لماذا نرفض الاعتراف بنتائج الانتخابات الإيرانية وإعادة اختيار الرئيس نجاد لتولي ولاية ثانية يكرر فيها نفس سياساته القديمة ولماذا نعترض علي رغبة الناخب الإيراني بغض النظر عما يتردد عن تزوير وتلاعب في عملية التصويت والفرز ولماذا نصدق هؤلاء الذين يحاولون إقناعنا بأن المرشح الإصلاحي مير موسوي كان أقوي وسيكون شخصية معتدلة مقارنة بنجاد؟ واذا عدنا الي ما قبل الانتخابات قليلا وتمعنا في قول آية الله علي خامنئي المرشد الأعلي للثورة الإسلامية للإيرانيين عشية الانتخابات, لعرفنا النتيجة مسبقا ولمن تكون الغلبة وما هو المعسكر الفائز, فالسيد خامنئي حذر مستمعيه في خطبه قائلا: إياكم أن تنتخبوا أحدا من المتملقين للدول الامبريالية الغربية بحجة أن ذلك يقوي من موقع إيران أو مكانتها, فهذا كارثة علي الشعب والوطن وإياكم أن تنتخبوا من يهوي قلبه التسليم بشروط العدو لأن ذلك سيكون سببا في إراقة ماء وجه الوطن والأمة. أعتقد أن القول والتحذير ليسا في حاجة الي شرح أو تفسير المعاني, فالرئيس نجاد هو الذي يعتبر أمريكا والغرب عدوا فيما يعتبرهما بقية المرشحين قوي إقليمية ودولية يجب التعامل معها وتحييدها. فكلمات السيد خامنئي كانت بمثابة توجيهات وتعليمات للناخب الإيراني المتثور أو الثائر, بأن يمنح صوته لأحمدي نجاد وليس لغيره باعتبار أن الأول هو مبعث العناية الإلهية وسند المرشد الأعلي. حتي ولو كان بقية المنافسين قد راهنوا علي عنصر المفاجأة واختيارات اللحظة الأخيرة والأصوات العائمة فإن السيد خامنئي قد حدد الفائز من قبل إجراء عملية التصويت, ومظاهرات الاحتجاج المؤيدة لموسوي ليست سوي ذر للرماد في العيون, فموسوي ليس غريبا عن الساحة السياسية الإيرانية, ويستطيع قراءة ما تنطق به شفاه المرشد ويتوقع نتائجها سلفا, وإن ما جري من مظاهرات احتجاجية ما هو إلا رسالة للغرب فقط. إذن.. نتيجة الانتخابات حددتها شفاه السيد خامنئي الذي يستعدي الغرب وأمريكا والمنطقة, لا لشئ سوي لإحياء روح الثورة الإسلامية, وتحفيز شعبه للتفاعل مع نظامه الحاكم, فالشعوب تصدق حكامها وقت الأزمات حتي لو كانت غاضبة منها, والتلويح الإسرائيلي بتوجيه ضربة عسكرية لإيران لإجهاض مشروعها النووي, يجعل الإيرانيين يلتفون حول قيادتهم الدينية والسياسية, وهذا ما يريده السيد خامنئي لاستمرار هيمنته علي الشعب الإيراني. *الاهرام