اختتمت فعاليات مهرجان لقاء الصورة للأفلام المستقلة والذى ينظمه المركز الفرنسى للثقافة والتعاون بالمنيرة. ومُنحت جائزة المركز الكبرى للفيلم المصري "الحب فى زمن الكلّة" . وأعلنت لطيفة فهمى المسئولة عن تنظيم المهرجان أسماء الافلام الفائزة مساء الجمعة والتى كانت 3 فقط من بين 29 فيلما روائيا طويلا وقصيرا بالاضافة للأفلام التسجيلية وأفلام الصور المتحركة. وتنافس على الجوائز منذ بداية المهرجان عدة دول مثل فرنسا والمغرب ومدغشقر وكندا بجانب أفلام الشباب السينمائيين المصريين، التى إنتجها المعهد العالي للسينما بأكاديمية الفنون، وتنافست أكاديمية رأفت الميهي للسينما وقصور الثقافة، والمركز القومي للسينما، ومدرسة السينما جيزيت القاهرة، بمشاركة أفلام من "المعهد العالي الفرنسي لمهن الصوت والصورة". رأس لجنة التحكيم الناقد السينمائي سمير فريد عضو الاتحاد الدولي للنقاد (فيبريسى)، والدكتور خالد عبد الجليل رئيس المركز القومي للسينما ورئيس قسم السيناريو بالمعهد العالي للسينما ، والمخرجة مريان خوري. ومُنحت جائزة المركز الكبرى للمخرج "إبراهيم عبلة " عن فيلم "الحب فى زمن الكلّة" من مصر وهو فيلم روائى قصير مدته (11 دقيقة) يشارك في تمثيله محمد أبو الفتح ومحمد الصاوى ومن إنتاج المعهد العالى للسينما، وهى دعوة لحضور المهرجان الدولى للسينما المتوسطية بمدينة مونبيلييه الفرنسية. وفي حديثه لموقع أخبار مصر عبر المخرج ابراهيم عبلة عن مدى إيمانه بضرورة طرح فكرة فيلمه الذى يتناول موضوع الكبت الجنسى فهو فيلم رومانسى لكنها رومانسية مريضة فى زمن الكلّة. وقال ابراهيم عبلة: " كنت أراعى من خلال تناول موضوع حساس كهذا أن يُطرح فى صورة سريعة وظريفة بعض الشىء ..عم كانت مباشرة، لكني لاأعتقد أنها صادمة، ففى النهاية نحن فى مجتمع شرقى لا يقبل التطرق لمثل هذه القضايا حتى وإن كانت تمس الواقع الذى نعيشه ،أنا أيضا لدى أخت فى عمر 16 سنة وراعيت ألا أخدش حيائها وأرى أننى لم أكن جارح أو مستفز فقط راعيت تناول موضوع حساس بشكل ممتع وتجنب إعطاء الجمهور درسا فى الاخلاق من خلال مدة الفيلم القصيرة ". وأضاف أنه ينوي عمل مشاريع فنية أخرى ويعتبر الفيلم القصير بروفة جيدة على الفيلم الروائي الطويل الذى له صعوباته، اشار المخرج إلى أن أفلاما أخرى شاركت فى المهرجان ونالت إعجابه مثل فيلم "الضيف" للمخرجة دينا جمال الدين لمستواه التقنى الكبير. وذهبت جائزة "لجنة التحكيم الخاصة" إلى فيلم "الضيف" وهو فيلم روائى قصير باللغة الفرنسية ومدته (9 دقائق) ومن إنتاج المعهد العالى للسينما. ونال فيلم "نعم" للمخرج ايمن عبدالله جائزة أحسن فيلم للرسوم المتحركة ومن إنتاج الهيئة العامة لقصور الثقافة، وفاز بمنحة لدراسة اللغة الفرنسية لمدة 6 أشهر مقدمة من المركز الفرنسى للثقافة والتعاون، كما توعدت لجنة التحكيم للفائزين بإنتاج فيلما آخر مهدى من المركز القومي المصري للسينما من نفس نوعية كل فيلم. ومن خلال حواره لموقع اخبار مصر أكد سمير فريد أن حجب جائزة الفيلم التسجيلى وجوائز المهرجان لم تعطى إلا ل3 أفلام فقط بسبب وجود أخطاء فنية كبيرة سواء أن كانت فى الصورة أو الصوت أو من خلال عدم تناول الموضوع بشكل كافى كما حدث فى بعض الافلام أو بالانتقال بين عدة موضوعات دون وجود رابط بينهم ،وأضاف قائلا "أيضا لاحظنا عدم تحديد الفيلم التسجيلى من الريبورتاج." وأكد السينارست د/خالد عبد الجليل على تلك النقطة أيضا قائلا "لقد حجبت جائزة أفضل فيلم تسجيلي هذا العام لانهم وجدوا مشكلة عند المشاركين فى الفهم الفعلي لماهية وهوية الفيلم التسجيلى. وأضاف عبد الجليل "أن كل مجتمع له مشاكله وقضاياه وليس من الضرورى أن تكون اللغة واحدة لكن الجميع يجب أن يتعامل بلغة واحدة وهى لغة السينما، ويرى عضو لجنة التحكيم ،أن أهم ما يميز المهرجان هذا العام جودة التنظيم وإتاحة الفرصة لعدد كبير من الدول المختلفة مما يعتبر فرصة رائعة لعرض التنوع الثقافى لكل بلد لرفع مستوى الفن السينمائى. يذكر أنه تم عرض الفيلم الروائي الطويل "عين شمس" خلال حفل الافتتاح للمخرج إبراهيم البطوط ، وتدوراحداثه حول عين شمس التي كانت ذات يوم عاصمة مصر في عهد الفراعنة وموقعا مقدسا زاره المسيح والعذراء مريم ، إلى أن أصبحت تلك المنطقة أحد المناطق الفقيرة في عصرنا الحالي. وعرض فى حفل الختام الفيلم التسجيلى "ملف خاص" وهو بحث ميدانى قامت به الصحفية أمل فوزى واخرجه سعد هنداوى ، ناقش الفيلم عذرية الفتاة وما تتعرض له المراة من عبء تحمّل مسئولية شرف العائلة بناءا على إعتبارات وموروثات ثقافية وليست دينية ويناقش أيضا التناقض الهائل الذى ملاء مجتمعنا وقالت الصحفية امل فوزي لموقع اخبار مصر "ان الفكرة كانت مطروحة منذ 7 سنوات ومن خلال عملى كصحفية متخصصة فى المجال الاجتماعى أستطعت تطوير الفكرة وتناولها بشكل موضوعى وصادق وليس فقط لاثارة موضوع شائك، لذا تم الاستعانة بأساتذة علم الاجتماع ولم يكن بالمكان تناول تلك الفكرة بمعزل عن الخيوط الاساسية المتحكمة بها مثل العنف الممارس ضد المرأة وضد المجتمع والتناقض الذى أصبح ظاهرا بين ما هو مفترض واضافت أننا نؤمن به وبين ما نفعله ، كذلك كان من الضرورى عرض أراء الاديان فى التعامل مع الفتاة إن حدث لها علاقة جنسية قبل الزواج سواء كان هذا برضاها أو لتعرضها لحادث إختصاب كذلك التعرض لقضية الختان والفساد الجرائم الممارسة بإسم الشرف، فمن خلال الفيلم تناول كل هذه الامور ، فأنا أرى دور السينما التسجيلية الحقيقى هو التوثيق الاجتماعى لكل الامور التى تحدث حولنا.