تسبب ظهور كلا من أنفلونزا الخنازير والطيور بوقت زمنى واحد في إصابة الأسر بالذعر والفزع وخاصة مع سهولة انتقال المرض وتشابه أعراضه مع نزلات البرد العادية وبالرغم من الجهود المبذولة للحد والتخلص من هذه الفيروسات القاتلة يؤكد الأطباء أن النظافة هي السلاح الأول للوقاية من الإصابة بتلك الفيروسات وهو مااكد عليه ديننا الحنيف منذ اكثر من 14 قرنا من الزمان ورغم ذلك نلاحظ انتشار العديد من السلوكيات السيئة التي تتنافي وابسط قواعد النظافة وهو مايعني اننا نضيع فريضة من فرائض الاسلام وهي النظافة فالرسول صلي الله عليه وسلم قال – النظافة من الايمان - والنظافة هى العنوان الظاهر لحضارة ورقى الامة والدولة وما ابتلينا به فى هذه الايام من مظهر سئ لبعض بلادنا قد أدى الى سوء سمعتنا وكيف ذلك والنظافة من القيم الجميلة لديننا الحنيف وعنوان لجماله وذوق أهلة قال صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده ويبغض البؤس والتباؤس وقال تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)الاحزاب.وقوله عز وجل: (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) البقرة. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنها قال : ”أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى رجلاً شعثاً قد تفرق شعره فقال : أما كان هذا يجد ما يسكن به شعره ؟ ”. ورأى رجلاً آخر وعليه ثياب وسخة فقال : ” أما كان هذا يجد ما يغسل به ثوبه". والمسلم يلبس الثوب النظيف ويتخذه من نوع يتلاءم مع إمكانياته وسعته، ولا يجوز له أن يتخذ من ثيابه مجالاً للخيلاء والكبر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر، فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً، فقال : إن الله جميل يحب الجمال، الكبِر بطر الحق وغمط الناس رواه مسلم “ وقد ورد أن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يتسخ له ثوب وقد حكم الإسلام بأن طهارة ثياب المصلي كطهارة بدنه شرط في صحة صلاته قال تعالى : ” وثيابك فطَّهر “ سورة المدثرهذا وقد رغب الإسلام من المسلم أن يكون ثوب صلاته مع الجماعة غير ثوب عمله، حرصاً على تمام النظافة وحسن المظهر واللقاء، وسنَّ للمقتدر أن يكون له ثوباً عمل وثوب صلاة ليوم الجمعة يلبس النظيف منهما. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما على أحدكم إن وجد أو ما على أحدكم إن وجدتم أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبي مهنته والمكان الطيب الطاهر النظيف من عوامل انشراح النفس ومن اسباب الاكتئاب وخبث النفس قذارة المكان كما أنها شرط لصحة الصلاة وشرط لاقامة بيت الله قال تعالى: (وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ). وروى الترمذى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ”إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم “وقد امر رسول الله صلى الله عليه وسلم بنظافة المسجد ودفن النجاسات وما يلحق به أذى وبما أن الارض جعلت مسجدا وطهورا فقد أصبحت طهارتها لازمة قال صلى الله عليه وسلم (البصاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها ) رواه البخارى ومسلم. ومن نظافة المكان خلع الأحذية وتنظيفه من الحشرات وتعطيره دائما وتنظيف اماكن قضاء الحاجة والاعتناء بنظافتها .ونظافة الطريق دليل على رقى أهل البلد وتعرف سمات المجتمع الخلقية من نظافة الطريق فهى ابهج للنفس وانقى للنسيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بعض وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله وإدناها إماطة الإذى عن الطريق، والحياء شبعة من الإيمان “ رواه مسلم. وقال : ” بينما رجل يمشي بطريق وجد غُصن شوك على الطريق فأخَّره، فشكر الله له فغفر له". ويختلف الإسلام عن غيره من الأديان في أنه جاء للدين والدنيا معاً. وأنه لم يأت فقط لتعليم الناس شئون الآخرة ولكنه أيضاً جاء لإقامة مجتمع مثالي على ظهر الأرض فانزل من السماء مباشرة كافة التعاليم لإدارة شئون هذا المجتمع فمنها تعاليم فى نظام الحكم وأخرى فى العلاقات الاجتماعية وأخرى فى النظام الاقتصادي وأخرى فى النظام الصحي... اما الهدف من هذه التعاليم الصحية... فهو خلق المجتمع الصحي المنيع ضد الأمراض سواء منها المتوطنة أو الوافدة... وخلق الفرد السليم البدن والعقل... القادر على فهم الرسالة... وعلى تنفيذها..ثم على حملها وأدائها إلى البشرية كلها . ولقد أمر الإسلام بالنظافة واعتبرها من الإيمان فنص على نظافة الناس في أجسامهم وملابسهم وعاداتهم... وعلى نظافة الشوارع والبيوت ونظافة الطعام والشراب ونظافة الشواطئ وموارد المياه وبفضل مبدأ النظافة العامة الذي جاء به الإسلام... والذي إذا طبق في مجتمع القرن الحادي والعشرين تطبيقاً سليما... نستطيع أن نقضي على أمراض النزلات المعوية... وأمراض التسمم الغذائي وأن نقضي على الحشرات الضارة كالذباب والصراصير وغيرها.