طهران - في تحد مباشر للزعيم الروحي لإيران، انتقد زعيم الحركة الاحتجاجية مير حسين موسوي بشدة السبت 20-6-2009 الخطبة التي ألقاها المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي الجمعة وصادق فيها على إعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد، بحسب موقعه على الانترنت، مبديا استعداده للاستشهاد. واعتبر موسوي في البيان الذي أصدره أن مطالبته بإلغاء نتائج الانتخابات هي حق ثابت، متعهدا "الوقوف دائما إلى جانب" الإيرانيين دفاعا عن حقوقهم المشروعة.
وتشكل انتقادات موسوي هذه تحديا جديدا للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي الذي صادق مجددا الجمعة على إعادة انتخاب احمدي نجاد مؤكدا ان فارق الأصوات الذي حصل عليه لا يمكن أن تبرره إي عملية تزوير.
وقال حسن فحص، مدير مكتب العربية في طهران، إن تمسك المرشد الأعلى بالرئيس احمدي نجاد يأتي في إطار قرب هذا الأخير منه ورغبته في جمع المزيد من السلطات في يده.
وقال موسوي "إن كان هذا الحجم الهائل من التزوير والتلاعب بالأصوات .. الذي أساء إلى ثقة الناس، يستخدم باعتباره الدليل الجلي على عدم حصول تزوير، فان هذا يطعن في الطابع الجمهوري للنظام نفسه ويثبت عمليا أن الإسلام لا ينسجم مع نظام جمهورية"، بحسب تقرير أوردته الوكالة الفرنسية.
وقال "إن هذا المصير سوف يسعد مجموعتين: مجموعة وقفت ضد الإمام (الخميني) منذ بداية الثورة ورأت في النظام الإسلامي طغيان الصالحين الذين يريدون سوق الناس قسرا إلى الجنة".
وتابع "والمجموعة الثانية هي التي تدعي الدفاع عن حقوق الشعب وترى في الاسلام عقبة على طريق قيام جمهورية".
وكان خامنئي استبعد في خطبة الجمعة حصول اي تزوير في الانتخابات الرئاسية، مصادقا على فوز احمدي نجاد.
وحض موسوي على حماية أصوات الشعب.
وقال "ان لم تقابل ثقة الناس بحماية أصواتهم وان لم يتمكنوا من الدفاع عن حقوقهم بتحركات مدنية سلمية، فسوف تكون هناك في المستقبل طرق خطيرة تقع مسؤوليتها على أولئك الذين لا يسمحون بسلوك سلمي".
وتابع موسوي مؤكدا "بقوة" تمسكه بالمطالبة بإلغاء نتائج الانتخابات وتنظيم انتخابات جديدة.
وقال إن هذا الطلب "ينبغي أن تنظر فيه لجنة جديرة بالثقة وينبغي أن لا تستبعد مسبقا إمكانية أن يفضي إلى نتيجة".
الدعوة لإضراب على مستوى البلاد اذ اعتقل
وقال شاهد ان موسوي حث الإيرانيين على تنظيم إضراب على مستوى البلاد اذا ألقت السلطات القبض عليه.
وقال الشاهد لوكالة رويترز "في كلمته إلى مؤيديه في جيهون منطقة بجنوب غرب طهران دعا موسوي الناس الى تنظيم إضراب وطني اذا القي القبض عليه". وفي كلمته أعلن موسوي انه "مستعد للشهادة وانه سيواصل مساره".
مجلس صيانة الدستور
ويأتي تحدي موسوي، بعد أن أعلن الناطق باسم مجلس صيانة الدستور الإيراني ان المرشحين في الانتخابات الرئاسية المهزومين موسوي وكروبي فقدا حق الطعن في الانتخابات بسبب تغيبهما عن جلسة السبت.
وقال الناطق باسم مجلس صيانة الدستور إن موسوي وكروبي لم يعد لديهما الحق في الطعن بسبب تغيبهما عن جلسة يوم السبت.
ولم يحضر موسوي وكروبي السبت إلى مجلس صيانة الدستور، أرفع هيئة قضائية في البلاد، المكلف النظر في طعنين تقدما يهما حول نتيجة الانتخابات، كما نقلت وكالة ايلنا عن مصدر في المجلس. والوحيد الذي مثل أمام المجلس هو المرشح المحافظ محسن رضائي.