تواجه صناعة السياحة فى مختلف دول العالم عمليات عنف من حين لاخر، تهدد بتراجع عائداتها التى تشكل مصدرا رئيسيا للعملات الصعبة اللازمة لدعم الاقتصاد القومى ، وتلوح بشبح البطالة لكل من يعمل بالمشروعات السياحية .وتتنوع الحوادث التى تستهدف النيل من هذه الصناعة العملاقة مابين عمليات الارهاب والخطف والقتل. وتعتبر عملية الخطف التي طالت 11 سائحاً في مصر بالاضافة إلى 8 من المواطنين عملية غير مسبوقة في أرض الكنانة لكن يمكن القول إنها لم تكن الأولى في المقاصد السياحية العالمية في قارات العالم المختلفة. وداخل قارة أفريقيا ، برزت هذه الظاهرة فى عدة دول أخرى حيث أشارت أصابع الاتهام الى تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى إثر وقوع عملية خطف السائحين النمساويين بتونس فى 22 فبراير/ شباط 2008 ، وكانت تستهدف إطلاق سراح أبرز قيادييه وكوادره المعتقلين بالجزائر. وقد قررت شركات السياحة الفرنسية فى يناير 2008 وقف تنظيم رحلات للسائحين الفرنسيين فى صحارى موريتانيا فى أعقاب الحادث الذى أسفر عن مقتل أربعة سائحين فرنسيين فى موريتانيا نهاية ديسمبر 2007 قرب مدينة الاك الواقعة على بعد 250 كلم شرقى العاصمة نواكشوط . وفى عام 2003، أعلنت السلطات الإيطالية أن 21 سائحا إيطاليا وسياحا آخرين اختطفوا بمنطقة صحراوية جنوب شرق النيجرعلى حدود تشاد, وأبلغ عن الاختطاف سائح ألماني تمكن من الهرب .ولم تستبعد إيطاليا أن يكون الهدف من الاختطاف ابتزازها لدفع فدية للمختطفين, وطلبت من مواطنيها تجنب السفر للنيجر. اختطاف .. منظم : أما فى قارة أسيا، فقد شهد اليمن في السنوات الأخيرة عمليات خطف لعشرات من السياح والأجانب العاملين في اليمن، ينتمى منفذوها عادة الى قبائل يمنية متشددة، يطالب أفرادها إما بتحسين المدارس والطرق والخدمات الأخرى في منطقتهم أو بالإفراج عن أقارب سجناء. وغالبا ما تنتهي عمليات الاختطافات في اليمن بالإفراج عن المختطفين مقابل تنفيذ شروط الخاطفين حيث أفرج عن معظم الرهائن السابقين بطرق سلمية ،باستثناء دبلوماسي نرويجي قتل خلال تبادل لإطلاق النار بين قوات الأمن وخاطفين في عام 2000. وشهدت محافظة صنعاء وعمران ومأرب وصعدة وحضرموت وشبوة معظم هذه العمليات المسلحة.. وبلغت حالات الخطف المنظم في اليمن اكثر من 80 حالة ،أغلبها تمت خلال الاعوام الأربعة الأخيرة من عقد التسعينيات بالقرن الماضى، واستهدفت السياح وبعض الاجانب العاملين في بعض القطاعات الاقتصادية والصحية اليمنية، واسفرت المفاوضات فيها عن سلامة المخطوفين ما عدا حالة خطف واحدة حدثت في محافظة "ابين" انتهت بمقتل أربعة سائحين بريطانيين من أصل 16 سائحاً بريطانياً واسترالياً تم اختطافهم من قبل جماعة تسمى "جيش عدن - ابين عام 1999م" لاسباب ودوافع سياسية - دينية. وفى يناير 2006،أفرجت إحدى القبائل اليمنية عن ثلاث سائحات إيطاليات تعرضن للاختطاف بعد تناولهم طعام الغداء بمدينة مأرب بمديرية صرواح في محافظة مأرب، شرق العاصمة صنعاء ،وذلك بعد ثلاث ساعات من عملية الاختطاف.وتمثلت مطالب الخاطفين في الإفراج عن سجناء من ذويهم في قضايا جنائية مختلفة. دوافع .. مادية وسياسية : يصف بعض الخبراء والمراقبين وقائع الاختطاف المنظم للسائحين بكونها ظاهرة عالمية تواجه كل البلاد المتقدمة والنامية.ويشيرون الى عدة دوافع وراء هذه الظاهرة.. بعضها ذات دوافع سياسية مثل حوادث الاختطاف التي تحدث في الشيشان وروسيا والعراق وأفغانستان للضغط على قوات الاحتلال ، وحوادث أخرى قائمة على معتقدات دينية متشددة او (سياسية - دينية) تتمثل في مقاومة الوجود الاجنبي في منطقة ما على غرار حوادث اختطاف السياح بغرض القتل التي حدثت في بعض البلاد . ويرى بعض المحللين أن حوادث خطف السائحين تزايدت فى الدول العربية بعد ضرب أفغانستان والحرب على العراق سواء من قبل الجماعات المسلحة ، أوالأفراد ، وتشير الحوادث السابقة الى أنها قد تكون ذات أغراض مالية وليست بالضرورة سياسية كما يدعي الخاطفون عادة، والدليل على ذلك أن مطالب الخاطفين تقتصرغالبا على الفدية، التى صارت مصدرا لتمويل تلك الجماعات.