أوصى تقرير أعده المرصد الأوروبي للمخدرات والمؤثرات العقلية في بروكسل، بضرورة تحفيز منظمات المجتمع المدني من أجل الانضمام للحلف الأوروبي ضد تجارة وتعاطي المخدرات. ويشير التقرير، الذي يصدره المرصد سنوياً، إلى أن نسبة استهلاك المخدرات في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ظلت ثابتة، بينما ارتفع عدد الوفيات التي ترتبط مباشرة أو بشكل غير مباشر بمسألة تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية. وحسب التقرير، فإن شخص أوروبي واحد، بين الفئات الشابة تحديداً، يموت كل ساعة بسبب جرعة زائدة من المخدرات، الأمر الذي استدعى المفوض الأوروبي المكلف شؤون الأمن والعدل والحرية جاك بارو، إلى وصف هذه النتيجة ب"الإشارة الخطيرة"التي تدل على أهمية توعية الشباب على الآثار التي تنطوي عليها عملية تعاطي المخدرات. ويطلق بارو نداءً عاجلاً للمنظمات غير الحكومية وهيئات المجتمع المدني من أجل العمل تحت لواء الحلف الأوروبي ضد المخدرات و"هو عبارة عن العمل الجماعي الذي يستدعي تضافر جهود الجميع من مواطنين وشركات وحكومات ومنظمات لمواجهة الأخطار الناجمة عن تجارة وتعاطي المخدرات". ويؤكد المفوض الأوروبي أن المفوضية سوف تطلق في 26 يونيو المقبل مخطط عمل لمواجهة خطر المخدرات يغطي الفترة بين 2009 – 2012، ويتمحور حول العمل على تخفيض الطلب على المخدرات عبر توعية الجمهور، خاصة الشباب على الخطر، وتخفيض العرض ومكافحة الاتجار بالمؤثرات العقلية الضارة وذلك بالتعاون الأوروبي والإقليمي والدولي. وبالعودة إلى نص التقرير، نرى أن 12 مليون أوروبي، بين 15-64 عاماً، قد تعاطوا الكوكايين، والذي شهد تعاطيه "ارتفاعاً ملحوظاً" في السنوات الأخيرة في أوروبا. ويذكر أن المرصد الأوروبي للمخدرات والمؤثرات العقلية يزود الاتحاد الأوروبي بمؤسساته ودوله برؤية واضحة ومعطيات مفصلة عن ظاهرة المخدرات في أوروبا، وقد ساهمت المعلومات التي قدمها المرصد للمفوضية في إعداد برنامج عملها للفترة بين 2005-2008 ويساعدها القائمون عليه كذلك في إعداد مخطط العمل الجديد 2009- 2012.