"مصائب قوم عند قوم فوائد" مقولة يمكن اطلاقها على حال هواة الاقتناء مع لجوء الشركات المنتجة للماركات العالمية وخاصة بيون الازياء الى تخفيض اسعار منتجاتها مع تفاقم الأزمة المالية العالمية وتراجع الانفاق. فتقول ماري ديبوي ان الفستان الذي اعجبها من بيت أزياء جان بول جوتييه وهي تتسوق لحفل رأس السنة أصبح بامكانها الحصول عليه بخصم بنسبة 40%، بينما دهشت دوبوي الباريسية من سعر فستان آخر انخفض الى 390 دولارا. فالحصول على منتجات بيوت الازياء الكبرى بأسعار مخفضة كان من قبل يقتصر على أغنى الاغنياء والمشاهير الذين تقدم لهم بيوت الازياء أحدث منتجاتها مجانا سعيا وراء الدعاية، لكن مع الازمة التي تقود الى حالة من الكساد أصبحت المنتجات الفاخرة متوافرة بأسعار أرخص للمشترين العاديين. وفي حين تتعرض هوامش الربح لضغوط في منافذ البيع التي تتقاتل على حصص من ميزانية مشتريات عيد الميلاد المتقلصة أصبح بيت الازياء الذي أسسه جان بول جوتييه من بين عدد من الماركات الكبيرة التي اعتلت موجة الترويج عن طريق خفض الاسعار. وشملت موجة تخفيضات الاسعار التي امتدت من باريس الى ميلانو ومن نيويورك الى لندن حتى الماركات الفاخرة، ففي قطاع مبيعات التجزئة على وجه الخصوص يمثل موسم عيد الميلاد نحو 40% من مبيعات العام. ورغم عادة بيوت الازياء الكبرى في تقدم عروضها الترويجية بوقار، فبدلا من أن تعلن عن تخفيضات الاسعار على واجهة المتجر وهو ما يضر بمبدأ أن " الجودة تأتي بثمن" فانها كانت تغري المشترين بمشتريات خاصة في موسم الاعياد. الا انها بيوت ازياء عالمية منها سونيا ريكيل وجان بول جوتييه وجيمي تشو وبرادا وأرماني وجوتشي ودولشي أند جابانا والكسندر مكوين وجيانفرانكو فيري والبيرتا فيريتي اتجهت الى الاعلان عن تخفيضات وسط مخاوف هبوط المبيعات خلال موسم 2008. وبالاضافة الى ذلك، كانت المبيعات الخاصة تقتصر على العملاء الدائمين الذي يتلقون دعوات بالبريد الالكتروني، لكن هذا العام اصبح بأمكان أي شخص شراء مجموعة كبيرة من المنتجات المخفضة دون دعوة خاصة من متاجر جوتييه وجيمي تشو في باريس وبرادا في ميلانو. ومد بيت الازياء الفرنسي جان لوي شيرير في وقت سابق من ديسمبر تخفيضات بنسبة 60% على فساتين السهرة كان قد بدأها في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 وعلى غير العادة أعلن عن التخفيض على واجهة متجره في شارع الشانزليزيه. ويمثل التغيير في سياستها احراج لبيوت الازياء الراقية، فقالت متحدثة باسم جوتييه "ليس لدينا أي تعليق على المبيعات الخاصة ... الامر يرجع الى كل متجر على حدة في تقريرها"، بينما تجاهلت بيوت أزياء أخرى منها جوتشي وأرماني التعليق. ورفضت متحدثة باسم مجموعة جوتشي التي تضم كذلك بوتيجا فينيتا وايف سان لوران التعليق قائلة " سياستنا هي أننا لا نقدم معلومات عن أنشطتنا التجارية". وفي سياق متصل، اعترف اتحاد بيوت الازياء في ايطاليا "التاجاما" بزيادة في عدد المبيعات الخاصة خلال موسم عطلات 2008 بسبب الازمة المالية لكنه أشار الى أن هذا تقليد معمول به منذ فترة طويلة في العديد من بيوت الازياء. وفي شارع اولد بوند ستريت في لندن وأفنيو مونتاني في باريس وكوادريلاتيرو دورو في ميلانو قل عدد المشترين في أيام الاسبوع في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني وأوائل ديسمبر/ كانون الاول 2008 رغم اقتراب عيد الميلاد. وبالنسبة لاراء المشترين قال جان ميشيل فوكيه (55 عاما) وهو مسؤول تنفيذي فرنسي يعمل في قطاع الفضاء كان يشتري سوارا جلديا من هيرميس ثمنه 290 يورو كهدية في باريس انه أكثر حرصا على امواله هذا العام مع انتياب الجميع شعورا بالقلق بشأن الاقتصاد ووظائف. ومع تخفيض الوظائف بمقدرا 320 الف وظيفة منذ سبتمبر/ ايلول 2008 واستمرار ارتفاع الرقم وتراجع أجور المسؤولين التنفيذيين ورؤية المليارديرات من روسيا الى الهند لثرواتهم تتاكل أختلف سلوك مشتري المنتجات الفاخرة. ويقول المتخصصون في القطاع ان الشراء للتفاخر أو على سبيل الاستهتار تغير وحل محله البحث عن الجودة والعلامات التجارية القوية. والطلب مستمر على المنتجات الفاخرة من الحلل المفصلة الى المجوهرات المصنوعة بالطلب، وهو ما جاء على لسان بيير ماليفيس الشريك في شركة سافني بارتنرز التي تقدم خدمات استثمارية للصفوة قائلا "هناك ميل لشراء العلامات التجارية القوية التي لا تفقد قيمتها بمرور الوقت، فاذا اشتريت حقيبة من لوي فيتان فانك تعلم انها لن تفقد الكثير من قيمتها لكن اذا اشتريت حقيبة من ماركة أقل فانك لا تضمن ذلك". ورغم ذلك، يتوقع مستشارون في شركة بين اند كو تراجع مبيعات المنتجات الفاخرة بنحو 7% خلال 2008 في حين قدر محللون في مؤسسة بيرنشتاين ان تنخفض بنسبة 5%. وأكد مراقبون ان المتاجر الصغيرة هي الاكثر تضررا من انكماش الانفاق من المتاجر الكبيرة. (رويترز)