هناك خفايا وهناك اسرار مذهلة كلها تدور حول المسواك.. مما يؤكد حرص سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على الحث على استخدام المسواك لدى المسلمين حتى بات مسواك الفم سُنّة مؤكدة لتوارد الاقوال والافعال من الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) على اهمية استخدامه لجسم الانسان في اكثر من 100 حديث صحيح.. ومنها مثلا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''لولا ان اشق على امتي او على الناس لامرتهم بالسواك مع كل صلاة'' وفي قول آخر.. مع الوضوء. وعن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ''تسوكوا فان السواك مطهرة للفم ومرضاة للرب''. هذا وفي عصرنا الحاضر فقد جاء في تقرير منظمة الصحة العالمية والذي يهتم بقواعد صحة الفم العامة ونظافة الاسنان حيث انه في عام (2000) قد اقر بأن أعواد السواك المختلفة تلعب دورا مهما واساسيا في تحسين صحة ونظافة الفم.. فقد اوصى بضرورة الاسراع في اجراء الابحاث العلمية الخاصة لتبيان تأثير لاستخدام مثل هذه الاعواد على صحة الاسنان. وهذا وقد اثبتت الابحاث وجود ما لا يقل عن 182 نبتة او شجيرة مختلفة تستخدم اعوادها لتحضير المسواك موجودة في قارة افريقيا بشكل كبير جدا ومن اشهرها شجرة (الأراك) وتتواجد ايضا هذه النباتات في الهند وماليزيا وباكستان وايران والعراق والسعودية ومصر وموريتانيا ودول افريقية اخرى. ومن الدراسات الميدانية تلك التي عُملت على مجموعات من البدو في نيجيريا حيث يذكر الدكتور (مشاري بن فرج العتيبي) استشاري طب الاسنان في السويد والسعودية قد اوضحت نتائجها ان تسوسات الاسنان وامراض اللثة والانسجة ما حول السنية المتقدمة كانت نادرة الحدوث في اولئك الذين يستخدمون اعواد السواك والتي تقل عمارهم عن الخمسين.. وفي السعودية اكد الباحثون انه لا توجد فروقات مهمة بين مستخدمي المسوال ومستخدمي فرشاة الاسنان فيما يخص ازالة طبقة اللويحة السنية وصحة اللثة ونزيفها الدموي من خلال المقاييس المعترف بها عالميا. وتذكر اخصائية التغذية نائلة إنعيم في بحث لها حول المسواك وشهر رمضان حيث تقول: ''لقد علم الرسول الكريم امته ما يُستحب لهم في الصيام وما يكره لهم ولم يجعل السواك من القسم المكره، وهو يعلم انهم يفعلونه، وقد حضهم عليه بأبلغ الفاظ العموم والشمول، وهم يشاهدونه يستاك وهو صائم مرات كثيرة ويعلم انهم يقتدون به، ولم يقل لهم يوما ''لا تستاكوا بعد الزوال وتأخير البيان عن وقت الحاجة ممتنع'' والله اعلم والسواك يستحب للمفطر والصائم في كل وقت لعموم الاحاديث فيه، ولحاجة الصائم اليه، ولانه مرضاة للرب، ومرضاة مطلوبة في الصوم اشد من طلبها في الفطر، ولانه مطهر للفم، والطهور للصائم من افضل اعماله. وفي السنن عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: ''رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما لا احصي يستاك وهو صائم''. وقال البخاري: قال ابن عمر ''يستاك اول النهار وآخره''. واجمع الناس على ان الصائم يتمضمض وجوبا واستحبابا، والمضمضة ابلغ من السواك، وليس لله غرض في التقرب اليه بالرائحة الكريهة. ولا هي من جنس ما شرع التعبد به، وانما ذكر طيب الخلوف عند الله يوم القيامة حثا منه على الصوم، لا حثاً على ابقاء الرائحة بل الصائم احوج الى السواك من المفطر، ورضوان اله اكبر من استطابته لخلوف فم الصائم ومحبته للسواك اعظم من محبته لبقاء خلوف فم الصائم. اما عن فوائد السواك في الطب الاسلامي بشكل عام فان العالم ابن قيم الجوزية يقول في السواك :انه يُطيب الفم، ويقوي اللثة ويقطع البلغم ويجلو البصر ويمنع حدوث تسوس الاسنان، ويصح المعدة، ويُصفي الصوت، ويعين على هضم الطعام، ويسهل مجارب الكلام، وينشط القراءة والذكر والصلاة''. اما الفقيه المعروف (ابو حنيفة) فيقول: المسواك يفصح الكلام ويطلق اللسان ويطيب النكهة ويشهي الطعام وينقي الدماغ. وعن ابي حنيفة ايضا: ''عشر خصال في السواك: يطيب الفم ويشد اللثة ويذيب البلغم، ويذهب الحفر ويفتح المعدة ويوافق السُّنة ويرضي الرب، ويزيد في الحسنات ويفرح الملائكة''. وهكذا فان السواك او المسواك يحتوي على نسبة عالية من الكلوريد والفلورايد الواقي من تسوس الاسنان السيليكا والكبريت وفيتامين (ج) وبه مواد راتنجية عطرية مقوية للثة ومواد اخرى تقاوم نمو البكتيريا ومواد تزيد من بياض الاسنان. وحرص الطب الاسلامي على صحة الفرد بشكل عام، وعلى صحة اسنانه ونظافتها بشكل خاص وورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم مجموعة من الاحاديث في طرق العناية بالفم والاسنان ووسائل طب الاسنان الوقائي حتى غدت عناية المسلم بصحة اسنانة ونظافتها عادة يومية، وذلك منذ اربعة عشر قرنا من الزمان وحتى الان. فقد فرض الدين الاسلامي علينا الوضوء قبل كل صلاة وسن الرسول المضمضة ثلاث مرات في كل وضوء لتزول رواسب الاطعمة وما خلفته من بقايا صغيرة جدا. والان في محلات باعة العطور قرب المسجد الحسيني وسوق البخارية نجد الاصناف والاشكال العديدة للمسواك العادي ومنه ما هو بنكهات خاصة بالنعنع والليمون والعطرية والفروالة. ماهو السواك جذور نبات الأراك عبارة عن ألياف ناعمة كثيفة كالفرشاة المجففة. وقبل استعمالها يتم قطع رأس قطعة المسواك بسكين حادة ثم يهرس بالأسنان حتى تظهر الألياف وقد يغمس أحياناً رأسه في الماء لترطيبه وحينئذ يستعمل كفرشاة لفرك الأسنان. ويستعمل حتى تضعف الألياف ثم يقطع الجزء المستعمل ويستعمل جزء جديد منه وهكذا. ادخل الأراك في مستحضرات معاجين الأسنان وهكذا يتضح ان للسواك فوائد صحية للفم تفوق ما استحدث من أدوات وأدوية تستعمل في نظافة الفم . ومنها انه يطيب الفم ويطهره ويعالج اللثة وينقيها من الفضلات ويذهب البلغم ويقوي المعدة ويحسن الهضم ويخرج البلغم ومفيد لآلام الظهر، بالاضافة الى كونه من السنن ومنبعا للحسنات. طريقة الاختبار ولكي يختبر الانسان صلاحية جذور السواك للاستعمال عليه أن يمضغه في الفم مع اللعاب؛ فاذا شعر بلسعة أو بطعم لاسع فهذا دليل على أن المادة الفعّالة موجودة، وأن تخزينها تمّ في مكان معرض للشمس أو في جو جاف بعيدا عن الرطوبة حتى لا يفقد السواك فاعليته. محتوياته الكيميائية تحتوي جذور الأراك على مركب سلفارورين وتراي ميثايل أمين ونسبة عالية من الكلوريد والفلوريد والسيليكا، كبريت وفيتامين ج وكميات قليلة من الصابونين والعفص والفلافونيدات كما يحتوي على كميات كبيرة من السيتوسترول ومن المواد الراتنجية ومواد أخرى. فعاليته ثبت علمياً ان للمسواك تأثيرا على وقف نمو البكتيريا بالفم وذلك بسبب احتوائه على مادة الكبريت. كما ثبت أيضا ان مادة التراميثايل امين من العوامل المهمة في تخفيض فرصة نمو الجراثيم، وبالتالي منع تكوّن الرواسب الجيرية. - يحتوي على فيتامين ج ومادة السيتوستيرول المهمتين في تقوية الشعيرات الدموية المغذية للثة، علاوة على أهمية فيتامين ج في حماية اللثة من الالتهابات. - أفضل علاج وقائي لتسوس الأسنان عند الأطفال والكبار معا، لاحتوائه على مادة الفلورايد. -كما يزيل الصبغ والبقع لاحتوائه على مادة «الكلور». - يعمل على تبييض الأسنان لما به من مادة «السليكاز» الحامية للأسنان من البكتيريا لاحتوائه على مادة «الكبريت». - يفيد في التئام الجروح، وشقوق اللثة، ويساعد على نموها نموا سليما؛ لأنه يحتوي على مادة «تراي مثيل أمين» وفيتامين (ج). - اذا جفف وسحق وسف مع الماء.أو تناول على شكل منقوع فيفيد في قتل أنواع من البكتيريا في الأمعاء، وادرار البول ومنقي المثانة ومضاد للاسهال. - بينت الأبحاث أن فاعلية السواك تستمر لمدة 6- 8 ساعات من استعماله، بعكس المعجون العادي الذي لا تستمر فاعليته سوى ساعتين فقط، ثم يبدأ ظهور البكتيريا مرة أخرى بالفم.