حزمة من الإجراءات لانتشال البلاد من الكساد أوباما.. أمل جديد ينعش الأسواق إعداد: ياسمين سنبل ورث باراك أوباما بعد فوزه في انتخابات الرئاسة الأمريكية الثلاثاء مجموعة من المشاكل الاقتصادية الصعبة التي لم يشهد العالم لها مثيلا منذ الثلاثينيات. فقد جاء هذا النصر في ظل تاكيدات على انزلاق الاقتصاد الأمريكي إلى ركود ربما يكون الأعمق منذ السبعينات، كما أن الاقتصاد العالمي يواجه خطرا جسيما يتمثل في أول تراجع اقتصادي منذ سبع سنوات، بالاضافة الى تخفيض المستهلكين والشركات انفاقهم بشكل حاد. وذكرت وزارة التجارة -الثلاثاء -أن طلبيات المصانع انخفض 2.5 % في سبتمبر/ أيلول 2008 من أغسطس/ أب من نفس العام، وباستثناء السيارات والطائرات فإن الأوامر انخفضت بحوالي 3.7 %- بحسب وزارة التجارة- فيما يعد اشد تراجع منذ عام 1992 . ويواجه أوباما مهمة لا يحسده عليها أحد تتمثل في معالجة الركود وعجز في الميزانية تفاقم بسبب الحرب في العراق وخطة الانقاذ المالي التي بلغ حجمها 700 مليار دولار، وسيسلط المستثمرون العالميون الأضواء على كل خطوة يخطوها. ورغم أن مجال الحركة في الميزانية محدودة فانه لن يثني أوباما على الارجح عن السعي من أجل ضخ جرعة إضافية من الانفاق الحكومي لانعاش الاقتصاد. وقال ستيوارت هوفمان كبير الاقتصاديين في المجلس الوطني للخدمات المالية " سوف يرث اقتصاد في حالة ركود ... ويحتمل أن تزداد سوءا قبل أن تتحسن". وبالرغم من ذلك فان بعض المحللين يؤكدون ان المستثمرين يتطلعون إلى نهاية لحالة عدم التيقن السياسي ويأملون ان يدفع الرئيس الامريكى الجديد عجلة الاقتصاد للتحرك". حزمة من الإجراءات لانتشال البلاد من الكساد كتب أوباما في مقال بصحيفة وول ستريت جورنال في الأسبوع الأول من نوفمبر/تشرين الأول 2008 يقول "في لحظة كهذه لا يمكننا أن نتحمل أربعة أعوام أخرى من زيادات الانفاق أو التخفيضات الضريبية القائمة على أسس ضعيفة أو الغياب التام للاشراف الرقابي الذي أصبح رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي السابق الان جرينسبان نفسه يعتبره خطأ. وينادي أوباما بحزمة ثانية من تدابير التحفيز الاقتصادي لانتشال الاقتصاد من كبوته، وتبلغ قيمة هذه التدابير 175 مليار دولار وتشمل تمويل مشروعات للبنية الاساسية وصرف دفعة ثانية من شيكات التخفيضات الضريبية. فعلى الصعيد التجاري، وعد أوباما بمراجعة اتفاقية التجارة الحرة لامريكا الشمالية واستخدام الاتفاقات التجارية في دعم الممارسات السليمة في تشغيل العمالة والمعايير البيئية في مختلف أنحاء العالم، فضلا عن انهاء الاعفاءات الضريبية التي تشجع الشركات الامريكية على نقل الوظائف للخارج. وبالنسبة للضرائب، يريد أوباما التوسع في برامج التيسيرات الضريبية وتأسيس برنامج "ائتمان عام للرهون العقارية" يمثل 10 % من فوائد الرهون على أصحاب المساكن الذين لا يذكرون بالتفصيل العوائد الضريبية والغاء ضريبة الدخل للكبار الذين يقل دخلهم عن 50 ألف دولار سنويا. كما ينوي التراجع عن بعض التخفيضات الضريبية للاثرياء التي طبقت في عهد الرئيس جورج بوش. ويرى اوباما ان الاعتماد الامريكي على النفط المستورد خطرا أمنيا واقتصاديا في الوقت نفسه، ويقول أنه مستعد لقبول الحفر في المناطق البحرية بحثا عن النفط والطاقة النووية لكنه يركز على زيادة كفاءة استهلاك الطاقة وزيادة الاستثمارات في الطاقة المتجددة زيادة كبيرة. اما عن الرعاية الصحية، وضع أوباما برنامجا تأمينيا وطنيا يسمح للافراد والشركات والمشروعات الصغيرة بالاشتراك في خطط للرعاية الصحية تماثل الخطط المتاحة للموظفين الاتحاديين على ان تستكمل هذه الخطة بفرض ضريبة على أصحاب الاعمال الذين لا يقدمون تغطية تأمينية للعاملين. وقد أيد أوباما الانفاق على البنية الاساسية كوسيلة لخلق وظائف وهي قضية قد تتزايد أهميتها الجمعة عندما تعلن الحكومة بيانات الوظائف لشهر أكتوبر/ تشرين الاول 2008. وتشير التوقعات الى أن التقرير سيظهر اختفاء 200 ألف وظيفة في اكتوبر ليصبح أسوأ شهور عام 2008على صعيد سوق العمل. وقال وليام دونوفان الشريك بشركة فينابل للاستشارات القانونية في واشنطن والمستشار العام السابق للرابطة الوطنية لاتحادات الائتمان الاتحادية "من يعملون في صناعة الخدمات المالية بصفة عامة يجب أن يفهموا أن السناتور أوباما أرسل اشارة واضحة جدا انه ينوي مواصلة جدول أعمال ناشط بصفته رئيسا." وأضاف "ان اصلاح الهيكل الرقابي الحكومي للخدمات المالية...وتشديد شروط السيولة ورأس المال واصلاح قوانين الافلاس وبطاقات الائتمان كلها أمور مطروحة وكانت استطلاعات اراء الناخبين اظهرت أن الاقتصاد عامل رئيسي في فوز أوباما الحاسم على منافسه الجمهوري السناتور جون مكين الثلاثاء، مما يمنحه تفويضا قويا بمواصلة نهجه الخاص تجاه الرأسمالية الذي روج له أثناء الحملة الانتخابية. أوباما.. أمل جديد ينعش الأسواق دفعت انباء فوز باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة الاسواق للارتفاع حيث صعدت الأسهم الامريكية مع تطلع المستثمرين الى انتهاء حالة عدم التيقن التي تحف المنافسة الطويلة على البيت الابيض. وصعد مؤشر "داو جونز الصناعي" لاسهم الشركات الامريكية الكبرى 305.45 نقطة أي ما يعادل 3.28 % ليغلق عند 9625.28 نقطة. وقفز مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الاوسع نطاقا 39.43 نقطة أو 4.08 % مسجلا 1005.73 نقطة. واقتفت البورصات الاسيوية اثر الامريكية مع تجدد ثقة المستثمرين، حيث يامل المستثمرون بآسيا أن يستطيع اوباما معالجة الأزمة المالية للولايات المتحدة، وفي المقابل فقد عبر البعض الاخر عن مخاوف من أن الرئيس الديمقراطي والكونجرس قد يتخذو اجراءات اكثر حمائية. وفي اليابان ارتفع "مؤشر نيكى 225 " 4.5 % ، بينما في هونج كونج صعد مؤشر هانج سنج 3.2 %. وكان بعض المحللين توقعوا ان يشيع انتصار أوباما قدرا من التفاؤل بقدرة أمريكا على إعادة اكتشاف نفسها، الا ان أكبر اقتصاد في العالم لا يزال يواجه قوى تضخمية وسيتعرض أوباما لضغط هائل لانعاش الاقتصاد.