الاخبار :11/4/2009 كثرت التصريحات والتخمينات بشأن العلاوة الاجتماعية التي ينتظرها موظفو الدولة والعمال وأصحاب المعاشات، من المطحونين، والذين لا يملكون من أمر زيادة دخولهم شيئا، رغم تقهقرها أمام غول الأسعار وجشع البعض من التجار الذين غابت ضمائرهم، وأعماهم سعار الكسب السريع في غيبة من الضوابط المحكمة، وآليات السوق التي تتهاون الحكومة في تفعيلها، وتتناسي إرساء مبدأ حماية المستهلك، إعادة لتوازن السوق المصرية! كل ذلك والمواطن المصري ممن ينتمي لتلك الفئات، مازال يتطلع لقليل القليل، إن كان إصلاحا وظيفيا منقوصا، أو تحقيق وعود الحكومة بزيادة الدخول التي أضحت وهما بعيد المنال. لترضي تلك الفئات بالقليل وباتت تنتظر العلاوة الاجتماعية وهي التي يوصفها هؤلاء المطحونون بأنها النواية التي تسند الزير. ويتضاحكون علي حالهم قائلين: اذا كان هناك زير! ورغم تلك المعاناة، إلا أن الحكومة بدت وكأنها قد فوجئت بموعد استحقاق تلك العلاوة وتأتي تصريحات مسئوليها علي اختلافهم، لتتباين وتشكو من عجز الموازنة عن الوفاء بتدبير المطلوب من اعتمادات، لثير هموما تثقل كاهل هؤلاء المواطنين أصحاب الحظ العثر الذي جعلهم من تلك الفئات ليكونوا محدودي الدخل، رغم أنهم يسددون ضرائبهم كاملة دون انتقاص، حيث تستقطع من رواتبهم قبل حصولهم عليها، ليكونوا الممول الرئيسي للموازنة. وعلي الجانب الآخر نجد فئات قد تضخمت دخولها بالتلاعب بالسوق والتحكم في مجرياته دون رحمة وليس فقط، بل تتحايل وتتهرب من دفع الضرائب، ويعلو صوتها طلبا للمزيد من المزايا والمكاسب ويكون لها كل ما تريد مادامت الحكومة الذكية تؤمن أنهم الأحق بالحياة علي أرض المحروسة، والأحق بنعيم خيراتها وليس غيرهم! بل تستكثر علي المطحونين من أبناء هذا الشعب مشاركة هؤلاء خيرات بلدهم ولو بعلاوة اجتماعية! الحكومة تشكو قلة الموارد الداعمة للموازنة، وليس غريبا ما تشكوه، ولم لا؟ فهي التي أعطت لكثير من مؤسسات الدولة الحق في تحصيل رسوم ازدادت لينعم بها العاملون فيها دون غيرهم ويتحكم قادتها في تحديد نسب قليلة تدعم الموازنة، وليس فقط، بل يتحايلون لتأخير السداد ليكون من عائد فوائد البنوك لتلك الأموال! عجبا لحال حكومتنا، إصرارها علي أن تزيد المواطنين هما وحذار من زيادة الأسعار أو البحث عن ضرائب جديدة تثقل كاهلهم. لقد حان الوقت لإدراك ما فات ووجب الإسراع نحو تحقيق العدالة الاجتماعية، فاقتصاد السوق الحر لا يكفيه التصريحات والشعارات. والشارع المصري يتساءل: متي تستيقظ الحكومة من سباتها، وتحاول استشعار أنين المطحونين؟!