60% من الأسر المصرية تعاني حاليا من تواكب ثلاث مناسبات مرة واحدة مع بعضهما البعض حتي اطلقوا عليها اسم مثلث الرعب وهي شهر رمضان...موسم دخول المدارس والعيد لأنه بلا ادني شك سيثقل كاهل غالبية الأسر المصرية خاصة مع ارتفاع أسعار كافة أنواع السلع والمنتجات الرئيسية. هذا ورفض الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن يكشف عن حجم إنفاق الأسرة المصرية خلال المناسبات المختلفة ومنها شهر رمضان والأعياد والذي يتردد أنه بالمليارات منها56.1 مليار للأكل والشرب. وذلك لأن هناك بحث ميداني يتم كل خمس سنوات عن حجم الأنفاق وبدء فقط من شهر إبريل الماضي وبالتالي لايمكن القياس علي شيء. ولكن المعلومات تشير إلي أنه في شهر رمضان يتم إنفاق66% من ميزانية الأسرة المصرية علي بند الطعام والشراب فقط منها150 مليون دولار للياميش والفوانيس المستوردة من الصين, ثم يأتي العيد الذي يلتهم66 ألف طن من الكحك بتكلفة لا تقل عن650 مليون جنيه تتضاعف هذا العام بفضل زيادة أسعار الدقيق والمسلي والزيوت والسكر بشكل جنوني. من جانبها اوضحت د. عفاف عزت رفلة المدرس بقسم الأقتصاد المنزلي بكلية التربية النوعية جامعة الفيوم ان حل الأزمة المؤقت يكمن في تحديد الأسر المصرية لأولوياتها وتركيزها علي الحد الأدني من المواد الغذائية المطلوبة والتقليل من الياميش والأهم هو الشراء حسب الدخل دون إسراف. وتري أن التكافل الاجتماعي عامل مهم أيضا في علاج هذه الأزمة لرفع العبء عن الفقراء ومعدومي الدخل خاصة مع دعوة الاسلام الي الوسطية والاعتدال في الانفاق وعدم التبذير والاسراف واعتبار ذلك قضية اجتماعية عامة. ولعل من ابرز الصور التي توضح مدي التبذير خلال الشهر الكريم استخدام المصريين للمحمول حيث كشف جهاز تنظيم الاتصالات في مصر أن المصريين ينفقون حوالي12 مليون جنيه علي40 مليون رسالة تهنئة يتبادلونها خلال شهر رمضان. المطلوبة تقريبا للقضاء علي مشكلة البطالة. وعن الطريقة الصحيحة لتناول الطعام اكدت د. ليلي قطب رئيس قسم العقيدة بكلية الدراسات الأسلامية انة لا يوجد أفضل من المنهج القرآني, فالله عز وجل يأمرنا بألا نسرف في تناول الطعام:يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ويقول الله تبارك وتعالي:_ وآت ذا القربي حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين. وتضيف: إن الآيتين الكريمتين مدلولهما أن الإسراف لا يحبه الله, ورمضان ليس شهر أكل وشرب ولكنه شهر عبادة وإنابة, كما يقول الرسول عليه الصلاة والسلام:' بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه', وينصح المتخصصون باتباع المنهج النبوي في طريقة تناول الطعام وهو ما يتبعه علماء التغذية في الغرب الآن; فقد ثبت أن كثرة الأكل وملء المعدة بالطعام يجعلها تتمدد فتضغط علي الحجاب الحاجز الفاصل بين الجهازين الهضمي والتنفسي و بالتالي تثقل النفوس عن أداء العبادات. واضافت أنه لو كان هؤلاء متأدبين بآداب الدين لاقتصروا علي المعتاد المعروف من طعامهم وشرابهم, وأنفقوا الزائد في طرق البر والإحسان التي تناسب رمضان; من إطعام الفقراء واليتامي ونختتم بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:( من كثر أكله لم يجد لذكر الله لذة).