عقد الرئيس حسنى مبارك جلسة مباحثات الاحد فى الرياض مع خادم الحريمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز فور وصوله الى المملكة العربية السعودية . وتناولت المباحثات بين الزعيمين تطورات الاوضاع فى المنطقة العربية خاصة ما يتعلق بالساحة اللبنانية والجهود التى تبذلها كل من مصر والسعودية لاستقرار الاوضاع فى لبنان وانتخاب رئيس جديد للبنان فى اطار تهيئة الاجواء لعقد القمة العربية فى دمشق مارس 2008. كما تناولت المباحثات الاوضاع الراهنة فى الاراضى الفلسطينية ومحاولات الوفاق بين حركتى فتح وحماس لدفع جهود عملية السلام واستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والاسرائيلي. وتطرقت المباحثات بين الزعيمين الى تتطورات الازمة العراقية والجهود الرامية الى تحقيق الامن والاستقرار فى العراق اضافة الى استعراض العلاقات الثنائية بين مصر والسعودية وسبل تدعيمها وتطويرها فى كافة المجالات وخاصة السياسية والاقتصادية منها العمل على دعوة رجال الاعمال فى البلدين لاقامة مشروعات ثنائية مشتركة . وقد امتدت المباحثات على مأدبة غداء اقامها خادم الحرمين الشريفين تكريما للرئيس مبارك والوفد المرافق له . كان الرئيس مبارك قد وصل الى الرياض بعد ظهر الاحد فى زيارة رسمية للمملكة العربية السعودية تستغرق يومين . وكان فى استقبال الرئيس لدى وصوله مطار قاعدة الرياض الجوية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وكبار رجال الدولة السعوديين . العاهل السعودي فى استقبال الرئيس مبارك ويضم الوفد المرافق للرئيس مبارك كلا من السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية والمهندس رشيد محمد رشيد وزير الصناعة والتجارة والوزير عمر سليمان والدكتور زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية . كما يضم الوفد السفير سليمان عواد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية . وفي حديث أجراه مع تركي السديري رئيس تحرير صحيفة الرياض السعودية, أعلن الرئيس مبارك أن العلاقات المصرية السعودية راسخة، و وتمثل ركيزة أساسية للعمل العربي المشترك. وأكد أن هناك حرصا مشتركا بين البلدين علي مواصلة التشاور والتنسيق إزاء أزمات ومشكلات الشرق الأوسط, خاصة علي الساحتين الفلسطينية واللبنانية. وقال: إن اتصالات مصر لا تنقطع من أجل رفع الحصار, وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في غزة, ونواصل جهودنا مع كل الأطراف, بما في ذلك إسرائيل, والاتحاد الأوروبي, والسلطة الفلسطينية للعودة إلي اتفاق المعابر السابق التوصل إليه عام2005, كما تتواصل الجهود لوقف إجراءات العقاب الجماعي والممارسات الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية, التي تعاني هي الأخري سياسات الإغلاق والحواجز والاجتياح والاعتقالات, وذلك بهدف وضع إسرائيل أمام مسئوليتها باعتبارها قوة احتلال. وأشار الرئيس مبارك إلي أنه ليس أمام العرب إلا تعزيز تضامنهم في مواجهة ما تشهده المنطقة من أزمات وتحديات. وردا علي سؤال حول جهود مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية, قال الرئيس: إن مصر حاولت جمع شمل فتح و حماس, وباقي الفصائل الفلسطينية, كما بذل أخي خادم الحرمين الشريفين جهودا مماثلة, أسفرت عن اتفاق مكة, ثم جاءت أحداث غزة العام الماضي علي نحو يدعو إلي الأسف نظرا لانعكاساتها علي وحدة الصف الفلسطيني. وأعرب الرئيس عن أمنيته بأن يتوصل الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي إلي اتفاق سلام في غضون العام الحالي, وأن موقف مصر من قضية فلسطين لا يحتمل المزايدة.