سقط برشلونة الأسباني في فخ التعادل السلبي أمام ضيفه تشيلسي الإنجليزي الثلاثاء في ذهاب الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. وفجر تشيلسي مفاجأة كبيرة بانتزاع هذا التعادل الثمين مع برشلونة على استاد "كامب نو" بمدينة برشلونة الأسبانية ليعزز فرصته في التأهل للمباراة النهائية للبطولة للموسم الثاني على التوالي. وأصبح كلا الفريقين في حاجة إلى الفوز بأي نتيجة في مباراة الإياب على استاد "ستامفورد بريدج" بالعاصمة البريطانية لندن من أجل التأهل للنهائي الذي يقام بالعاصمة الإيطالية روما يوم 27 أيار-مايو المقبل. ولعب الأداء الخططي لتشيلسي بقيادة مديره الفني الهولندي جوس هيدينك دورا كبيرا في انتهاء هذه المباراة بالتعادل السلبي حيث قضى الأسلوب الدفاعي المنظم للفريق الإنجليزي على الخطورة الكبيرة للهجوم الكاسح الذي يشتهر به برشلونة هذا الموسم. وانضم برشلونة بذلك إلى عدد قليل للغاية من الفرق التي نجحت في إيقاف الهجوم الكاسح لبرشلونة في الموسم الحالي. وساعده في ذلك عدم توفيق نجوم برشلونة في العديد من الفرص التي سنحت لهم أمام مرمى تشيلسي وحارسه العملاق التشيكي بيتر تشيك الذي زاد عن مرماه ببسالة أمام هجوم تشيلسي بقيادة الأرجنتيني ليونيل ميسي والكاميروني صامويل إيتو والفرنسي تييري هنري. وفشل ليونيل ميسي في الهروب من الرقابة اللصيقة التي فرضها عليه خوسيه بوسينجوا ظهير أيسر فريق تشيلسي كما وقع إيتو تحت رقابة لصيقة من جون تيري وأليكس نجمي دفاع تشيلسي بينما تكفل برانيسلاف إيفانوف برقابة هنري وتصدى الغاني جون ميكيل أوبي نجم خط وسط تشيلسي لانطلاقات خافي هيرنانديز. وكما كان متوقعا فرض برشلونة سيطرته تماما على المباراة فيما يتعلق بالاستحواذ على الكرة منذ بداية اللقاء وحتى نهايته. ورغم ذلك افتقد الفريق لدقة اللمسة الأخيرة في ظل عدم ظهور ميسي وخافي وأندريس إنييستا بمستواهم المعهود حيث فشل لاعبو برشلونة في اختراق دفاع تشيلسي المنظم. وحاول برشلونة تجربة حظه من خلال التسديدات القوية من خارج منطقة الجزاء ولكنها لم تشكل أي خطورة على الحارس المتألق تشيك الذي تصدى لكرة خطيرة لعبها هنري بجوار القائم في الدقيقة 34 . وكانت أخطر فرصة في الشوط الأول الفاتر من نصيب الإيفواري ديدييه دروجبا مهاجم تشيلسي في الدقيقة 39 إثر تمريرة خلفية خاطئة من رافاييل ماركيز مدافع برشلونة. ولكن فيكتور فالديز حارس مرمى برشلونة تصدى للفرصة وأنقذ فريقه من هدف محقق. وبدأ الشوط الثاني بصدمة قوية لبرشلونة إثر إصابة ماركيز في الركبة اليسرى ليخرج من الملعب. ويبدو أنه أصيب بقطع في الرباط الخارجي للركبة ليتأكد غيابه عن صفوف الفريق حتى نهاية الموسم. كما تلقى برشلونة صدمة أخرى بعدما نال لاعبه كارلس بيول الإنذار الثاني بعد نزوله مكان ماركيز ليغيب عن صفوف برشلونة في مباراة الإياب الأربعاء المقبل. وكاد إيتو أن يسجل هدف التقدم لبرشلونة في الدقيقة 69 ولكن تشيك تصدى لمحاولة المهاجم الكاميروني الذي أخرجه جوسيب جارديولا المدير الفني للفريق من الملعب بشكل مفاجئ وغريب ليمنح دفاع تشيلسي بعض الراحة من تحركات إيتو المرهقة. وكثف برشلونة هجومه في الدقائق الأخيرة من المباراة ولكن لاعبيه البديلين بويان كركيتش وألكسندر هليب فشلا في هز شباك تشيك. وقال إيتو :"ليست نتيجة سيئة بالنسبة لنا ولكن يتعين علينا تسجيل أهداف هناك (باستاد ستامفورد بريدج الأربعاء).. تشيلسي لن يستطيع اللعب بهذه الطريقة على ملعبه" في إشارة إلى أن الفريق الإنجليزي سيتخلى عن أسلوبه الدفاعي أمام جماهيره. وأشاد خوان لابورتا رئيس نادي برشلونة بفريق تشيلسي على "دفاعه الجيد"ولكنه أكد أن "المهم أنهم لم يسجلوا أي هدف هنا". وعلق ألبرت فيريير الذي لعب في الماضي لفريقي برشلونة وتشيلسي على المباراة في التلفزيون الأسباني قائلا :"ما من أحد يعتقد أن برشلونة لا يستطيع الفوز هناك" كما أوضح أن مباراة الإياب "ستكون مباراة مختلفة". أما المحلل التلفزيوني خوسيه ماري باكيرو الذي ساعد برشلونة في الفوز بلقب كأس أوروبا للأندية الأبطال عام 1992 عندما كان لاعبا في صفوف الفريق فحذر المشاهدين الأسبان قائلا :"لا تتوقعوا تغييرات جذرية من تشيلسي في مباراة الإياب". لكنه أعرب عن أمله في أن يترك تشيلسي مساحات أكبر في خط ظهره خلال لقاء الإياب. (د ب أ)