أحتفل العالم مؤخرا بتخصيص يوم لغسل اليدين للوقاية من الأمراض..وكعادتنا نقف مبهورين بكل ما هو جديد.. وإن كان في الحقيقة ليس بجديد. فلو عرف العالم تعاليم الإسلام ما احتاجوا للاحتفال بهذا اليوم.. فالإسلام دين النظافة والتزين بلا إسراف ولا خيلاء.. الإسلام يدعو لأهمية النظافة في الوقاية من الأمراض قبل أن يعرف العالم أهمية غسل اليدين بأكثر من14 قرنا, فالإسلام يجعل كل يوم في حياة المسلم يوما للنظافة, وليس لغسل اليدين فقط.. فالمسلم حريص علي الوضوء للصلاة عدة مرات في اليوم ليزيل الأوساخ ليقف أمام ربه نظيفا طاهر البدن, كما يحرص علي الاغتسال كل جمعه, وغيرها من الأشياء التي تساعد علي نظافة الظاهر والباطن, وفي هذا التحقيق سنتعرف علي الضوابط التي وضعها الإسلام للحفاظ علي نظافة المسلم ووقايته من الأمراض. في البداية يقول الشيخ عماد مالك إمام وخطيب بالأوقاف: إن صحة الأجسام وجمالها ونضرتها من الأمور التي وجه الإسلام إليها عناية فائقة واعتبرها من صميم رسالته.. فالنظافة خلق يلازم المرء المسلم في حياته كلها.. في البيت, والعمل, والشارع, والمواصلات, وفي كل مكان يذهب إليه, فالنظافة عنوان المسلم وسلوك حياته, ولذلك نجد أن الإسلام كرم البدن فجعل طهارته أساسا لابد منه لكل صلاة.. فالمسلم يحافظ علي الصلوات الخمس.. وبذلك يحافظ علي نظافة بدنه خمس مرات في اليوم والليلة, قال تعالي:( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلي الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلي المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلي الكعبين), والوضوء يجعل المسلم دائما بعيدا عن الأوساخ والأدران, وكان النبي صلي الله عليه وسلم لا يكتفي بتمرير الماء علي جسده وإنما يقوم بتدليك ذراعيه, كما أمر النبي صلي الله عليه وسلم بتخليل الأصابع لقوله صلي الله عليه وسلم:( إذا توضأت فخلل أصابع يديك ورجليك), ليزيل الجراثيم التي قد تكون عالقة بين أصابع اليد أو أصابع الرجل كما يجب أن يبالغ المسلم في غسل الأنف والاستنثار ليزيل الجراثيم العالقة بالأنف, وبذلك يصل المؤمن إلي درجة عالية من الطهارة والنقاء والوقاية من الأمراض ويكون صحيح الجسد معافي البدن. ويضيف: للمبالغة في النظافة والطهارة فقد سن النبي صلي الله عليه وسلم أن يغسل المرء يديه ثلاثا حينما يستيقظ من نومه لئلا يوذي نفسه, فربما تكون يده قد حملت بعض الجراثيم وهو لا يدري قال صلي الله عليه وسلم:( إذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يدخلها في وضوء, فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده), كما أن المسلم مطالب بالاغتسال كل جمعة كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:( حق علي كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يوما, يغسل فيه رأسه وجسده), وأن يتطيب وينظف فمه بالسواك ويقص أظافره ويأخذ شعر أبطيه وعانته لأن هذه سنن الفطرة وأوضح أنه يستحب للمسلم غسل اليدين بعد الطعام لقول النبي صلي الله عليه وسلم:( من نام وفي يده غمر ولم يغسله فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه),(غمر أي الدسم من اللحم). وأشار إلي أن النبي صلي الله عليه وسلم أوصي باستعمال السواك فقال صلي الله عليه وسلم:( لولا أن أشق علي أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة), والذي يلحظ أمراض الفم واللثة الكثيرة يجد أنها نتيجة للإهمال في غسل الأسنان, واستعمال السواك يعمل علي إزالة بقايا الطعام المتراكمة بين الأسنان ويقضي علي البكتريا العالقة بها, وبذلك يحافظ الإنسان علي أسنانه نظيفة وخالية من الأمراض. ومن جانبه اعتبر الدكتور محمد عبد رب النبي حسنين من علماء الجمعية الشرعية أن نظافة الثياب لا تقل أهمية عن نظافة الجسم وقال: المسلم يجب أن يكون حسن المظهر نظيف الثياب.. فعن جابر قال:( أتانا رسول الله صلي الله عليه و سلم زائرا في منزلنا فرأي رجلا شعثا أي تلبد شعره فقال:' أما كان هذا يجد ما يسكن به شعره' ورأي رجلا عليه ثياب وسخة فقال:' أما كان هذا يجد ما يغسل به ثوبه). ويضيف: حسن المظهر مطلب شرعي وسمة من سمات المسلم بشرط أن يقصد بذلك ابتغاء مرضات الله لا رياء ولا سمعة فقال تعالي:( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد).. فنظافة الظاهر من حسن الثياب ونظافة الوجه وحسن السمت وتمشيط الشعر سنة نبوية مع وجود الضوابط النبوية كما قال النبي صلي الله عليه وسلم' من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة'. فإذا كانت الزينة ابتغاء مرضات الله فهي محمودة شرعا بشروطها.