يؤكد الخبراء أن باراك أوباما والذي أصبح الرئيس رقم 44 للولايات المتحدة بعد فوزه الساحق علي جون ماكين مرشح الحزب الجمهوري قد ورث أعباء اسوأ مالية في ثمانية عقود ونتيجة تسارع ايقاع هذه الأزمة فإن العدو الأول لأوباما هو الوقت والذي لن يرحمه بالتأكيد وفقاً لتعبير وكالة بلومبرج.. فأنظار الشعب الأمريكي تتجه بالكامل كيف سيستطيع أوباما أن يدير هذه الأزمة المفزعة وخصوصا في ضوء أنه أول رئيس أمريكي من أصل أفريقي ووفقا لمساعديه سيعمل الرئيس المنتخب في أحلك الظروف فالسناتور الذي ينتمي إلي ولاية النيوي الأمريكية لم يرث السلام ولا الازدهار بل علي النقيض يأتي في اسوأ الأوقات الاقتصادية والسياسية منذ الرئيس السابق فرانكلين دي روزفلت فهو يستعد للوصول إلي البيت الأبيض فيما تعاني أمريكا من حربين - الحرب علي العراق والحرب علي أفغانستان من جانب والأكثر أهمية فعلية أن يتعامل ويتحمل عبء اسوأ أزمة اقتصادية منذ أكثر من 75 سنة ويقول أحد المحللين إنه علي مدي عقود طويلة لم تشهد أمراً مثل ذلك فنحن في مواجهة رئيس عليه أن يتصدي لأزمات كبري في الأمن القومي وأن يعمل بصورة طارئة للتعامل مع الأزمة الاقتصادية العاتية التي تمتد آثارها يوم بعد يوم إلي كل أنحاء العالم وذلك في آن واحد وفي خطاب النصر اعترف أوباما 47 سنة في حضور 125 ألف من مؤيديه في حديقة جرانت بارك بولاية شيكاغو أن المهمة صعبة وليست مستحيلة وأضاف أن التحديات التي تواجه الولاياتالمتحدة هي الأكبر من نوعها وأن العمل يقتضي توفير دفع قوية وخلق فرص عمل جديدة وبناء مدارس وصعوبات تحتاج إلي مواجهة سريعة. واقترح أوباما وضع برنامج تأميني يسمح للأفراد والشركات والمشروعات الصغيرة بالمشاركة في خطط للرعاية الصحية تماثل الخطط المتاحة للموظفين الاتحاديين علي أن تستكمل هذه الخطة بفرض ضرائب علي أصحاب الأعمال الذين لا يقدمون تغطية تأمينية للعاملين وأعرب أوباما عن تأييده عن استخدام اساليب التسجيل الالكتروني لتحسين كفاءة النظام والعمل علي تلافي أخطاء الماضي. ولدي أوباما فكر قد لا يختلف كثيرا عن مثيله لدي أغلب الساسة الأمريكيين فيما يتعلق بسياسة الطاقة فهو يري أن الاعتماد الأمريكي علي النفط المستورد خطرا أمنيا واقتصاديا في آن واحد وحث الشركات الأمريكية علي توسيع نطاق البحث والتنقيب في مناطق غير مطروقة مثل المناطق البحرية لتوفير اكتشافات بترولية جديدة كما دعا إلي التوسع في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية مع التركيز علي زيادة كفاءة استهلاك الوقود مع العمل علي زيادة الاستثمارات المخصصة في مجال بحث وتطوير الطاقة المتجددة وذلك بمعدلات كبيرة. ورغم أن أوباما يلقي الضوء في خطابه الأخير بعد الإعلان عن فوزه علي منافسه الجمهوري علي السياسات الضريبية إلا أنه أعلن عنها مسبقا في حملته الانتخابية مشيرا إلي أن تركيزه سيكون علي تحقيق امتيازات ضريبية للطبقة الوسطي العريضة وينوي التراجع عن بعض التخفيضات الضريبية المفروضة علي الأثرياء التي طبقت في عهد الرئيس الحالي جورج بوش.. أوباما يسعي بقوة للتوسع في برامج الحوافز الضريبية وإنشاء برنامج يعرف بالائتمان العام للرهون العقارية والذي يهدف إلي فرض 10% من فوائد الرهون علي أصحاب المساكن الذي لا يذكرون بالتفصيل العوائد الضريبية والغاء ضرائب الدخل علي كبار السن ممن تقل دخولهم عن 20 ألف دولار سنوياً. ويضع أوباما برنامجا متميزا في مجال التجارة الخارجية يبدأ مع مراجعة اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية من جانب واستخدام الاتفاقيات التجارية المبرمة لتشغيل العمالة والمعايير البيئية في مختلف أنحاء العالم. الرئيس الجديد وعد بانهاء الإعفاءات الضريبية التي تشجع الشركات الأمريكية علي نقل أعمالها للخارج. وعندما تولي الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش منصب الرئاسة عام 2001 والذي يبقي في منصبه حتي بداية يناير من العام القادم ورث فائضا قياسيا في الميزانية الأمريكية وكانت البلاد تنعم بحالة من السلام إلا أن بوش عجز عن الحفاظ علي هذا الفائض الذي استمر في التراجع ولم يكتف بذلك بل كان أداؤه في نطاق السياسة الخارجية متواضعاً. علي النقيض ستتولي إدارة أوباما عملها مع وجود مؤشرات اقتصادية تشير إلي أن الولاياتالمتحدة تمر بأعمق ركود في ربع قرن بالإضافة إلي أكبر أزمة مالية معقدة منذ الكساد الكبير في حقبة الثلاثينيات كما تشهد الأجور تدنيا مطردا وخصوصا قياسا بالأسعار الحقيقية مع استبعاد معدلات التضخم.