بدأ اثنان من رواد الفضاء الأمريكيين اليوم الاثنين آخر جولاتهم في الفضاء لإصلاح تليسكوب الفضاء العملاق هابل، منهيين بذلك خمسة ايام متتالية من العمل. وكان رائدا الفضاء جون جرونسفيلد ودرو فيوستل قد استبدلا مجموعة ثانية من البطاريات بالتلسكوب بالإضافة إلى أحد أجهزة استشعار التوجيه الدقيقة الثلاثة، كما قاما بتغطية المعدات الحساسة بأغلفة حرارية لحمايتها من درجات الحرارة المرتفعة في الفضاء. وذكرت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) أن أجهزة الاستشعار الدقيقة تزود المركبة الفضائية ببيانات للمساعدة في تحديد مواقع النجوم بدقة، وهي من الدقة بأن توجه شعاعا من الليزر على عملة معدنية من مسافة 320 كيلومتر. وكانت تلك المهمة أقصر فترات جولات السير في الفضاء الخمسة التي قامت بها البعثة حيث كان مخططا لها أن تستغرق خمس ساعات و 45 دقيقة. وذكرت ناسا انه سيتقرر أثناء تلك الجولة في الفضاء ما إذا كان سيتم تركيب غلاف حراري آخر إلى قائمة المهام أم لا. وكان مقررا أن ينتهي هذا العمل الأحد، إلا أن ثمة مشاكل طرأت جراء انخلاع مزلاج، مما أدى لقضاء الرائدين مايك ماسيمينو ومايك جوود ساعتين بعد الموعد المحدد لإنجاز المهمة. وفي إطار سلسلة جولات السير في الفضاء، قام طاقم مكوك الفضاء اطلانتس بتركيب كاميرا جديدة وراسم طيفي على التلسكوب، كما استبدلوا كومبيوتر وأجهزة المحافظة على التوازن أو الاتجاه (جيروسكوبات)، فضلا عن إصلاح جهاز تسجيل الطيف الخاص بالتلسكوب (سبكتروجراف ). ويأمل العلماء في ناسا بأن تسهم عملية الإصلاح والتحديث في مد فترة عمل هابل إلى عام 2014 على أقل تقدير ليواصل إمدادها ببيانات حول أصل الكون وطبيعته . ومنذ إطلاقه عام 1990، عمل هابل على تحديد عمر الكون ب 7ر13 مليار عام، وعلم العلماء أن الثقوب السوداء تقع في مركز معظم المجرات، ورصد عملية تشكيل الكواكب، واكتشاف أن الكون آخذ في الاتساع . (د ب أ)