ربما تتخذ الانتخابات الباكستانية اهمية لدى الباكستانيين تعادل اهمية انتخابات الثلاثاء الكبير بالنسبة للأمريكيين ،لاسيما وان البعض يعتقد ان التعاطف قد يلعب دورا كبيرا في تحديد نتيجة الانتخابات الباكستانية المقررة في 18 من الشهر الجارى . معارضون يرون ان تلك الانتخابات قد تحدد مصير الرئيس الباكستاني برويز مشرف الذى لايتمتع بشعبية اذ يدعوه للتنحي قبيل بدء السباق الانتخابى ....ومحللون يقولون ان سيطرة حزب بوتو على اقليم البنجاب المتواجد فيه نصف السكان قد يغير الكثير فى مصير تلك الانتخابات لاسيما بعد اغتيال بوتو . ورغم التقدم الذي يتم إحرازه في محاربة تنظيم القاعدة بالعراق إلا إن هذا التنظيم يضرب بجذور عميقة المناطق القبلية بباكستان على طول حدودها مع افغانستان ، فى اشارة الى ان يكون للسباق الانتخابى الباكستانى دورا حاسما في قدرة هذا البلد على التصدي للتهديد المتزايد من الجهاديين . "بالتأكيد سيلعب التعاطف دورا في الادلاء بالأصوات" هذا ما اكده "سيد يوسف رضا جيلاني "أحد نواب رئيس حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه بوتو والمرشح باقليم البنجاب حيث يقطن نصف سكان باكستان ومجموعهم 160 مليون نسمة وسيجرى اختيار نصف عدد أعضاء البرلمان من البنجاب عن طريق الانتخاب. وقال جيلانى "اذا كانت الانتخابات حرة ونزيهة وشفافة فان حزب الشعب الباكستاني سيكون رقم واحد" ، وأثارت شهور من الفوضى السياسية وعنف المتشددين القلق تجاه الاستقرار في البلاد الحليفة للولايات المتحدة والتي تتمتع بالقدرة النووية. وأعاقت مخاوف من وقوع أعمال عنف الحملة الانتخابية خاصة بعد مقتل بوتو في هجوم وقع في 27 من ديسمبر والذي ألقت الحكومة باللوم فيه على المتشددين ، ومن المتوقع أن تضر هذه المخاوف أيضا بنسبة الاقبال على انتخابات الجمعية الوطنية وأربعة مجالس اقليمية. والمنافسون الرئيسيون لحزب "الرابطة الإسلامية الباكستانية" جناح مشرف هما حزب "الشعب الباكستاني" جناح بوتو المسيطر على اقليم البنجاب وحزب "الرابطة الإسلامية الباكستانية" جناح نواز شريف الذي أطيح به في انقلاب عام 1999 ، ولا ننسى ان اقليم البنجاب المؤيد لحزب بوتو هو الساحة الرئيسية للمعركة الانتخابية. "جمعة خان" أحد العمال في البنجاب عن بوتو قال ؛: "كانت بوتو شجاعة للغاية وجعلت مشرف يمر بوقت عصيب وهو ما لم يتمكن أحد غيرها من تحقيقه ويجب أن يصوت الناس لصالح حزبها." وخسر مشرف الذي استقال من منصبه كقائد للجيش في نوفمبر شعبيته بسبب جهوده للتشبث بالسلطة والتي تتضمنت تطهير السلطة القضائية من المعارضين له وفرض قيود على وسائل الإعلام بعد أن أعلن في الثالث من نوفمبر الماضى حالة الطواريء في البلاد والتي دامت ستة أسابيع ولا تحظى علاقاته الأمنية مع الولاياتالمتحدة بشعبية أيضا. "التضخم وانقطاع الكهرباء ونقص الدقيق والغاز الطبيعي" قضايا شائكة ربما تؤثر على آمال حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية جناح الرئيس مشرف في تلك الانتخابات. وفاز مشرف بفترة رئاسة ثانية مدتها خمس سنوات في انتخابات جرت في البرلمان اكتوبر الماضى ولكن منتقدين يقولون انه عاد للسلطة بشكل غير دستوري اذ أعيد انتخابه وهو ما زال يشغل منصب قائد الجيش ويمكن أن يواجه جهودا للاطاحة به في برلمان تهيمن عليه المعارضة. ويقول كثيرون أن يحقق حزب بوتو فوزا ساحقا في المناطق الريفية باقليم السند مسقط رأسها كما من المتوقع أن يقتسم الحزب الأصوات في كراتشي عاصمة الاقليم مع حزب موال لمشرف ويتمتع حزب الشعب الباكستاني بفرصة أكبر الآن عما كان يتمتع به على الأرجح عندما كانت بوتو على قيد الحياة..لكن البنجاب هو المفتاح الرئيسي لصالح حزب بوتو." ومن المتوقع أن يحقق حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز شريف نتائج طيبة أيضا في البنجاب خاصة في المناطق الحضرية وقد يكون أكثر حزب يحقق نتائج اذا تضاءل دور الادلاء بأصوات تعاطفا مع حزب الشعب الباكستاني. ويقول محللون إن حزب شريف وحزب الشعب الباكستاني في وضع يؤهلهما على الأرجح لتشكيل ائتلاف مهيمن إذا أرادا ذلك ، ولكن لا يمكن استبعاد حلفاء مشرف من الصورة فهم يخوضون الانتخابات بمرشحين أقوياء ويتمتعون بدعم عائلات قوية تسيطر على العديد من الأصوات في الريف. ومن جهته ، قال الرئيس السابق "فاروق ليجاري" الذي يرشح نفسه عن حزب مشرف في مسقط رأسه بالبنجاب ان حزبه سيفوز بالرغم من أنه تضرر من جراء ارتفاع الأسعار ونقص السلع والاستياء من مشرف. وأضاف ليجاري الذي كان أقال حكومة بوتو عام 1996 عندما كان رئيسا للبلاد بسبب اتهامات فساد واستغلال للسلطة عن بوتو "هناك تعاطف كبير وهائل معها ولكنه ينحسر وما سيضَر بشكل أكبر حزب الرابطة الإسلامية جناح القائد الأعظم هو ارتفاع الأسعار وليس أي أداء خاص من الأحزاب الاخرى." واخيرا تعهد مشرف للاوروبيين خلال زيارته الاخيرة لبروكسل بتنظيم انتخابات "حرة وعادلة".. فهل سيرفع اغتيال بوتو من شعبية الرئيس الباكستانى ام يكون الحافز الاكبر للتعاطف مع حزبها !؟