كشفت نقابة الصحافيين العراقيين خطة «متكاملة لحماية الإعلاميين»، بالتعاون مع أجهزة الأمن والمنظمات الدولية، وأكد مصدر إعلامي أنها تتضمن توزيع خوذات ودروع وتوفير أماكن آمنة لمن يتعرض لتهديد. جاء ذلك، في وقت أكدت وزارة الداخلية أنها توصلت الى معلومات «مهمة» عن الجهات التي تقف وراء استهداف الإعلاميين. وقال نقيب الصحافيين مؤيد اللامي ل «الحياة»: «سنعلن خلال الأسبوع المقبل خطة للحماية وضعت بالتعاون مع وزارة الداخلية وباقي الوزارات المعنية، وبالتنسيق مع الجهات والمنظمات الدولية». وأضاف: «نتوقع أن تكون هذه الخطة المهمة قادرة على حماية الإعلاميين وتضمن حقوقهم أيضاً بعدما تعرضوا لشتى أنواع الاستهداف». وأشار إلى أن وزارة الداخلية بدأت بالفعل كشف الجهات المسؤولة عن قتل الإعلاميين واستهدافهم «ونتمنى أن تكثف جهودها، وأن تعلن تفاصيل التحقيقات التي تجريها حالياً، بعدما قدمنا كل المعلومات التي نملكها عن الحوادث السابقة». وجدد النقيب مطالبته بإقرار قانون حماية الصحافيين المقدم الى مجلس النواب منذ شهور، داعياً إلى إبعاد الخلافات السياسية عن مشروع القرار. وقال إن «غالبية الكتل النيابية أبدت استعدادها لتمرير القانون باستثناء بعض الجهات التي تعارضه لأسباب سياسية»، لافتاً الى أن «إقراره من أولويات عمل النقابة حالياً، وستقف في وجه محاولات تغييره أو تعديل بعض فقراته». الى ذلك، قال الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء عبدالكريم خلف إن «الوزارة فتحت 48 ملفاً خاصاً بالاعلاميين والصحافيين الذين تعرضوا للتصفية أو الاعتداء»، مشيراً الى «القبض على عدد من المتورطين في هذه الجرائم». وأضاف أن التحقيقات «كشفت النقاب عن معلومات مهمة في هذا الملف وساهمت في إلقاء القبض على عدد كبير من منفذي الجرائم والتعرف الى آخرين لم يُقبض عليهم بعد». وعن الجهات التي تقف وراء قتل الاعلاميين، قال خلف في تصريحات صحافية: «هناك جهات تقف وراء قتل الصحافيين، بينها تنظيم «القاعدة» وتنظيمات تابعة لحزب البعث المنحل وعصابات وأشخاص خارجون عن القانون تتلبس بمختلف الأسماء متورطة في هذه الجرائم». من جهته، قال مدير مرصد الحريات الصحافية زياد العجيلي إن «ما توصلت اليه التحقيقات يفيد بوجود جهات وأجندات خارجية تستهدف العاملين في الصحافة والإعلام داخل البلاد». وعن مشروع قانون حماية الصحافيين، أوضح العجيلي أن المشروع يتكون من أربع مراحل والاجراءات الحالية تمثل المرحلة الأولى منه، على أن يجري في المرحلة الثانية تدريب 500 صحافي من كل أنحاء البلاد على أساليب الحماية الذاتية والوقائية يشرف عليها خبراء مختصون، في حين تتضمن المرحلة الثالثة توفير الأجهزة والمستلزمات الطبية والوقائية كالدرع والخوذة. أما في المرحلة الرابعة فيتم تجهيز أماكن آمنة للصحافيين الذين يتعرضون لتهديدات مباشرة بالقتل أو الخطف أو غير ذلك. يشار الى أن عدد قتلى الاعلاميين في العراق منذ عام 2003 وحتى الآن بلغ 291 صحافياً عراقياً وأجنبياً من بينهم 124 صحافياً قُتلوا بسبب عملهم الصحافي وكذلك 50 فنياً ومساعداً اعلامياً، فيما لف الغموض العمليات الأخرى التي استهدفت في طريقة غير مباشرة صحافيين وفنيين لم يستهدفوا بسبب العمل الصحافي. كما خُطف 62 صحافياً ومساعداً اعلامياً قُتلت غالبيتهم وما زال 14 منهم في عداد المفقودين حتى اليوم.