أعلن الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك أنه ضخ 50 مليار دولار في القطاع المصرفي لاحتواء الأزمة المالية الأمريكية ،موضحا أنه مستعد لبذل المزيد في حال اقتضى الوضع ذلك. وأوضح على موقعه الإلكتروني أنه لبى الجزء الأكبر من الطلبات التي كان يبلغ مجموعها 63.25 مليار دولار. وغطى الاحتياطي الفيدرالي بنيويورك كل الطلبات (28.8 مليار دولار) التي كانت مضمونة بسندات ترتكز على ديون عقارية التي أصبح من الصعب تحويلها الى سيولة. وكان الاحتياطي الفدرالي في نيويورك أعلن قبيل ذلك إنه سيقوم بعملية ضخمة لإعادة تمويل ليوم واحد لم تكن مدرجة أصلا في برنامجه، مؤكدا استعداده القيام بالمزيد من عمليات إعادة التمويل خلال اليوم. وكان العديد من المصارف المركزية الأجنبية قام بعمليات ضخ سيولة في القطاع المصرفي لتبديد القلق الناجم عن إعلان بنك الأعمال "ليمان براذرز" إفلاسه، وشراء "ميريل لينش" والصعوبات المتعاظمة التي تعاني منها شركة التأمين العملاقة "ايه آي جي". وتأتي عملية الاحتياطي الفدرالي في نيويورك لتضاف الى تلك التي كانت مقررة هذا الثلاثاء وقيمتها 20 مليار دولار على مدى 28 يوما. وكان بنك "ليمان براذرز"-رابع أكبر بنك بالولايات المتحدة- اشهر إفلاسه الاثنين عقب فشل الجهود المبذولة لإنقاذه، وطلب البنك الحماية من الدائنين بموجب قانون الإفلاس بعدما حاول تمويل أصول أكثر مما ينبغي محفوفة بالمخاطر برأسمال أقل مما يجب ليصبح أبرز وأكبر ضحية للأزمة الائتمانية العالمية. وليمان هو أكبر بنك استثمار يتعرض للانهيار منذ عام 1990 عندما طلب بنك "دريكسل بيرنهام" إشهار الإفلاس وسط انهيار سوق السندات عالية المخاطر. وتأتي دعوى الإفلاس لتضع النهاية لشركة عمرها 158 عاما، نجحت خلال هذه الأعوام في تجاوز حربين عالميتين والأزمة المالية الاسيوية وانهيار صندوق التحوط طويل الأجل كابيتال مانجمنت بينما لم تفلح في تجاوز أزمة الائتمان العالمية. (أ ف ب)