اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الاثنين بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول رغبة بلاده في عقد اتفاقيات سلام مع جميع جيرانها محاولاً تفادي ردة الفعل الدولية للتهديدات بالحرب التي أطلقها حليفه الأساسي ووزير خارجيته ليبرمان لفتت جريدة الجمهورية ان هذه المزاعم تأتي عادة كمقدمة لاعتداءات إسرائيلية وحشية علي النحو الذي جري ضد قطاع غزة منذ عام مضي.وضد لبنان وسوريا علي مدي السنوات الأخيرة. إن إرادة السلام لا يتم التعبير عنها بالأقوال وانما بالأفعال. فلا يستقيم الحديث عن السلام واستئناف المفاوضات مع استمرار حصار قطاع غزة وتجويع أهله واجبارهم علي الحياة في الظلام منذ أمس بعد احتجاز إسرائيل للوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء. كما لا يستقيم مع استمرار عمليات الاستيطان بالفعل في الضفة والقدس العربية. ومحاولة فرض الأمر الواقع بالأراضي المحتلة ثم الحديث عن مفاوضات علي أي مستوي بلا شروط. كما تدعو إليها الولاياتالمتحدةالأمريكية ستاراً لعجزها عن ردع إسرائيل ولجم غلاة العنصريين فيها. الكاتب نواف الزرو بجريدة البيان وصف تلك التصريحات انها مناورات وتكتيكات و نوبة من نوبات هستيريا الحرب والعدوان، تتلبس إسرائيل بحكومتها اليمينية المتشددة في هذه الأيام، وهي في الآن ذاته هروب إسرائيلي من استحقاقات عملية السلام، المعلقة أصلا! ولكنها نوايا وخطط واستعدادات حربية عدوانية حقيقية مبيتة تعود إلى العلن مجددا. ويرصد الكاتب عدة تصريحات لقادة اسرائيليين منها تصريح لسيلفان شالوم وزير الخارجية الإسرائيلي في حينه أعلن فيه أن «مصلحة العالم أجمع في تغيير النظام السوري»، ثم تبعه الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز قائلا: «إن ثمة حاجة لإجراء تغييرات في سوريا»، كما دعا رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست يوفال شتاينتس آنئذ، إلى «تغيير النظام السوري»، لأن «استبدال سلالة الأسد هو مصلحة أميركية إسرائيلية». وكان رئيس الاستخبارات الإسرائيلية السابق الجنرال اهارون فركش، قد أعلن مبكرا أن «كرسي الرئيس الأسد أخذ يهتز والنظام السوري بدأ يتفكك». وكان سيلفان شالوم أيضا قد دعا المجتمع الدولي إلى عزل سوريا، بعد احتلال العراق. كما ان هناك في الوثائق الإسرائيلية ما يطلق عليه «خريطة طريق خاصة بسوريا»، تهدف إلى ضربها وتفكيكها ومعها لبنان، والتفكيك هنا يعني في الجوهر إعادة تشكيل سوريا ولبنان، وتطبيعهما وفق الأجندة والمصلحة الإسرائيلية. ووفقاً ل«خريطة الطريق الخاصة بسوريا»، فإن الإدارة الأميركية وأصدقاء إسرائيل في واشنطن يخططون منذ زمن لتنفيذ خريطة طريق وضعوا بنودها بإحكام، لتضييق الخناق على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ومحاصرته إقليميا ودوليا وسياسيا وإعلاميا واقتصادياً وعسكريا وتكنولوجياً، وصولاً إلى فرض الشروط الأميركية الإسرائيلية عليه، وهي الخريطة التي فشلوا في تحقيقها. إذن، إن استهداف سوريا مسألة قديمة جديدة متجددة، موثقة وواضحة وصريحة وسافرة. وحيث اننا أمام حكومة إسرائيلية تتبنى اللغة الليبرمانية، لغة الحرب والعدوان والتدمير والترانسفير العنصري، ولغة أن تكون إسرائيل أو لا تكون بالمضامين الحربية الصهيونية المعروفة، وأمام حكومة حروب واستيطان وتهويد في الضفة الغربية والمدينة المقدسة.. فنحن إذن ربما نكون على أعتاب حرب تؤيدها تطورات المشهد الإسرائيلي على مختلف الجبهات. ما يستدعي من سوريا والفلسطينيين والعرب جميعا، إعادة ترتيب أولوياتهم السياسية من جديد، بما يتناسب مع إسرائيل الليبرمانية النيتنياهية. ولعله من المهم في هذا السياق أيضا، العودة دائما إلى قراءة الأجندة الإسرائيلية الخفية الحقيقية، وراء هذا التصعيد الحربي المحموم ضد سوريا..