أغلقت بوابات قصر نيفرلاند هذا الأسبوع . كان القصر أو الضيعة الأعجوبة بالأحرى مهجورا وقبله بزمان حديقة الحيوان الخاصة بداخله. وبينما يستعد ملك البوب السابق للاحتفال ببلوغه الخمسين بعد غد الجمعة فقد بدا أن الضيعة التي شيدها وزودها بكل مباهج الطفولة خاوية على عروشها ويتطابق وضعها تماما مع متاعبه المالية والقانونية ولتقف شاهدة على السقوط الغريب لهذا النجم . كانت الضيعة والقصر المسحور إن شئنا القول ملاذا لجاكسون - مكانا يستطيع فيه أن يلهو مع أطفال في مثل سنه عندما صار مغنيا محترفا وهو في الحادية عشرة من عمره بدا أن الهدف هو تعويض هذه الطفولة الضائعة. لكن جاءت الريح بما لا تشتهي السفن. فقد اتهم في حالتين بالتحرش الجنسي بالأطفال في نيفرلاند عامي 1993 و2003 . وعلى الرغم من أنه سوى القضية الأولى دون اعتراف باقتراف أي ذنب وتمت تبرئته في الثانية من كافة ما نسب اليه بعد محاكمة حظيت بتغطية إعلامية مكثفة فإن المحنتين دمرتا نفسيته الهشة بالفعل وحولته إلى مسخ. لذا لم تكن ثمة احتفالات في القصر ولا حفلات موسيقية خارجة في استادات رياضية على نحو ما حدث مع مادونا ملكة البوب التي بلغت الخمسين قبل جاكسون بثلاثة عشر يوما وقامت بجولة عالمية. ومثل مادونا قلب جاكسون عالم البوب في الثمانينات رأسا على عقب وباع أكثر من 100 مليون نسخة من البوم " ثريللر" عام 1982 وقدم حركات جديدة في الرقص وأصوات جديدة كذلك ومستوى جديد من النجومية. وبرر جاكسون ما تعرض له من مشكلات بكونه وصل عالم النجومية وهو طفل صغير. وبينما كان جاكسون يعد ذات يوم أفضل راقص في عالم الترفيه فإن أحدث صورة عامة له أظهرته وقد جلس على كرسي للمقعدين في جولة تسوق في لاس فيجاس مع أولاده الثلاث .. برنس 1 / 11 عاما / و برنس 2 / 6 أعوام / و ابنته باريس / 10 أعوام / . وكان يرتدي خفا وبيجامة وقناع الوجه الذي لا يفارقه والذي يرتديه إما للحماية من التلوث أو لإخفاء الضرر الذي لحق بوجهه بسب إسرافه في جراحات التجميل. وتروج منذ أعوام أحاديث عن عودته بينما يئن تحت وطأة الديون. وتلمح أقوى الشائعات إلي سلسلة من الحفلات الموسيقية في لاس فيجاس. كما تروج تقارير عن إقامة كازينو ومشروع للترفيه يحمل اسم أشهر البوماته ثريللر . لكن أنباء المشاريع التجارية تتوارى بعد حين الواحد بعد الآخر بسبب ضعف الحالة العقلية وعدم قدرته على الحركة بشكل طبيعي. وقد ظهر جاكسون لفترة وجيزة في عرض حي خلال مهرجان جوائز الموسيقي العالمي في لندن في نوفمبر عام 2006 ويتردد أنه حصل على 400 الف أجرا له عن المشاركة فيه. لكنه وصل متأخرا ساعتين ونصف وغنى مقاطع فقط من أغنيته " وي آر ذا وورلد" - نحن العالم- قبل أن يقطع الصوت وينزل من فوق خشبة المسرح على صيحات الاستهجان . وترك للنجم الشاب كريس جونز ارتداء جاكت أحمر من الجلد على طريقة مايكل حيث غني ثريللر تكريما لفنان لا يزال يعد واحد من أهم الشخصيات المؤثرة موسيقيا على مدى الأعوام ال` 50 الماضية. ( د ب أ)