تشهد نقابة الصحفيين الأربعاء حفل تكريم للبطل الأسطورة عبد الجواد محمد مسعد سويلم أحد أبطال حرب الاستنزاف والملقب بالشهيد الحي. اختارت لجنة الشؤون العربية بالنقابة ذكرى معركة رأس العش التي تعتبر اول واهم معركة استنزاف بعد حرب يونيو عام 1967 . وكانت معركة رأس العش قد بدأت فجر يوم اول يوليو عام 1967وفيها قام البطل عبد الجواد ب 18 عملية خلف وداخل خطوط العدو وفقد ساقيه وأحد ذراعيه واحدى عينيه في احدى العمليات ورغم اصابته الشديدة استمر في الخدمة بقوات الصاعقة وتمكن وهو بحالته هذه أن يفجر مدرعة إسرائيلية بها 23 من قوات العدو بطلقة مدفع هاون معروف عن تلك المدفع انه غير مؤهل لتفجير المدرعات واحتسب هذا العمل معجزة بكل المقاييس العسكرية. سيحيي احتفالية تكريم البطل الأسطورة، عازف العود المطرب أحمد فتحي وفرقته الموسيقية حيث سيقدم معزوفة باسم 'دم الشهيد' استلهمها من قصة بطولة البطل عبد الجواد سويلم كما سيغني اغنية 'فدائي' بعد ان قام باعادة توزيعها. منظمة الاحتفالية انتصار غريب قالت لموقع "اخبار مصر" ان البطل الأسطورة عبد الجواد سويلم سيأتي خصيصا من بلدته أبو صوير بمحافظة الإسماعيلية لحضور هذه الإحتفالية كما قررت اللجنة دعوة أعضاء اللجنة الشعبية لاحياء الذاكرة الوطنية بزيارة منطقة رأس العش لاحقا لاحياء ذكرى هذه المعركة وذكرى حرب الاستنزاف. واضافت: البطل عبد الجواد محمد مسعد سويلم بطل معارك الاستنتزاف بعد اصابته في حرف الاستنزاف واصل كفاحه وشارك فى معارك اكتوبر 1973 ويعد الجندى الوحيدعلى الصعيد الدولي الذى قاتل وهو مصاب بنسبة عجز 100 %. وقالت بأن لقب الشهيد الحى أطلق عليه لان اعضاء من جسده دفنت في ارض الميدان وانه مازال حي يرزق ويعتبر نموذج مشرف للجندي المصري ولذلك كرمه رؤساء مصر الذين عاصروا المعارك المصرية مع العدو الاسرائيلي وهم جمال عبد الناصر ومحمد انور السادات ومحمد حسنى مبارك. تجدر الاشارة الى ان البطل عبد الجواد محمد مسعد سويلم ولد في 26 من شهر ابريل عام 1947 وينتمى الى اسرة شرقاوية كانت تسكن السماعنة التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية ثم انتقل الى الاسماعيلية مع والديه فى عزبة (ابو عمر) التابعة لابو صوير. بدأت حياته الدراسية في كتاب الشيخ محمد ابو حجازى بعزبة العسكر التى تبعد عن منزله بحوالى 5 كيلو مترات وخلال رحلته اليومية كان يرى جنود الاحتلال في المنطقة قكان يسأل والده: ولماذا هم في ارضنا؟ كبر الطفل وكبرت معه احلام الالتحاق بالقوات المسلحة وخصوصا سلاح الصاعقة وبالفعل في عام 1966 التحق بالجيش وطلب بنفسه الانضمام بقوات الصاعقة وتلقى التدريبات العسكرية وتفوق وكان يصيب الاهداف بنسبة 100 % وبعد ان اجتاز تدريبات فرقة الصاعقة بامتياز حصل على فرقة المظلات وكان ترتيبه الاول على الدفعة ثم تم ترحيلة الى سيناء وذلك في اواخر شهر ابريل عام 1967 ثم جاءت حرب الخامس من يونيو عام 1967 وتركت اثارها المريرة على البطل الاسطورة خصوصا وانه لم يتمكن من اثبات كفاءته العسكرية في تلك الحرب لانه لم يدخل المعركة. ولكن سويلم انتظر يوم الثأر ليمحي من ذاكرته مرارة الهزيمة ومرارة المعاناة التي لازمته طوال سنوات انتظار حرب اكتوبر المجيدة. سبق حرب اكتوبر عشرات العمليات العسكرية التي شارك فيها عبد الجواد وزملاء له خصوصا معارك الاستنزاف وفي الاول من شهر يوليو عام 1967 في القنطرة شرق تحركت قوة اسرائيلية تتكون من 120 جنديا و6 دبابات و6 عربات مجنزرة مدعمة بالمدفعية والطيران لاحتلال بور توفيق وفى راس العش انتظر سويلم وزملاؤه القوات الاسرائيلية وبمجرد وصولها تعاملوا معها ودمر سويلم مدرعة ودبابة وقتل 6 جنود منهم. وعندما استشهد البطل عبد المنعم رياض على الجبهة فى التاسع من شهر مارس عام 1969 اصر وزملاؤه على الاخذ بالثأر ودمروا اتوبيسا اسرائيليا فى المنطقة الواقعة بين الطاسة والمليز وتمكنوا من تدميره وتم قتل 36 من الاسرائيليين. وتوالت ضرباتهم الفدائية وفي العشرين من شهر يوليو عام 1969 قاموا بالهجوم على منطقة استراتيجية للقوات الاسرائيلية بين الكاب والتينه شرق قناة السويس وتمكنوا من تدميرها وقدرت خسائر القوات الاسرائيلية بحوالى 40 مليون دولار مما اصاب اسرائيل بالفزع والهلع .. وكان الرئيس جمال عبد الناصر يتابع تلك العملية. وعند عودة البطل سويلم ومن معه قام الطيران الاسرائيلى في البحث عن الذين قاموا بهذه العملية ورصد الطيار الاسرائيلي عبد الجواد سويلم واطلق عليه صاروخ اصابه اصابة بالغة فحمله زملاؤه الى مستشفى بور سعيد ثم مستشفى دمياط ونتج عن اصابته بتر ساقيه اليمنى واليسرى وساعده الايمن وفقدعينه اليمنى بالاضافة الى جرح كبير غائر بالصدر. خرج سويلم من المستشفى فى مايو عام 1970 ومعه قرار برفده من الخدمة العسكرية . ولكنه رفض القرار واصر على الاستمرار في الجبهة وبالفعل عاد ودمر دبابة وبها عدد كبير من الجنود بعدها كرمه الرئيس جمال عبد الناصر والفريق سعد الشاذلي رئيس سلاح الصاعقة تلك الفترة وقال للرئيس عبد الناصر ان القوات المسلحة تريد رفده من الخدمة فرد عليه عبد الناصر: خليك يا بطل فمصر تحتاج الى امثالك. حصل الشهيد الحي على نوط الشجاعة من جمال عبد الناصر ومن الرئيس محمد انور السادات ومن الرئيس محمد حسني مبارك. خلال خدمته بالقوات المسلحة نفذ مع ابطال الصاعقة 18 عملية عبور داخل وخلف خطوط القوات الاسرائيلية وتمكن من تدمير 16 دبابة و 11 مدرعة و2 عربة جيب و2 بلدوزر واتوبيسا بالاضافة الى الاشتراك فى تدمير 6 طائرات اسرائيلية . تزوج عبد الجواد فى عام 1971 ورزق بايمان ومحمد واسامة وعمر واسلام ونور الاسلام وجمال وشيماء. في حرب اكتوبر 1973 عبر مع الجنود قناة السويس وبعد النصر خرج من الخدمة العسكرية حاملا معه ذكريات اهمها تكريم رؤساء مصر جمال عبد الناصر ومحمد انور السادات ومحمد حسنى مبارك له. وايضا اعتبرالجندي المصرى الوحيد الذى تم تكريمه فى اليوبيل الفضى لانتصارات اكتوبر. واطلق عليه العديد من الالقاب منها "البطل الاسطورة" و"الشهيد الحي" و"بطل معارك الاستنزاف".