استقرار أسعار الخضراوات وانخفاض سعر البصل بالفيوم    قتلى وجرحى.. كتائب القسام تعلن استهداف ناقلة جند إسرائيلية في جباليا    الأهلي يواجه الترجي بالزي الأسود في نهائي دوري أبطال إفريقيا    ضبط 38 كيلو دجاج غير صالحة للاستهلاك الآدمي بمطعم بالفيوم    نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد السيدة زينب (بث مباشر)    وزير التنمية المحلية: 426 مليون جنيه إجمالي مبيعات مبادرة سند الخير خلال 100 أسبوع    وزيرة التعاون تتابع مع البنك الدولي الانتهاء من برنامج تمويل سياسات الإصلاحات الهيكلية    تجديد تكليف مى فريد مديرًا تنفيذيًا للتأمين الصحى الشامل    طلعت: إنشاء قوائم بيضاء لشركات التصميم الالكتروني لتسهيل استيراد المكونات    البيئة: بعثة البنك الدولي تواصل مناقشة نتائج تقييم ممارسات إدارة مخلفات الرعاية الصحية بالمستشفيات الجامعية    العقارات تتصدر القطاعات الأكثر تداولا بالبورصة بنهاية تعاملات الأسبوع    20 جامعة مصرية ضمن أفضل 2000 جامعة على مستوى العالم    مواجهة بين نتنياهو وبن غفير بالكابينت بشأن مساعدات غزة    رسائل السيسي للعالم لوقف إطلاق النار في غزة ورفض التهجير    سموتريتش: السيطرة على غزة ستضمن أمن إسرائيل    الأمريكية للتنمية الدولية تقدم منحا دراسية لطلاب الثانوية العامة    "عايزين زيزو وفتوح".. سيد عبد الحفيظ يقدم عرضا مفاجئا لأحمد سليمان    تقرير: الأمور تشتعل.. لابورتا يدرس إقالة تشافي لسببين    التنظيم والإدارة: 59901 متقدم لمسابقة شغل وظائف معلم مساعد مادة    بالصور- حريق يلتهم منزلين في سوهاج    لعدم تركيب الملصق الإلكتروني .. سحب 1438 رخصة قيادة في 24 ساعة    "ضبط 34 طنًا من الدقيق في حملات تموينية.. الداخلية تواصل محاربة التلاعب بأسعار الخبز"    الإدارة العامة للمرور: ضبط 12839 مخالفة مرورية متنوعة    «جمارك الطرود البريدية» تضبط محاولة تهريب كمية من أقراص الترامادول    خمسة معارض ضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة    عيد ميلاد عادل إمام.. قصة الزعيم الذي تربع على عرش الكوميديا    جوري بكر تعلن انفصالها عن زوجها: تحملت اللي مفيش جبل يتحمله    بشهادة عمه.. طارق الشناوي يدافع عن "وطنية" أم كلثوم    "الإفتاء" توضح كيفية تحديد ساعة الإجابة في يوم الجمعة    في يوم الجمعة.. 4 معلومات مهمة عن قراءة سورة الكهف يجب أن تعرفها    محافظ أسيوط ومساعد وزير الصحة يتفقدان موقع إنشاء مستشفى القوصية الجديد (صور)    محافظ أسيوط ومساعد وزير الصحة يتفقدان موقع إنشاء مستشفى القوصية المركزي الجديد    ابتعد عن هذه الفواكه للحفاظ على أسنانك    أحمد السقا عن أصعب مشهد بفيلم «السرب»: قنبلة انفجرت حولي وخرجت سليم    روسيا: مستعدون لتوسيع تقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة    ليفربول يُعلن رحيل جويل ماتيب    مواعيد مباريات الجمعة 17 مايو.. القمة في كرة اليد ودربي الرياض    تأهل هانيا الحمامي لنصف نهائي بطولة العالم للإسكواش    رضا البحراوي يتصدر تريند اليوتيوب ب «أنا الوحش ومبريحش» (فيديو)    برنامج للأنشطة الصيفية في متحف الطفل    في 5 دقائق.. طريقة تحضير ساندويتش الجبنة الرومي    مرور مفاجئ لفريق التفتيش الصيدلي على الوحدات الصحية ببني سويف    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 17 مايو 2024 والقنوات الناقلة    سعر الدينار الكويتي اليوم الجمعة 17-5-2024 مقابل الجنيه المصري بالبنوك    «الأوقاف» تعلن افتتاح 12 مسجدا منها 7 إحلالا وتجديدا و5 صيانة وتطويرا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17-5-2024 في المنيا    الاغتسال والتطيب الأبرز.. ما هي سنن يوم «الجمعة»؟    جيش الاحتلال: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان وانفجار أخرى في الجليل الغربي    انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني لطلاب الشهادة الإعدادية بالجيزة.. غدا    حدث ليلا.. أمريكا تتخلى عن إسرائيل وتل أبيب في رعب بسبب مصر وولايات أمريكية مٌعرضة للغرق.. عاجل    النواب الأمريكي يقر مشروع قانون يجبر بايدن على إمداد إسرائيل بالأسلحة دون انقطاع    هانئ مباشر يكتب: تصنيف الجامعات!    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زهير جرانة: نجمنا فى صعود.. ولانعمل بمنطق السائح «جاى.. جاى»
نشر في صباح الخير يوم 20 - 04 - 2010

-استخدم وزير السياحة زهير جرانة لغة الأرقام وهو يجيب عن تساؤلاتنا ونحن نفتح معه الملفات الساخنة..
-الأزمة الاقتصادية العالمية وإلى أى مدى تأثرت بها السياحة وتأثر معها ما يقرب من 70 صناعة ترتبط بحركتها ووظائفها
-السلبيات فى معاملة السائح وكيف يقيمها وزير السياحة؟ وهل هناك فى مصر من لا يحب السياحة؟!
-فرص التوظيف فى قطاع السياحة وهل لدى الوزارة برامج تعمل على توفير فرص عمل جاذبة للشباب.
-رجل الأعمال عندما يصبح وزيرا.. والحد الفاصل بين مصالح رجل الأعمال ومصالح الدولة.
-السياحة الدينية وما يتعرض له «المعتمرون» والحجاج» وشكاواهم من عدم قيام الشركات بالتزاماتها.
-حرق الأسعار وقد وصفها الوزير جرانة بالأمر المخجل.
بادرنا وزير السياحة قائلاً: قبل أن أتلقى أسئلتكم، أود أن أوضح لكم أننى أؤمن جداً بأن نجاح الأشخاص متوقف على فريق العمل الموجود، وهذا فى الحياة الشخصية والعملية، حتى قبل أن أتشرف بأن أكون وزيراً للسياحة كان نجاحى سببه الرئيسى تعاون فريق متميز من الشباب معى، فالشباب وراء أى نجاح، كما أنهم هم المستقبل.
الناس حالياً تتساءل عن الأزمة المالية العالمية، ونحن مر علينا عام ونصف وعندنا أزمة مالية أصابت العالم، والسؤال ماذا حدث بخصوص هذه السنة، وماذا فعلنا؟ وما هو شكل المستقبل فى ظل وجود هذه الأزمة؟ وماذا سنفعل، وما هى كيفية التعامل مع الموارد الطبيعية للدولة، والإمكانيات والسلبيات الموجودة؟
- بداية فى عام 2008 وصل عدد السياح الموجودين فى مصر 12 مليونا و800 ألف سائح تقريباً، وحققنا عدداً من الليالى السياحية وصلت إلى «129» مليون ليلة سياحية، وكان حجم الإيرادات عشرة مليارات وتسعمائة وثمانين مليون دولار.
والأزمة كانت موجودة قبل عام 2008، ولكنها ظهرت على السطح بالصورة التى شاهدناها فى سبتمبر 2008، ووضعنا عدة إجراءات للتعامل مع هذه الأزمة فى أكتوبر 2008، أى بعد حدوث الأزمة بشهر، واجتمعت مع عدد من المختصين، وقررنا اتخاذ بعض المعايير التى ستساعدنا فى عبور هذه الأزمة.
وكانت جميع التقديرات فى هذا الوقت تشير إلى انخفاض نسبة السياحة فى مصر فى عام 2009 بنسبة 20%، هذا الانخفاض سيكون فى أعداد السياح، والأرقام والإيرادات المتوقعة.
ولكن ما حدث وبسبب مجموعة الإجراءات أننا حققنا فى 2009عجزاً بنسبة 3,2% وليس 20% أى أن ال «800,12» مليون سائح كنا سنخسر منهم حوالى «500,2» مليون سائح بناء على التقديرات الموجودة، ولكن ما خسرناه فعليا هو «299 ألف سائح»، نفس الشىء بالنسبة للإيرادات فكان المفترض أن نخسر 2 مليار و200 مليون دولار، وما خسرناه «220» مليون دولار.
والهدف من مراجعة هذه الأرقام الهامة أن السيد الرئيس فى برنامجه الانتخابى فى عام 2005، وضع برنامجا خاصًّا بالسياحة، حيث كان من المتوقع أن يصل فى «2011» بعدد السياح إلى 14 مليون سائح، ويحقق 140 مليون ليلة سياحية، وأن تصل الإيرادات إلى 50,10 مليار دولار، وأن يرتفع عدد الغرف السياحية إلى 240 ألف غرفة، وكان الغرض من هذا البرنامج خلق مليون ومائتى ألف فرصة عمل، كيف يتم حسابها؟.
كل مليون سائح يأتى إلى مصر يقابله 200 ألف فرصة عمل، سواء كانت فرص عمل مباشرة أو غير مباشرة.
ونحن مع بداية البرنامج الانتخابى للسيد الرئيس فى عام 2005 كان عدد السياح فى مصر «1,8» مليون سائح، وهذا البرنامج كان سيحقق زيادة قدرها ستة ملايين سائح، وبالفعل بدأنا العمل لتنفيذ هذا البرنامج، وتساءل كثيرون كيف سيتم تنفيذ هذا البرنامج، فهو برنامج طموح جداً.
ولكن إذا نظرنا إلى الإمكانيات الموجودة والموارد الطبيعية، فنحن لدينا العديد من الموارد الطبيعية التى تؤهلنا لتحقيق الكثير من الإنجازات.
* صباح الخير:اذن هناك خطة؟
- وزير السياحة: لا، ليس الموضوع متعلقاً بوجود خطة أو عدم وجودها، ولكن البنية الأساسية لم تكن موجودة، وعلى سبيل المثال فى عام 1982 كان عدد الغرف الفندقية فى جمهورية مصر العربية «18» ألف غرفة، فى الإسكندرية ومرسى مطروح وأسوان والغردقة وشرم الشيخ والقاهرة، وفى جميع الفنادق فى بحرى وقبلى، كان فى الغردقة «120» غرفة، وشرم الشيخ «200» غرفة.
اليوم أصبح فى الغردقة وشرم أكثر من 120 ألف غرفة، أى حوالى ثلثى الغرف الموجودة فى مصر، كما تقول الأرقام، وهذا هو الواقع، وليس كلاما سياسيا، وهذه الأرقام صادرة عن جهات رسمية.
فى 2004 كان عدد السياح القادمين إلى مصر 1,6 مليون سائح، ونحن تمكنا من مضاعفة هذا الرقم فى الست سنوات الماضية، سواء فى عهد الوزير أحمد المغربى، أو فى الفترة التى شرفت فيها بتولى الوزارة، وصلنا إلى 800,12 مليون سائح، المهم أن هذه السنة انتهت ومضت لحال سبيلها، فهى كانت سنة صعبة جداً، كان الجميع متخوفا منها، كما تقول التقارير العالمية.
* صباح الخير: كانت الصورة قاتمة للغاية؟
- وزير السياحة: عدد الناس الذين فقدوا عملهم على مستوى العالم وصلوا إلى خمسين مليون شخص تقريباً، وحجم الثروات التى فقدت خلال هذه الأزمة وصلت إلى حوالى «50 بليون دولار » تقريباً، هذا إلى جانب تخوف العديد من الأشخاص من المستقبل، مما أثر على حركة السياحة العالمية، فانخفضت من 922 مليون سائح فى السنة إلى 880 مليون سائح على مستوى العالم، رغم انخفاض هذا الرقم فى يونيه 2009 إلى «80 مليونا» على الأقل فانخفض إلى 42 مليون سائح على مستوى العالم، ولكن حتى يونيه 2009 بلغ عدد السياح الذين لم يسافروا إلى 84 مليون سائح، فى حين أن تعداد الشعب المصرى 80 مليونا.
ولكم أن تتخيلوا حجم الضرر الواقع على من يعمل بهذه المهنة لو لم يسافر هذا العدد، ولم يستعمل مطاعم، أو محال، أو وسائل انتقال، أو طائرات، ومرشدين، أو شركات نقل أو فنادق أو مشتروات فبالتأكيد الخسارة باهظة والضرر كبير.
ومع ذلك سنة 2010 مازالت سنة صعبة، والسبب فى ذلك أن آثار الأزمة المالية والاقتصادية لم تنته بعد، فالاقتصاد الحقيقى ليس فى الازدهار الذى تحققه المؤسسات المالية والمصرفية فقط، ولكن الاقتصاد الحقيقى يتمثل فى تحقيق الشركات الصناعية والتجارية والزراعية والخدمية لعوائد وأرباح وفيرة، هذا إلى جانب تحقيق المجتمع المدنى فى العالم بأكمله لهذه العوائد.
فمثلاً الموظف فى شركة لو أن هذه الشركة حققت أرباحاً، وتم توزيع الحوافز على الموظفين، فأصبح لديه فائض فى الدخل الأساسى الذى يعيش به كل شهر، بعد تحقيق الأولويات بالنسبة له من مسكن ومأكل ويليها المدارس والصحة، وبعدها الأشياء الترفيهية، ولكن الشركات لم ترجع لمعدلاتها الربحية الطبيعية، حيث إن نسب التوزيع أقل والأرباح ليست هى النسبة المتوقعة.
ولذا أصبح كل شخص يعيش على قدر ما يملك، ومن كان يسافر للسياحة مرتين أو ثلاثا سيسافر مرة واحدة، ومن يسافر أربع مرات سيسافر مرتين، ولكن فى معدلات سنة 2010 هناك نمو فى العملية السياحية، على الرغم من أنها سنة صعبة أيضاً.
* صباح الخير: كيف ؟!
- وزير السياحة: مصر دولة جميلة، ولكن كيف نظهر هذا الجمال للعالم أجمع، وطريقة إظهارنا لمواطن الجمال فيها، هو السبب فى اتجاه الدول للعمل معنا، وهو ما نعمل عليه لجذب سياح الدول الأخرى، ونحن اليوم لدينا برنامج يقول: إننا ينبغى علينا زيادة عدد السياح إلى 14 مليون سائح فى العام القادم، فهذا متاح، لما نملكه من إمكانيات وموارد متاحة تؤهلنا للحصول على مكانة أكبر، والحصول على مركز متقدم على مستوى العالم، ونحن فى الماضى كان ترتيبنا على مستوى العالم رقم 23، والآن أصبح ترتيبنا 21 فى الترتيب العالمى.
ونسعى خلال الخمس سنوات القادمة للحصول على أحد المراكز العشرة المتقدمة على مستوى العالم، وهذا ما نسعى إليه، ونعمل من أجل تحقيقه، وأيضاً من أجل المحافظة على النجاح فى هذه الصناعة، وأنا أقول دائماً إن النجاح سهل لأى شخص، ولكن الحفاظ على هذا النجاح أمر صعب جداً.
الحفاظ على النجاح يبدأ من مواجهة المشاكل وعدم التعامل معها عن طريق المسكنات أو الصمت أو التهاون حتى نتمكن من حلها، فالمواجهة أفضل الطرق لحل المشاكل، هذا إلى جانب معرفة التوجه العام للدولة، وهو أننا نجتهد حالياً للوصول إلى مصاف الدول الرئيسية المستوردة للسياحة فى العالم، وهذا يحتاج إلى عمل، وإمكانيات وبناء بنية أساسية فوقية وتحتية، ويحتاج أيضاً إلى مساعدة المجتمع المدنى والأشخاص حتى نصل إلى هدف أسمى للارتقاء بهذه الصناعة.
فأنا أعمل بالمجال السياحى منذ عام 1979، أى قبل 31 سنة وأنا أعمل بالسياحة، رأيت خلال هذه السنوات العديد من المصائب والكوارث والأحداث فى المنطقة، وكان عندنا ما يسمى بال «up & down» ، وهذه كانت كثيرة جداً، لكن عندما نعمل الخير يعم على الجميع، فعندما يكون هناك رواج فى العملية السياحية ويقوم أحد الأشخاص بشراء بعض الحاجات للعمل السياحى، فهذا يساعد على تنشيط الصناعات الأخرى، ولكم أن تتخيلوا أن عدد الصناعات المرتبطة بالسياحة فوق ال 70 صناعة، نحن لا نستطيع أن نحصى هذه الصناعات، ولكن السياحة ترتبط بأكثر من 70 صناعة، ولذا فالنجاح لا يرتبط بسياسة وزير، ولكن نحن جميعاً متعاونون فى هذا النجاح، ولذا من الطبيعى أن يكون هناك تفاعل بين الحكومة والمجتمع المدنى حتى نرتقى بهذه الصناعة فنحن جميعاً فى مركب واحد.
ومن الأمور الهامة أيضا لهذه الصناعة أن يكون هناك توجه عام بمعنى اقتناع الجميع بأن العمل السياحى خير لنا جميعاً وهو أكثر المجالات التى تساعد فى خلق فرص عمل للشباب، فمثلاً التكنولوجيا المستخدمة فى الصناعة فى المصانع بعد أن كان يعمل بها ألفان من الممكن أن يقوم بها أربعون شخصاً بعد أن حلت الآلة مكان الإنسان فى هذه المصانع، ولن تقوم الآلة مكان الإنسان فى هذه المصانع، ولكن السياحة لا يمكن أن تعتمد على هذه التكنولوجيا، فالآلة لن تحمل الطبق، ولن تقوم بتنظيفه، ولن تقوم الآلة أيضاً بتنظيف الغرف، هذا لن يحدث ولذا تأتى أهمية الموارد البشرية والمجتمع المدنى الذى يدفع بها إلينا، لأن الموارد البشرية أهم العناصر التى يقوم عليها العمل السياحى.
وهذا هو التوجه الذى أسعى إلى تعميمه بصفة عامة، فالسياحة كى تنجح وكى يكون فيها استدامة للمستقبل ينبغى علينا تنمية الموارد البشرية، وهذه هى خطتى الأولى وهى الاستثمار فى الموارد البشرية، ولذا يوجد لدينا أكثر من سبعة عشر برنامجا تدريبييا، الوزارة تقوم بتمويلهما بالتعاون مع الاتحاد المصرى للغرف السياحية لتأهيل العنصر البشرى.
* صباح الخير: سيادة الوزير تكلمت عن إجراءات وخطط هى التى رفعت نسبة السياحة للضعف، وتكلمت عن الإجراءات التى ستحدث خلال الفترة القادمة كى نصبح من ضمن العشر دول المتقدمة كمقصد سياحى..دعنا نتحدث عن الوسيلة ومن ثم التكلفة؟
- وزير السياحة: العملية كلفتنى كام.. هذا أمر صعب، فهذه صناعة تدر للبلد «11 مليار» دولار فى السنة، ولذا ينبغى علينا حمايتها، ولو أخبرتك بأننا قمنا بصرف مليون جنيه مثلاً لحماية هذه الصناعة، ستقول لى هذا أمر وارد، ولكن أقول لكم الإجراءات التى اتخذت نتيجة لآلية السوق، هناك فوق ال 80% من السياح يأتون إلى مصر عن طريق رحلات منظمة، وبالتالى كان من الطبيعى أن نعمل على تقوية العلاقات مع شركات السياحة الخارجية التى تنظم هذه الرحلات، وأن أبدأ معها فى تكثيف الحملات الترويجية والتسويقية مباشرة لاستقطاب السائح، ولكن كيف يتم تنفيذ هذه العملية؟
- أولاً نحن لدينا الحملة الإعلامية العامة التى شاهدها الجميع سواء فى المعارض أو التليفزيونات المحلية والخارجية، وهذه حملة لها ميزانية، وبعد ذلك ذهبنا إلى هذه الشركات وقمنا بعقد اتفاقيات مع هذه الشركات، فمثلاً إذا كانت الشركة سوف تقوم بدفع مائة ألف دولار، أتفق معه على تقسيم هذه العملية بيننا وأطلب منه بدل دفع المائة ألف دولار أن يقوم بدفع مائتين وأنا أتحمل النصف مثلاً، وعندما خلقت هذا التعاون مع هذه الشركات، هناك دول أخرى لابد من التسويق لها أيضاً، ولكن كل الدول لم تحصل على نفس المعايير، وبالتالى هذه الشركات عندما حصلت على ميزانية من بلادها قامت بتزويدها على مصر.
ثم أكملنا بعد ذلك فى تكثيف الحملات التعريفية فى الصحافة المتخصصة، وهى ذات دور مهم فى مصر وفى الخارج أيضاً، ومن هنا بدأنا أيضاً فى تكثيف الرحلات التعريفية للصحافة المتخصصة وفى ذات الوقت قمنا بنفس الحملة مع تجار التجزئة العاملين فى شركات السياحة، وفى شركات السياحة هناك ما يسمى بتجار الجملة وتجار التجزئة، وهناك ما يسمى بمركز البيع، وهذا مهمته بيع البرامج السياحية فى مصر مثلاً.
ولكن المشكلة كانت فى أن مركز البيع ليس على دراية كافية بالأماكن السياحية الموجودة فى مصر، وليس على دراية بنوع المنتج السياحى، ولذا قمنا بإجراء دورات تدريبية، ورحلات تعريفية لهؤلاء الناس، وبالفعل بدأوا يتعرفون على مصر بصورة سليمة، بعد أن كانت المعلومات المغلوطة قد انتشرت، حتى أنه فى أمريكا فى فترة من الفترات كان الإعلام يتحدث بطريقة غير سليمة على الإطلاق عن منطقة الشرق الأوسط، وكان هناك أشخاص عديدون يتخيلون أن الأحداث الموجودة فى لبنان منها جزء كبير فى مصر.
بدأنا بعد ذلك فى تكثيف تواجدنا فى المعارض المتخصصة، وحملات العلاقات العامة، وورش العمل، وهذا التواجد جعل مصر من أكبر المقاصد السياحية بعد تركيا على مستوى العالم، حيث يتم بيعها للشركات السياحية.
هذا إلى جانب دعم الطيران العربى، بمعنى أن هناك مناطق معينة مثل طابا، مرسى علم، الأقصر، أسوان، ساحل البحر الأبيض المتوسط، والساحل الشمالى، والناس عندما تأتى إلى واحد من هذه المقاصد مثلاً وتجده «مش شغال قوى»، أول شىء تقوم به إلغاء رحلات الطيران، ولو تم إلغاء هذه الرحلات لخسرنا الكثير، حيث أن 82% من حجم السياحة التى تأتى إلى مصر، تأتى عن طريق المنافذ الجوية، والمنفذين البرى والبحرى يمثلان 18% فقط من حجم السياح القادمين إلى مصر، ولذا كان من الطبيعى الحفاظ على هذا المنفذ وعدم إلغاء رحلات الطيران على المطارات. الناس ينبغى عليها ألا تنظر تحت قدميها ولكن ينظرون إلى المستقبل، وأن نعمل للحفاظ على هذه الصناعة ولا تقول «السياح جايين جايين»، فهذا خطأ.
* صباح الخير:قد تكون هناك سلبيات خارجة عن الإرادة مثل السلوك فى الشارع؟!
- وزير السياحة: ليست سلبيات، ولكن سلوك فردى، فلو فيه واحد مش كويس مقدرش أقول إننا كلنا مش كويسين، مثل التحرش والمعاكسة والكلام، وعدم تعاون بعض الأفراد مثلاً فهذا سلوك فردى لا يجب تعميمه.
لكن من السلبيات الخطيرة لو دخل أحد السياح بازار وليس لديه دراية بالأسعار، فصاحب البازار يبدأ معه بألف جنيه، ولو باعها بخمسمائه جنيه فهو كسبان، إنما لو السائح على دراية بالأسعار، لو كان معه ثمن السلعة اشتراها أولا، ولذا فهناك حملة توعية نعمل فيها حالياً، وبعد هذه الحملة وجدنا الناس تعترض ويقولون لسنا كذلك.. ولا أحد يتحدث ولا توجد شكاوى.
ولكن هذا موجود، ولذا لابد أن يسود الاحترام، فنحن بلد يحترم فيها بعضنا البعض، ونحترم ضيوفنا، وشعبها كريم ومضياف، ولذا لا يصح أن يرى الناس هذه الثقافة بصورة أخرى لا نعرف من أين أتت، ونحن اتربينا على هذه الظروف، الست كانت تمشى فى وسط البلد ولا أحد ينظر إليها، هى مرة تعمل اللى هى عايزاه، فكل إنسان حر، ونحن فى مجتمع حر، ولكن لازم نحترم بعض.
المشكلة حالياً بدلاً من السعى إلى تغيير الصورة السيئة أصبحنا نعمل مثلها وهذا خطأ، والمفروض أن نسعى جميعاً إلى تغيير هذه الصورة، فمثلاً اليوم لو عاكس شاب فتاة وتصدى له آخر وقال له عيب، لو هذا التصدى أصبح سلوكا عاما، الجميع سوف يتعاملون معه بصورة جادة ولن يحدث تعدى وسوف تحل كل المشاكل، كما كنا قبل ذلك فلو كان واحد بيسرق فى الشارع، وشخص سرق وقال حرامى كانت الناس كلها بتجرى وراه.
ولكن اليوم لما شخص يقول حرامى تلاقى «ودن من طين وودن من عجين»، وهذا لا يصح، ولذا أقول أن التعاون هو أقصر وأسرع الطرق للنجاح، فلو نحن مجموعة نرغب فى الخير لبلدنا سوف نسعى إلى ذلك، وسوف نتمكن من حل جميع المشاكل.
السياحة تساهم بصورة كبيرة فى دخل البلد - فمثلاً 3,11% من دخل المحال من السياحة، و6,12 من إجمالى القوى العاملة فى مصر يعملون فى السياحة، بل إن كل 100 دولار تدخل البلد منها 19 دولاراً من السياحة، ونحن نسعى إلى توصيل هذه الرسائل ونقلها، لكن عندما يتعامل الأفراد مع السياح بصورة غير حسنة، فالسائح يمتنع عن تكرار الزيارة.
الإحصائيات تؤكد ذلك فمثلاً المفروض أن يأتى إلينا كل عام 800,12 مليون سائح، لدينا 50,2 مليون سائح، وهذا رقم ثابت، يأتون إلى مصر كل عام ونحن نلجأ إلى البحث عن «10» ملايين آخرين كل سنة، والمعاملة الحسنة تساهم فى ذلك، السلبيات الموجودة بتكره السائح فى البلد مثل موضوع التاكسى، وهو شكوى متكررة من كل سائح، ولكن نحن الآن نجمنا فى صعود، ونحن أصبحنا المقصد رقم اثنين على مستوى العالم، وهذا يرجع لجمال البلد، ولك أن تتخيل أنه لا يوجد أحد من ال 6 مليارات عدد سكان العالم لم يقرأ عن مصر.
مثلاً حملة التوعية التى قمنا بها فى البداية كنا نتحدث مع الناس ونوضح أهمية السياحة بالنسبة لنا، وبعدها بدأنا فى توعية الناس بأن هناك سلوكا سيئا ومن ثم ننصحهم بعدم ارتكاب هذا السلوك السيئ، وما تم تقديمه فى الحملة وما اعترضت عليه الناس جزء مخفف جداً مما يحدث، ومع ذلك لا أستطيع أن أقول إننا مش كويسين، ولكن أنا عايز أوصل الرسالة بطريقة مقبولة إلى حدما، قالوا لا، نحن مش كدا، لا فيه مشكلة.
ثم بدأنا فى المرحلة الثالثة وهى المرحلة التى نعمل عليها حالياً، وهى مرحلة خاصة بخلق جو صديق للسائح، وبدأنا بهذا المشروع فى مدارس شرم الشيخ والغردقة مع الطلاب من سن ست سنوات حتى تسع سنوات، وجنوب سيناء والبحر الأحمر، لكن هذا المشروع فى حاجة إلى عمل الأجيال والأهالى والمجتمع حتى نستطيع النجاح، وإمكانياتنا تؤهلنا لذلك فمصر لا يوجد مثلها ونحن لدينا من الموارد الطبيعية والكوادر البشرية ما يجعلنا فى مصاف بلاد العالم المستقبلة للسياحة، ولكن هذا فى حاجة إلى مجهود وعمل.
* صباح الخير:الحاجة إلى وظائف أمر ملح.. قطاع السياحة قابل لاستيعاب نسب من البطالة؟!
- وزير السياحة: ليس لدينا بطالة، ولكن لدينا بطالة مقنعة فنحن لدينا عجز رهيب جداً فى العمالة خاصة فى الفنادق السياحية، فنحن لدينا 215 ألف غرفة، ولدينا 199 ألف غرفة سياحية تحت الإنشاء، سوف يدخلون سوق العمل خلال السنوات القادمة، ونحن لدينا الموارد البشرية التى تغطى هذا الكلام، ولكنها لا ترغب فى العمل «مش عايزين يشتغلوا»، فاللى عايز يشتغل هيشتغل، أصبحنا جميعاً بهوات.. الشغل موجود.
وسوف أخبركم بشىء .. من أهم البرامج التدريبية التى أعمل فيها خلق فرص عمل للشباب، ولكنهم غير مؤهلين للعمل، ولذا اتفقت مع عدد من الفنادق الكبيرة فى مصر على تدريب هؤلاء الشباب، وقمت بدفع مرتب لهم، ودفعت تكلفة تدريبهم فى هذه الفنادق، مقابل أن يكملوا الدورة لمدة ستة شهور، ولكن الأهالى اعترضوا على ذلك، وبعدها بشهرين ترك التدريب جزء كبير من هؤلاء الشباب، وبعد أربعة أشهر، ثلاثة آلاف دخلتهم للتدريب، لم يكمل الدورة منهم سوى «1300 فرد» وتم تعيينهم وال 2700 قالوا: مش مشكلة نبقى نكمل بعد كدا، والوزير مش واخد باله، ودا اللى بيحصل، ولذا لابد أن يتم التعامل مع هذه الأشياء بواقعية.
* صباح الخير: كنت رجل أعمال وعملك فى السياحة وأصبحت وزيراً للسياحة فهل نظرتك كمستثمر يعمل فى السياحة تغيرت بعد أن أصبحت وزيراً للسياحة؟ وهل عملك فى السياحة تأثر بعد أن أصبحت وزيراً للسياحة؟
- وزير السياحة: توليت العمل بوزارة السياحة من نوفمبر 2004، أى ما يقرب من خمس سنوات ونصف، وبالتأكيد عملى بالسياحة تأثر، فأنا كنت عامل حيوى فى شركتنا والتى يديرها أهلى حالياً، وأنا حالياً لا أدخل هذه الشركة، ولا أعرف ماذا يفعل فيها أهلى ولا يهمنى ذلك، ولكن مايهمنى ألا يخالف أحد منهم القوانين أو لوائح القطاع السياحى وفى حالة المخالفة لو المستثمر أخويا هأدبحه، وهم على دراية بهذا الكلام.
والفارق بين الوزير ورجل الأعمال، كالفارق بين السماء والأرض، فعندما يكون المستثمر رجلا عاديًّا يكون لديه خيال وطموحات يسعى إلى تحقيقها ولكن عندما يدخل فى السياسة ويفكر فى مصلحة دولته، فهذا فكر مختلف تماماً وشعور مختلف أيضا خاصة عندما تنجح.
ولكن النجاح سواء عندما كنت أعمل بالسياحة أو بعد أن أصبحت وزيراً فهذا يرجع للناس العاملين معى، فعندما يكتمل فريق العمل النجاح مؤكد مليون%، لكن عندما أعمل كوزير للسياحة فى مصر، وعلى دراية بالإمكانات المتاحة، وعلى دراية أيضاً بطموحات الناس، فهذا يجبرنى على النظر لمدة عشرين أو ثلاثين أو خمسين سنة قدام، لكن المشكلة أن المستثمر مثله مثل أى شخص فى الدنيا حيث يوجد الكويس واللى مش كويس، فيه اللى يهمه مصلحة البلد وفيه من لا يهمه إلا مصلحته الشخصية.
ولكن أنا كوزير أهم شىء هو مصلحة مصر، ولذا أقول لو البلد قوية والاقتصاد قوى، والشعب قوى وهناك نمو فى الزراعة، والصناعة والخدمات فبالتأكيد سوف ينجح الجميع.
* صباح الخير: كيف تتعامل مع رجال أعمال السياحة؟!
وزير السياحة : إذا كنا اثنين إعلاميين نتحدث مع بعض سوف يوجد تفاهم، وأنا أيضاً نفس الحكاية، وأنا أعمل بالسياحة منذ عام 1979 وجميعهم يعرفوننى، كما أننى عملت كل شىء فى السياحة، ولذا لا يستطيع أحد أنه يضحك على.
سهل جداً أن تتعاقد مع أصحاب شركات هم أنفسهم على دراية بأننى أعلم كل شىء عن هذه الصناعة، فعندما يأتى أحدهم ويخبرنى بأنه سيقوم بزيادة عدد السياح من مليون سائح إلى مليون ومائة ألف مثلاً، ولكن سيكون لى نسبة على هذه المائة، لا أقبل ذلك ولكن يوجد ناس تقوم بتنفيذ هذا الكلام، ولكن نظراً لأن أصحاب هذه الشركات يعرفوننى جيداً، ولذا عندما يتحدث معى تكون محاور الحديث واضحة ولايستمر الحديث طويلاً فلا يتعدى النصف ساعة أكون قد أنهيت صفقة مثلاً بنصف مليون سائح.
بدلاً من أن أشكل لجنة واجتماعات وآتى بناس يدرسون ويشرحون لى من الذى سينزل إلى شرم ومن الذى سيذهب إلى الغردقة أو مرسى علم.
* صباح الخير: معظم بلاد العالم حالياً بدأت تخرج عن السياحة التقليدية وتقدم سياحات أخرى بديلة كالسياحة البيئية مثلا، فهل مع كل وزير جديد يوجد تخصص جديد؟
وزير السياحة: تنوع المنتج السياحى كثير جداً، ومع ذلك فالسياحة الثقافية والأثرية لم تنخفض، ولكن المناطق الاستيعابية لهذا النوع من السياحة كالأقصر وأسوان لم تزد عما كانت عليه، ولكن الحركة زادت عليها خاصة القادمين من السياحة الشاطئية، وأنا أتمنى أن تبقى الأقصر وأسوان كما هما فما يهمنى أن من يذهب إليهما من الأشخاص المتميزين الراغبين فى مشاهدة الآثار لذاتها وللتعلم من حضارة الفراعنة وليس للمنظرة، ومع ذلك ينبغى علينا أيضاً أن نعمل على رفع كفاءة المنتج السياحى لدينا كى يدفع السياح مقابل ما يتلقونه من خدمة سياحية متميزة لكن لو رفعت الأسعار دون مقابل، فهذا حتما سيؤثر على العملية السياحية كما حدث فى القاهرة فى السنوات الأخيرة حيث قرر أصحاب الشركات رفع أسعار الخدمة 30 أو 40% لكن ما هى الخدمة الجديدة «مفيش».
فالتاكسى كما هو والخدمات كما هى، وهذا يؤثر على سوق السياحة، ولذا أقول أن التنوع فى المنتج السياحى موجود فنحن لدينا حالياً السياحة الأثرية، وبعدها سياحة الشواطئ ثم سياحة الصحراء، والاستشفاء وسياحة المعارض، والأجازات وغيرها.
ولست أنا كوزير من يقوم بإدخال مثل هذه الأنواع ولكن القنوات الطبيعية هى التى تساهم فى ذلك بل تساعد فى فتح الطريق أمام هذا المنتج الجديد، وليس سياسة وزير فعندما نفكر فى تقديم أى منتج جديد خاصة المنتجات المتخصصة كسياحة الاستشفاء نضع لها معايير دولية، ونسير عليها، لدينا سياحة الواحات، وسياحة العيون، ولكن ليس من السهل أن تفتح السوق أمام منتج جديد فى يوم وليلة، ولكن الأمر يحتاج إلى دراسة لأن الهرولة مش كويسة.
* صباح الخير: كيف يشعر المواطن البسيط بهذه الإنجازات بشكل مباشر؟
- وزير السياحة: الإنجازات موجودة وعندما تجد الرواج قد عم على جميع العاملين فى القطاعات المتعلقة بالقطاع السياحى هذا ما ينبغى أن يشعر به المواطن المصرى. وعلى سبيل المثال بعد الحادث الإرهابى عام 1997، وخلال حرب الخليج عام 1990 توقف العديد من الأنشطة السياحية بسبب هذه الأحداث، حتى إنه أيام حرب الخليج ماتت الدواجن، وتم تدمير أعداد كبيرة من البيض، والألبان كانت ترمى فى المصارف لعدم وجود أماكن لتخزين هذه المنتجات.
ولو السياحة كانت شغالة ما تم إهدار هذه المنتجات، وأيضاً المزارع سيشعر بذلك الرواج عندما يتم تسويق منتجاته بصورة جيدة، ولك أن تتخيل أنه فى أحد الأعوام تم بيع كيلو الطماطم بربع جنيه فالمزارعون كانوا بيرموها لأنها بذلك لن تحقق له أى مكاسب، والسبب وراء ذلك أن السياحة لم تقم فى هذه الفترة بسحب كميات وفيرة من الطماطم، وهذا ما ينبغى أن يشعر به المواطن.
* صباح الخير:شركات السياحة الدينية.. والمأساة.. فى شكاوى المعتمرين والحجاج التى لاتنقطع من التعرض لسوء المعاملة وأحياناً «النصب».. ماهى الضمانات وكيف يحصل المعتمر أو الحاج على حقه؟!
- وزير السياحة: بالنسبة للشركات لا أستطيع تطبيق النظام العالمى الموجود حالياً، وعندما أقول أنا فى حاجة إلى خطاب ضمان، خطاب الضمان يقوم بدفع 20% من رأس المال، فلو كانت الشركة متعاقدة مع مجموعة من المعتمرين، وقامت بتحصيل 120 ألف جنيه من هؤلاء المعتمرين، ما أقوم أنا بتحصيله هو 20 ألف جنيه قيمة الضمان فهذا أمر غير موضوعى ولا مقبول ولكن فى الخارج وضعوا شيئاً اسمه تأمين قيمته 50,1% من إجمالى حجم التعاملات، وعندما توليت العمل فى الوزارة طلبت رفع الحد الأدنى لخطاب الضمان على أن تكون قيمته 200 ألف جنيه كحد أقصى ولايوجد حد أدنى، ورأس المال لايقل عن 2 مليون جنيه وعندما أتعامل مع هذا الكم من البشرمن المعتمرين والحجاج وهذا الكم من الأموال يجب أن أضمن مصالحهم.
شىء بسيط جداً أن أقوم بطلب معتمرين والإعلان عن عمرة بثلاثة آلاف جنيه، أجمع ألف شخص وألم 3 ملايين جنيه ولا ألتزم بأى اتفاق فلا شىء يجبرنى هذا لايصح ولكن ينبغى أن يكون هناك قوانين منظمة لهذه العمليات لكن هل الشركات زادت؟ لا.عدد الموافقات التى خرجت لهذه الشركات كثيرة لكن من قام بالتنفيذ عدد بسيط، ولذا فالتوجه الحالى هو تنمية هذه الشركات مستقبلاً، فاليوم الشركات العاملة فى مجال السياحة الدينية هم تقريباً ألف شركة وهذا عدد كبير جدا.
وإنما من يعمل جيداً هو الذى سيستمر، ومن يتلاعب سوف تغلق شركته، وقرار الإغلاق ليس فيه ظلم لأحد، ولكن حتى يلتزم الجميع خاصة أن بعض الشركات أخذت بعض المعتمرين المصريين وأساءت إليهم فهم أشخاص وضعوا تحويشة العمر فى هذه العمرة، وأقنعهم السماسرة بالتخلف هناك لأداء الحج.
* صباح الخير: المرشد الصامت وفرق الأسعار.. أين منها وزارة السياحة؟!
وزير السياحة: أنا أطلب من نقيب المرشدين بدلاً من النظر إلى دعاية انتخابية أن يعمل علي زيادة كفاءة المرشدين فنحن كان لدينا ثلاثة آلاف مرشد سياحى كانوا فخرًا لمصر لكن اليوم لدينا أكثر من ثلاثة عشر ألف مرشد ولكنهم لايملكون اللغة ولا المعلومة، ولكن غير الكفء لايعمل مطلقاً، والمرشد الصامت ليس مرشداً وله أن يمتنع عن هذا العمل إنما المرشد موجود والتصاريح تستخرج فى أضيق الحدود ولكن طالما نحن مقبلون على انتخابات سوف تجد التصاريح لمزاولة المهنة كثيرة.
حرق الأسعار حاجة مخجلة وعملنا كوزارة تنظيم العمل وسن القوانين والضوابط وعمل لجان للمراقبة للحفاظ على سمعة البلد وليست مهمتنا إدارة العمل إنما نحن كان لدينا ثمانية عشر ألف غرفة وأصبح لدينا (215) ألف غرفة، وقريباً سينضم إلينا «199» ألف غرفة، ولايوجد مكسب، إنما اتضح أن هناك تدنيا فى الخدمات وحرقا للأسعار.
ونحن اليوم قمنا بوضع معايير وقمنا بعمل تقييم لجميع الفنادق.. أن من يوجد لديه تدن فى الخدمة سوف يعاقب لأن هذه سمعة البلد، ولكن فى النهاية الدور القوى للوزارة يتمثل فى تنظيم آلية التعامل مع حرق الأسعار.
* صباح الخير :سيادة الوزير وأنت قادم إلينا اضطررت لترك سيارتك وجئتنا سيرا على الأقدام بسبب «الزحمة» هل تؤثر «زحمة» المرور على السياحة؟!
- وزير السياحة: الزحمة الموجودة فى الشوارع غير طبيعية، وفى أوقات كثيرة يكون لدى مواعيد مع بعض الشخصيات الهامة فى جهات الدولة المختلفة، والمرور لا يكون عاملا مساعدا فى مثل هذه الظروف، وكذلك الحال بالنسبة للسياحة، خاصة سياحة اليوم الواحد، وزحمة المرور تكون عاملا رئيسيَّا فى ضياع اليوم السياحى، فمثلاً عندما يأتى السائح من شرم الشيخ والغردقة فى الثالثة صباحاً ويصل إلى القاهرة فى التاسعة، وحتى يستعد للذهاب إلى المقاصد الأثرية التى يقصدها، لو حدثت مشكلة فى المرور، ضاع اليوم السياحى، لأن النهار قصير جداً، وبالتالى فأزمة المرور تساعد فى فقدان جزء كبير من الرحلة، وهذه من أهم السلبيات التى تؤثر على عملية السياحة فى مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.