أكد أحمد داود أوغلو إن بلاده ستقطع علاقاتها مع الدولة الصهيونية إذا لم تعتذر الأخيرة عن الهجوم الذي شنته في 31 مايو على أسطول الحرية الذي كان ينقل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة ما أسفر عن مقتل تسعة أتراك، كما نقلت عنه وسائل الإعلام في تصريحات لصحيفة "حريت" التركية. يأتى هذا، رغم اللقاء الذي جمع بين وزير الخارجية التركية، أوغلو، ووزير الصناعة والتجارة الصهيوني، بنيامين بن أليعازر، في مسعى لإصلاح العلاقات المتوترة بين الدولة الصهيونية وتركيا، إلا أن الأخيرة حذرت الاثنين من أنها ستقطع العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب إذا لم تبادر الأخيرة بالاعتذار عن الهجوم الذي شنته على السفينة التركية مرمرة وسقن أسطول الحرية، والذي أسفر عن استشهاد 19 تركيا. وحض الوزير التركي تل أبيب على الاعتذار عن هجومها أو القبول بنتائج لجنة تحقيق دولية، وفقاً لما نقلته صحيفة أخبار العالم التركية الصادرة بالعربية عن صحيفة "حريت" التركية.
وأضاف محذراً، في تصريح أدلى به على متن الطائرة التي عادت به مساء الأحد من قرغيزستان إلى أنقرة "أنه في حال لم تفعل إسرائيل ذلك فإن العلاقات ستقطع".
وخلافا لتصريحاته السابقة، لم يرفض الوزير التركي لجنة التحقيق التي شكلها الصهاينة للتحقيق في الهجوم على الأسطول الإنساني، وفقاً للصحيفة.
وقال "إذا خلصت هذه اللجنة إلى أن الغارة كانت ظالمة وإذا اعتذروا فسيكون هذا كافياً"، مؤكداً أن تركيا تصر كذلك على قيام إسرائيل بدفع تعويضات.
كذلك أكد أوغلو أن بلاده أغلقت مجالها الجوي كلياً في وجه طائرات سلاح الجو الصهيوني، مشيراً إلى أن "هذا الإغلاق قد يوسع ليشمل الطائرات المدنية الإسرائيلية أيضاً" وفقاً لما نقلته الإذاعة الصهيونية.
وكانت أنقرة قد شددت من لهجتها حيال تل أبيب - في وقت سابق من اليوم - مهددة اياها بقطع العلاقات اذا لم تعتذر عن الهجوم الذي شنته قواتها على سفن كانت تنقل مساعدات انسانية الى قطاع غزة في 31 مايو , ما أسفر عن استشهاد 19 تركيا, كما أعلنت إغلاق مجالها الجوي أمام الرحلات العسكرية الصهيونية .
وحدد وزير الخارجية التركي أحمد داوداوغلو كما نقلت عنه اليوم صحيفة " حريت " التركية فى تصريحات في طريق عودته من قيرغيزستان - حيث شارك فى مراسم تنصيب الرئيسة القيرغيزية المؤقتة روزا أتانباييفا - 3 خيارات أمام الحكومة الصهيونية إذا أرادت تحسين علاقاتها مع تركيا وإعادتها الى سابق عهدها.
ثلاثة خيارات أمام الصهاينة وقال داود اوغلو, فى تصريحاته التى تأتى بعد أقل من اسبوع من لقائه السري فى بروكسل الأربعاء الماضي مع وزير الصناعة والتجارة والعمل الصهيوني بنيامين بن أليعاز لبحث رأب الصدع فى العلاقات التركية الصهيونية, والذى اثار جدلا واسعا فى الجانبين, "إن الخيارات الثلاثة هي : إما أن تعتذر اسرائيل رسميا , وإما أن تعترف بتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة فى الهجوم, أو أن يتم قطع العلاقات معها بشكل كامل".
وأضاف داود اوغلو أن الحكومة التركية رسمت خارطة طريق للعلاقات مع الدولة الصهيونية بعد الهجوم على سفن أسطول الحرية تتضمن بعض الإجراءات التى طبقت بالفعل فور وقوع الهجوم, وأحد هذه الإجراءات اتخذ بعد أسبوع واحد من الهجوم الصهيوني, وهو إغلاق المجال الجوي التركي أمام الطيران العسكري الصهيوني.
وكشف وزير الخارجية التركي للمرة الأولى عن أن المجال الجوى التركي أغلق بشكل كامل ونهائي أمام الطيران العسكري, خلافا لما أعلنته وزارة الخارجية التركية من قبل عقب تصريحات لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بأن المجال الجوى التركي أغلق أمام الطيران الحربي الصهيوني, من انه تتم دراسة طلبات عبور الطائرات العسكرية حالة بحالة, قائلا "إن المجال الجوي أغلق تماما ولم نتخذ القرار حتى ندرس الطلبات الإسرائيلية بعد ذلك كلا على حدة. هو إغلاق تام ونهائي, وقد يمتد بعد ذلك الى الطيران المدني الإسرائيلي".
وحذر وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو تل أبيب من أنها إذا لم تتخذ الخطوات المطلوبة من جانب تركيا فإن عملية فرض العزلة عليها من جانب تركيا ستستمر, قائلا "نحن على صواب فى اتباع هذه الوسائل وسنواصل العمل بها بصرامة الى أن يتم تنفيذ مطالبنا".
وأضاف داوداوغلو " لقد أظهرنا لهم أن هناك طريقا للخروج من الأزمة , وهو الاعتذار بناء على نتائج التحقيقات التى قاموا هم بإجرائها , وسيكون هذا أمر جيد بالنسبة لنا , لكن يجب أن نرى ذلك أولا".
تركيا لن تنتظر طويلا وذكر داود اوغلو أن الصهاينة على وعى كامل بالمطالب التركية, وإذا لم يكونوا راغبين فى الاعتذار فعليهم القبول بتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة , لافتا الى أن تركيا لن تنتظر القرار الصهيوني الى اجل غير مسمى , ولن تنتظر تشكيل لجنة تقصى حقائق تحت مظلة الأممالمتحدة وستطبق خارطة الطريق الخاصة بها.
وأضاف وزير الخارجية التركي أن تركيا تريد ايضا ان تعطي الفرصة للدول التى تريد إصلاح مسار العلاقات التركية الصهيونية فى إشارة الى الولاياتالمتحدة, لافتا الى اللقاء الذى سيعقد قريبا فى واشنطن بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو, والذى وصفه بأنه سيكون لقاء مهما بالنسبة لمستقبل العلاقات التركية الصهيونية.
وطالب وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو وسائل الإعلام بالابتعاد عن إثارة الجدل حول اللقاء بينه وبين وزير الصناعة والتجارة والعمل الصهيوني بنيامين بن اليعازر فى بروكسل الأسبوع الماضي.
وقال إن اللقاء لم يتم نتيجة تدخل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال لقائه مع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان فى تورنتو بكندا على هامش قمة مجموعة العشرين لافتا على انه تم إبلاغ اوباما خلال اللقاء بعقد هذا الاجتماع , كما حضره بن أليعازر بصفته ممثلا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وجدد داوداوغلو تأكيده على أن محور السياسة الخارجية التركية لم يتحول من الغرب الى الشرق , لافتا الى أن الهدف من ترويج مثل هذه المزاعم هو ممارسة ضغط نفسي على تركيا , وتحويل سياستها الخارجية الى سياسة دفاعية وقال "فى الوقت الذى نحاول أن نكون نحن الفعل يحاولون هم أن يبقوا على وضعنا كمفعول به فى مجال العلاقات الدولية".
وأضاف داود اوغلو ان تركيا واثقة تماما من دوافع سياستها الخارجية ولن تبذل جهودا لاقناع اى احد بتوجهاتها الدبلوماسية, وعندما تفعل شيئا فإن ذلك يكون هو قرارها ولا تقبل أى تدخل فيه.
عدم تفاؤل وبشأن نظرته للأوضاع والتطورات فى المنطقة أعرب داود اوغلو عن عدم تفاؤله لاسيما تجاه الوضع فى القوقاز والشرق الأوسط معبرا "الأرض فى المنطقتين منزلقة بشدة, وهذا يسبب لي القلق ", واشار الى أن أيا من المنطقتين لم يشهد توظيفا لآليات الحوار الناجع بين الأطراف المعنية للتوصل لحل المشاكل.
واضاف أن المشاكل الرئيسية فى القوقاز تبقى كما هى ماثلة فى الصراع بين روسيا وجورجيا على اقليم أبخازيا وأوستيا الجنوبية , والنزاع بين أرمينيا واذربيجان على اقليم ناجورنوكاراباخ , وبالنسبة للشرق الأوسط يبدو الأمر أكثر تعقيدا , وعملية الوساطة بين الفلسطيين والصهاينة , وكذلك بين الصهاينة وسوريا تبدو "ميتة".
وقال داود اوغلو "أن على الجميع أن ينتبه الى حقيقة أن تركيا هى الدولة الوحيدة التى يمكنها أن تساهم فى حل هذه المشاكل" لافتا الى أن الاختراق الذى حدث فى الملف النووي الايراني بتوقيع اتفاقية مبادلة اليورانيوم منخفض التخصيب جاء عن طريق تركيا, وأبدت إيران تجاوبا كبيرا تجاه عدم تعريض هذه الجهود للفشل , لكن المجتمع الدولى لم يتفهم الأمر.
نتنياهو: لن نعتذر على أن رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، كان قد جدد الجمعة التأكيد على أن حكومته لن تعتذر عن الهجوم الذي شنته القوات الصهيونية على أسطول الحرية داخل المياه الدولية.
وأوضح نتنياهو أنه "لا يمكن لإسرائيل أن تعتذر على حادث اضطرَّ جنودها إلى الدفاع عن أنفسهم بوجه حشد من الناس هموا بذبحهم"، حسب زعمه.
غير أن نتنياهو أعرب عن أسفه لسقوط قتلى خلال عملية الاستيلاء على قافلة السفن.
وأكد وزير الخارجية الصهيوني أفيجدور ليبرمان اليوم الاثنين ان بلاده لا تعتزم تلبية مطلب تركيا بالاعتذار , فيما أوضح مصدر سياسي صهيوني في تصريح للاذاعة الصهيونية إن الحديث حول إمكانية قطع العلاقات "أمر غير مقبول", مشيرا إلى أنه "رغم المد والجزر في العلاقات بين البلدين خلال السنوات الستين الماضية إلا أن تركيا لم تقطع علاقاتها ولو مرة واحدة رغم الحروب والعمليات العسكرية وغيرها".
وأضاف المصدر الصهيوني, الذي لم يكشف عن هويته, أن "إسرائيل لم تكن الجهة التي بعثت بالسفينة المحملة بالمخربين والمشاغبين بل تركيا هي التي قامت بذلك وعليها الاعتذار على هذه الخطوة".
وأوضح المصدر أن تل أبيب "معنية بعودة العلاقات الوطيدة مع تركيا إلى سابق عهدها", معتبرا أن "الكرة موجودة حاليا في الملعب التركي وأنه ليس من مصلحة تركيا أن تكون في ملعب واحد مع دول متطرفة كإيران وسوريا وكوريا الشمالية". على حد قوله.
وأشار إلى أن "الأمر قد يضع حدا لرؤية مؤسس الجمهورية التركية كمال اتاتورك, وقد يضع حدا لدورها المميز كجسر بين الشرق والغرب".على حد تعبيره.
وفي القدس، أكد مسئول حكومي صهيونى رفيع المستوى لشبكة (CNN) الأمريكية الاثنين، أن "إسرائيل لن تعتذر عن الحفاظ على نفسها"، وفق زعمه.
وقال المسئول "إن جنودنا الشبان لديهم الحق في الدفاع عن أنفسهم إذا ما تعرضوا للخطر.. لقد أجبروا على الدفاع عن أنفسهم من قبل مجموعة من الغوغاء حاولوا قتلهم"، على حد زعمه.
وأضاف قائلاً "لدينا كل الحق في منع نقل أسلحة من إيران إلى غزة.. بالطبع نحن نأسف لإزهاق أرواح، ولكن العنف لم يبدأ من الجانب الإسرائيلي".
وتابع يقول "في المحصلة النهائية، في حوادث الاستيلاء الخمسة الأخرى على سفن مساعدات، لم يتعرض أي شخص للأذى.. فقط في تلك السفينة (مرمرة) حيث تواجد إسلاميون متشددون من جمعية تركية اندلع العنف لأنهم بدؤوا به".
شاليط ومساعدات غزة من ناحية أخرى، أكد إيهود باراك وزير الحرب الصهيونى أن حكومته لن ترفع الحصار البحري عن قطاع غزة، زاعما إلى أن الشخص الوحيد الذي "يستحق" المساعدات الإنسانية في القطاع هو الجندي الصهيوني الأسير جلعاد شاليط، المحتجز منذ 4 سنوات لدى حركة المقاومة الإسلامية حماس.
وذكرت الإذاعة الصهيونية اليوم الإثنين أن باراك تطرق إلى الأزمة مع تركيا خلال جلسة لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، قائلا "إن إسرائيل غير معنية بوقوع مواجهة معها، ولكن من غير الصائب صرف الأنظار عما تمر به أنقرة".
وأضاف "هناك تغييرا عميقا في السياسة التركية، وأن الجهات التي سبق أن أيدت إقامة اتصال مع إسرائيل والغرب أخذت تفقد من قوتها".
وأقر الوزير الصهيوني بأنه رفض الاجتماع في واشنطن بوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ومع السفير التركي لدى الولاياتالمتحدة، موضحا أن رفضه يعود إلى مطالبة الأتراك مرة تلو الأخرى بأن تعتذر تل أبيب عما حدث لدى الاستيلاء على "قافلة الحرية" وتعويض المتضررين.
وشدد على أنه "رفض اجتماع الوزير الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر مع وزير الخارجية التركي باعتبار أن التوقيت غير مناسب".
وكان وزير الحرب قد شدد على أهمية قيام الدولة الصهيونية بمبادرات سياسية على جميع المسارات التفاوضية ودفع عملية السلام قدما.
وأضاف أنه يولي موضوعي تعزيز الأواصر الأمريكية - الصهيونية والتنسيق مع المعسكر العربي المعتدل أهمية قصوى.
وأشار إلى أنه يجب عرض موقف واضح أمام الأمريكيين يؤكد أن ترسيم هذه الحدود يجب أن يكون على أساس "الاعتبارات الأمنية والديموغرافية" بحيث تبقى الكتل الاستيطانية في المناطق تحت السيطرة الصهيونية، إضافة إلى تمتع الأخيرة بغالبية يهودية.
وذكر أن ترسيم هذه الحدود يجب أن يمكن من قيام دولة فلسطينية مستقلة منزوعة السلاح.
إطلاق سراح جميع الأسرى وفى المقابل، تساءل الكاتب الصهيوني جدعون ليفي في صحيفة "هاآرتس" الصهيونية عن جدوى احتجاز أكثر من ألف أسير فلسطيني، نافيا أن يكون في هذا خطرا على الدولة الصهيونية كما يروج الساسة اليمينيون في الدولة الصهيونية.
وسخر ليفي من الرؤية التقليدية الصهيونية قائلا "إن هؤلاء الأسرى الفلسطينيين آدميين، ولدى كل منهم عائلة، دمرتها إسرائيل في لحظة اعتقال هؤلاء الأبرياء، الذين لم يرتكبوا جرائم قتل، أو سرقة، بل لأنهم أصحاب رأي".
وأوضح "إن معظم الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون إسرائيل منذ أعوام، كانت كل تهمتهم إلقاء حجر أو الخروج في مظاهرة أو محاولة الحصول على أدنى احتياجاتهم الأساسية التي حرمتهم منها إسرائيل. وكل هؤلاء مثلوا أمام محاكم عسكرية ظالمة، لا تعترف بحق الفلسطيني في الدفاع عن نفسه، وتعتبر أن الفلسطيني دائما متهم إلى أن يثبت براءته".
وتابع قائلا "إن الألف روح المحبوسة في المعتقلات كان كل ذنبها أنها تحارب الاحتلال، وبدلا من أن يفرج عنهم، يتم تحويلهم لإرهابيين بسبب طول فترات اعتقالهم والظلم الواقع عليهم، لا بسبب جرم ارتكبوه وإنما فقط بسبب جنسيتهم".
ووصف ليفي السجون الصهيونية بأنها أسوأ وأكثر السجون تعذيبا وقسوة، موضحا أن المعتقلين الفلسطينيين لا يحصلون على الإفراج حتى لو بحسن السلوك أو بعد انقضاء معظم مدة سجنهم، ولا يسمح لهم بإجراء مكالمات هاتفية، وتتم معاملتهم معاملة لا آدمية على الإطلاق.
في الوقت نفسه، طالب ليفي المجتمع الصهيوني بالتخلي عن نزعته الانتقامية الفطرية، والتوقف عن التفكير في التهديدات الخيالية الإرهابية التي تعشش في رأس كل صهيوني، و الإفراج عن كل الأسرى الفلسطينيين دون مقابل.
وختاما، أكد ليفي على أنه "ينبغي على إسرائيل أن ترفع الحصار عن غزة، لا بسبب السفينة التركية وإنما لأن هذا هو الصحيح"، لكنه عاد وتحسر على أن القادة الصهاينة لا يمتلكون الشجاعة والمقدرة على اتخاذ قرار حكيم مثل هذا، لأنهم ليسوا أهلا له.
تشكيك أمريكي من جهة أخرى، ذكرت صحيفة ذي غارديان أن الولاياتالمتحدة بدأت تتساءل عن مدى جدوى دعمها الثابت للدولة الصهيونية، وأشارت إلى أن ثمة إجماعا في داخل أروقة الحكومة الأمريكية على أن الحكومة الصهيونية تسيء استخدام الدعم الأمريكي بانتهاجها سياسات تعرض حياة الأمريكيين للخطر.
وقالت الصحيفة بقلم مراسلها في واشنطن كريس ماكجريل إن ثمة أسئلة نادرا ما كانت تطرح في واشنطن، فعلى مدى سنوات ظل الشعار بأن التحالف الأمريكي الحميم مع الصهاينة مفيد لكل منهما بعيدا عن طرحه للنقاش من قبل السياسيين الذين لا يدركون الثمن الذي سيدفعونه إذا ما قبلوا بغير الدعم الثابت.
ولكن مع زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لرأب الصدع بين البلدين يوم الخميس، يحوم في كواليس واشنطن سؤال نادرا ما طفا على السطح حتى وقت قريب، وهو "هل أن إسرائيل أو -على الأقل- حكومتها الراهنة تعرض أمن الولاياتالمتحدة وجنودها للخطر؟".
وتمضي الجارديان بالقول "إن نتنياهو يود أن يبقى في نظر الأمريكيين الحليف الذي لا يمكن الاستغناء عنه في مواجهة (الإرهاب الإسلامي)، غير أن إصراره على المضي في بناء المستوطنات في القدسالشرقية –وهو ما أحدث صدعا بين واشنطن وتل أبيب- ما هو إلا دليل على عدم الجدية في إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة".
وهذا، حسب الصحيفة، يثير مشاعر العداء تجاه الولاياتالمتحدة في أجزاء مختلفة من الشرق الأوسط وخارجه، لأنه ينظر إلى أمريكا على أنها الدرع الحامي للصهاينة.
قادة عسكريون أمريكيون واستعرضت الصحيفة بعض تصريحات الأمريكيين التي صدرت في الأشهر الأخيرة والتي تنم عن التململ الأمريكي تجاه الدولة الصهيونية.
فقد صرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن حل الصراع الفلسطيني الصهيوني هو "مصلحة أمنية وطنية حيوية للولايات المتحدةالأمريكية".
وكان نائبه جوزيف بايدن قد أبلغ نتنياهو في لقاء خاص بأن السياسات الصهيونية تعرض الجنود الأمريكيين في العراق وأفغانستان للخطر.
وحتى القادة العسكريون الكبار، منهم الجنرال ديفد بترايوس الذي قاد الحربين (على العراق وأفغانستان)- أشاروا إلى أن استمرار تل أبيب في احتلالها الأراضي الفلسطينية يشكل عائقا أمام حل النزاعات الأخرى.
ولفتت الجارديان إلى أن العدوان الصهيوني الأخير على أسطول الحرية الذي كان متوجها لكسر الحصار على قطاع غزة، عرض للخطر العلاقات مع تركيا، الحليف الإستراتيجي لأمريكا.
وأشارت الصحيفة إلى مقال لمسئول سابق في تقييم الاستخبارات أنطوني كوردسمان يقول فيه "إن ثمة تحولا في التفكير داخل البيت الأبيض ووزارة الخارجية وربما الدفاع بشأن تأثير الدعم الأمريكي المطلق لسياسات إسرائيل، حتى تلك التي تقوض احتمالات السلام مع الفلسطينيين".
وقال "إن أمريكا لن تتخلى عن دعمها لإسرائيل من منطلق التزام أخلاقي لضمان بقاء (الدولة اليهودية)، ولكن في نفس الوقت فإن عمق الالتزام الأخلاقي الأمريكي لا يبرر أفعال الحكومة الإسرائيلية".
ولخص كوردسمان للصحيفة تلك الأفعال بقضية غزة والبناء في القدس وعدم الاستعداد للتصرف بما يخدم المصالح الصهيونية والأمريكية على حد سواء من حيث المضي في عملية السلام.
ونسبت الجارديان إلى ديفد إكسلرود كبير المستشارين السياسيين لأوباما قوله إن الخطط الاستيطانية تقوض جهود استئناف مفاوضات السلام، وقال "إن مصلحتنا الأمنية تقتضي المضي قدما نحو حل هذه القضية الصعبة".