسة أيضا فقرر إجراء انتخابات رئاسية مبكرة واستقال من منصبه في 13 يوليو 1973 في بادرة لم يسبقه أحد إليها. وجرت الانتخابات واكتسحها خوان بيرون.وأصبح رئيسا للأرجنتين للمرة الثالثة اعتبارا من 12 أكتوبر 1973 وتم تعيين هيكتور كامبورا سفيرا للأرجنتين في المكسيك .وإثر وفاة خوان بيرون في الأول من يوليو 1974 تولت زوجته ونائبته إيزابيللا الرئاسة ، واستمر كامبورا في منصبه كسفير في المكسيك . وعندما وقع انقلاب عسكري جديد في سبتمبر 1976 تم الاطاحة بإيزابيلا بيرون ولجأ كامبورا لسفارة المكسيك في الأرجنتين وظل مختبئا بها حتى سمح له بالسفر إلى المكسيك في عام 1980. وعاش كامبورا هناك حتى وفاته في عام 1982 . وهكذا أسدل الستار على حياة رجل كان مثالا حقيقيا للتضحية في سبيل مبادئه