تحولت عملية البحث والتنقيب عن الآثار المصرية إلي "مافيا" وعصابات منظمة للسطو علي تاريخ هذا الوطن وللأسف يتم ذلك في معظم المحافظات علي مرأي ومسمع المسئولين سواء بالمحليات أو الآثار والداخلية وما يحدث في قرية "ناهيا" بمحافظة 6 أكتوبر خير شاهد حيث تهدد مافيا التنقيب عن الآثار حية أكثر من 20 أسرة بالقرية بعد أن تصدعت منازلهم وتم إخلاؤهم منها. للأسف لم تتحرك الوحدة المحلية أو المحافظة ومازال أعضاء وأبناء الأسر العشرين يبيتون في العراء وكل ذلك بسبب ما يقوم به البعض من البحث والتنقيب عن الآثار جهارا نهارا أسفل هذه المنازل مما أدي إلي تصدع وشرخ حوائط معظم هذه المنازل!!. كشفت مصادر "كواليس الحكومة" أن هذه الواقعة تعود إلي نهاية عام 2007 عندما اكتشف أحد أهالي القرية قيام مجموعة من الأشخاص من أهالي القرية بالحفر خلسة داخل منازلهم والملاصقة لمنزله وكذلك الحفر أسفل منزله وقام علي الفور بإبلاغ الشرطة عن مركز شرطة كرداسة وحرر المحضر رقم 10831 لسنة 2007 والذي تلاه صدور مركز ومدينة كرداسة بعمل محضر جنحة أعمال حفر غير مرخص برقم 1061 لسنة 2007 لرفع دعوي قضائية ولكن للأسف لم تقم وحدة الشئون القانونية بالمركز بإقامة أي دعاوي قضائية ضد المخالف!!. ورغم قيام الإدارة الهندسية بالمركز بمعاينة منزل الشاكي وتأكدت من وجود تصدعات وشروخ بالمنزل تستلزم الترميم وكذلك أوصت اللجنة بهدم منازل المشكو في حقهم حتي سطح الأرض لخطورتها علي المنازل المجاورة وللأسف لم تتم الإزالة حتي الآن!!. بعث الأهالي رسائل استغاثة إلي جميع المسئولين وفي مقدمتهم د. فتحي سعد محافظ 6 أكتوبر وفاروق حسني وزير الثقافة ود. زاهي حواس أمين المجلس الأعلي للآثار والمسئولون بوزارة الداخلية بشأن التحرك لوقف هذه المهزلة والحد من عمليات الحفر التي باتت تهدد أرواحهم علاوة علي كونها تستهدف سرقة جزء مهم من كنوز مصر التاريخية والتي أكدت المعاينات الأولية للجان الآثار أنها تضم مواقع وبقايا معالم أثرية تعود للعصر اليوناني الروماني وبالفعل حضرت قوة شرطة من نقطة شرطة ناهيا بصحبة رئيس الإدارة الهندسية بمركز ومدينة كرداسة وتم ضبط المتورطين في حالة تلبس بالحفر وتم عمل محضر ضبطية رقم 67/7 لسنة 2008 وتم ضبط 4 أشخاص يقومون بالحفر ولم يتوقف الأمر عند ذلك حيث جاءت لجنة من الإدارة الهندسية وقامت بمعاينة منازلنا وقررت إزالتها جميعا نظرا لتصدعها والأضرار الموجودة بها وبالفعل بعد 3 ساعات من مغادرة اللجنة الهندسية جاءت لجنة أخري من الشئون الاجتماعية تطالبنا بإخلاء منازلنا وأنها ستقوم بإعداد خيام للإقامة بها داخل سوق الخضار أو داخل مركز شباب ناهيا وذلك دون أي سند قانوني أوتقديم قرار الإخلاء الهندسي وللأسف تم تشميع المنازل وطرد الأهالي ومازالوا موجودين في الشارع طوال عام كامل في الوقت الذي لم يتعرض أحد للمتسببين أو المتورطين الحقيقيين الذين يبحثون عن الآثار أسفل منازلنا وتسببوا في تصدعها رغم تأكيدات تحريات المباحث والمسئولين بالآثار بحقيقة واقعة التنقيب والحفر عن الآثار والمتاجرة فيها.