برعاية السيسي.. انطلاق البطولة العربية العسكرية الأولى للفروسية مساء اليوم    برلمانية: ذكرى تحرير سيناء ستظل محفورة في أذهان المصريين على مر التاريخ    خبراء استراتيجيون: الدولة وضعت خططا استراتيجية لتنطلق بسيناء من التطهير إلى التعمير    الزراعة: استخدام الميكنة في حصاد القمح قلّل الفاقد.. والتموين: لا شكاوى من المزارعين    مجلس الوزراء يوافق على اتفاق تمويل ومنحة مع الوكالة الفرنسية للتنمية    جديد من الحكومة عن أسعار السلع.. تنخفض للنصف تقريبا    الحكومة توافق على إنشاء منطقتين حرة واستثمارية وميناء سياحي بمدينة رأس الحكمة    التوقيت الصيفي .. اعرف مواعيد غلق المحلات بعد تغيير الساعات    رئيس البعثة الأممية لحقوق الإنسان: وثقنا كل الانتهاكات الإسرائيلية في غزة    وسائل التواصل الاجتماعي تظهر اندلاع حرائق هائلة في منشآت البنية التحتية في روسيا    البنتاجون: بدء بناء ميناء غزة مطلع مايو 2024    وسائل إعلام: إيران تقلص تواجدها في سوريا عقب الهجوم الإسرائيلي    احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين.. الولايات المتحدة تقمع الحريات بالحرم الجامعي    مفاجأة.. إيقاف القيد في الزمالك مرة أخرى بسبب خالد بوطيب    غلق مخبزين وضبط 124 شيكارة دقيق بلدي بالبحيرة    الحبس عامين لربة منزل تسببت في وفاة نجلها لضربه وتأديبه بالإسكندرية    أغاني العندليب في حفل الموسيقار مجدي الحسيني والفرقة المصرية بمسرح السامر    نقل الفنانة نوال الكويتية للمستشفى بعد تعرضها لوعكة صحية    فوز الدكتور محمد حساني بعضوية مجلس إدارة وكالة الدواء الأفريقية    قد تكون قاتلة- نصائح للوقاية من ضربة الشمس في الموجة الحارة    عاجل.. قرار جديد من برشلونة بشأن كرة يامين يامال الجدلية    فيلم «عالماشي» يحقق 38.3 مليون جنيه منذ بداية العرض    12 توجيها من «التعليم» عن امتحانات صفوف النقل «الترم الثاني».. ممنوع الهاتف    "تحليله مثل الأوروبيين".. أحمد حسام ميدو يشيد بأيمن يونس    عمرو الحلواني: مانويل جوزيه أكثر مدرب مؤثر في حياتي    اسكواش - فرج: اسألوا كريم درويش عن سر التأهل ل 10 نهائيات.. ومواجهة الشوربجي كابوس    7 أيام خلال 12 يومًا.. تفاصيل أطول إجازة للعاملين بالقطاع العام والخاص    « إيرماس » تنفذ خطة لتطوير ورشة صيانة الجرارات بتكلفة 300 مليون جنيه    إبادة جماعية.. جنوب إفريقيا تدعو إلى تحقيق عاجل في المقابر الجماعية بغزة    القبض على 5 عصابات سرقة في القاهرة    كشف غموض العثور على جثة شخص بالقليوبية    بعد انضمام فنلندا والسويد للناتو.. تحديات جديدة للحلف وتحولات في أمن البلطيق    للقضاء على كثافة الفصول.. طلب برلماني بزيادة مخصصات "الأبنية التعليمية" في الموازنة الجديدة    نقابة الأسنان تجري انتخابات التجديد النصفي على مقعد النقيب الجمعة المقبل    عند الطقس الحار.. اعرف ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    أرض الفيروز بقعة مقدسة.. حزب المؤتمر يهنئ الرئيس السيسي بذكرى تحرير سيناء    "التجديد بشرطين".. مهيب عبد الهادي يكشف مصير علي معلول مع الأهلي    بالصور- وصول 14 فلسطينيًا من مصابي غزة لمستشفيات المنيا الجامعي لتلقي العلاج    الزفاف يتحول إلى جنازة.. اللحظات الأخيرة في حياة صديقة عروس كفر الشيخ    نصيحة مهمة لتخطي الأزمات المالية.. توقعات برج الجوزاء في الأسبوع الأخير من أبريل    بالسعودية.. هشام ماجد يتفوق على علي ربيع في الموسم السينمائي    الداخلية تواصل جهود مكافحة جرائم الاتجار في المواد المخدرة    بدء اليوم الثاني من مؤتمر وزارة العدل عن الذكاء الاصطناعى    أليجري يوجه رسالة قوية إلى لاعبي يوفنتوس بعد الهزيمة أمام لاتسيو    لتأكيد الصدارة.. بيراميدز يواجه البنك الأهلي اليوم في الدوري المصري    حظر سفر وعقوبات.. كيف تعاملت دول العالم مع إرهاب المستوطنين الإسرائيليين بالضفة الغربية؟    النقل: تقدم العمل بالمحطة متعددة الأغراض بميناء سفاجا    الحج في الإسلام: شروطه وحكمه ومقاصده    «خيال الظل» يواجه تغيرات «الهوية»    رئيس «المستشفيات التعليمية»: الهيئة إحدى المؤسسات الرائدة في مجال زراعة الكبد    رئيس هيئة الرعاية الصحية: خطة للارتقاء بمهارات الكوادر من العناصر البشرية    دعاء العواصف والرياح.. الأزهر الشريف ينشر الكلمات المستحبة    تعرف على مدرب ورشة فن الإلقاء في الدورة ال17 للمهرجان القومي للمسرح؟    بالتزامن مع حملة المقاطعة «خليه يعفن».. تعرف على أسعار السمك في الأسواق 24 أبريل 2024    مصطفى الفقي: مصر ضلع مباشر قي القضية الفلسطينية    ‏هل الطلاق الشفهي يقع.. أزهري يجيب    ما حكم تحميل كتاب له حقوق ملكية من الانترنت بدون مقابل؟ الأزهر يجيب    أجمل مسجات تهنئة شم النسيم 2024 للاصدقاء والعائلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«صباح الخير» تدعو للاحتفال بمئوية جمعية أنصار التمثيل والسينما
نشر في صباح الخير يوم 07 - 12 - 2010

دعت صباح الخير منذ ست سنوات إلي أهمية الاحتفال بمرور مائة سنة علي إنشاء الجامعة الأهلية.. جامعة القاهرة اليوم.
كما دعت العام الماضي إلي الاحتفال بمرور خمسين سنة علي بدء البث التليفزيوني في مصر.
واليوم ندعوك للاحتفال بمرور مائة سنة علي إنشاء جمعية أنصار التمثيل والسينما في مارس 2013 بإذن الله.
و«صباح الخير» تبكر في الدعوة حتي يستطيع الأحفاد الذين يتولون المسئولية في الجمعية اليوم الاستعداد لهذه الاحتفالية.
وليس مصادفة أن يجتمع الرئيس محمد حسني مبارك بالفنانين من أجيال مختلفة منذ أسبوعين، كما يجتمع برموز الأدب أيضا، ويعود عيد الفن في يناير المقبل بإذن الله.
فالفن والأدب يربيان وجدان الأمة.
ولا توجد أمة أو شعب قامت له قائمة وأسهم في الحضارة الإنسانية إلا وكان الفن والأدب هما أساس النهضة وقوام الحضارة.
ماذا بقي من الحضارة الفرعونية القديمة؟
الفن والأدب!
وماذا بقي من حضارات الشعوب في مختلف القارات.. آدابهم وفنونهم هي الشاهد الوحيد علي أنه كانت هناك حضارة تشهد بتقدم البشرية ورقي الإنسان.
لهذا ندعوكم هذه الأيام للاستعداد بتقديم احتفالية تسجل مسيرة الفن والأدب في مصر منذ بداية عصر التنوير إلي بداية القرن الحادي والعشرين، لعلنا نتذكر ونستدرك فلا تنجرف بنا المسيرة ويجرنا الظلاميون وأعداء الحضارة وتقدم الإنسان إلي طمس عقولنا ووقف نمو وجداننا ورفاهية أحاسيسنا التي تربيها الموسيقي والفن وعلم الجمال.
ومع بداية القرن الماضي كان الشباب المصري بدأ الانتظام في التعليم والمدارس التي أنشأها علي باشا مبارك بتوجيهات الخديو إسماعيل، وكانت فرص البعثات متاحة لأبناء الأغنياء وللمتفوقين في الدراسة.
والذين عادوا من البعثات تمنوا وجود أمور كثيرة شاهدوها هناك وعرفوا قدرها ودورها في حياة الأمم والمجتمعات.
ومن بين من نادي به الشباب العائد من أوروبا إنشاء جمعية للنهوض بفن التمثيل.
بدأت فكرة هذه الجمعية بين مجموعة من شباب مصر يهوون فن التمثيل والوقوف علي خشبة المسرح.
يجيء في مقدمة هؤلاء الشبان عبدالرحمن رشدي وداود عصمت ومحمد عبدالقدوس ومحمد شريف وصفي ومحمود خيرت ومحمد عبدالرحيم ومحمود مراد وسليمان نجيب.
وعقد أول اجتماع في مكتب الأستاذ محمد خيرت المحامي بشارع خيرت بالناصرية في أواخر عام 1912، ثم انتقل مركز الجمعية إلي منزل محمد شريف وصفي بشارع الخليج القريب من السيدة زينب.
وخلال شهر مارس عام 1913 أنشئت جمعية أنصار التمثيل، وانضم إليها أعضاء جدد منهم الأديب إبراهيم رمزي ومحمد تيمور وعبدالله فكري أباظة والشاعر أحمد رامي والدكتور مصطفي حمودة.
هؤلاء الشباب كانوا من صفوة المثقفين الذين أحبوا الفن هواية إلي جانب ما يقومون به من أعمال في وظائف أو مهن أخري.
وهذا جعل علاقتهم بالفن علاقة حميمية نابعة من حب الفن الوليد الذي بدأت بشائره تظهر علي يد شباب مثل عبدالرحمن رشدي وإسماعيل وهبي وفكري أباظة ومحمود خيرت ومنهم الطبيب البارع المعروف في ذلك الزمان الدكتور عبدالسلام الجندي والدكتور فؤاد رشيد والدكتور مصطفي حمودة.
وإلي جانب الأطباء المشاهير وجدنا كبار موظفي الدولة مثل محمد شريف وصفي وسليمان نجيب والشاعر أحمد رامي وزكي طليمات ومحمد عبدالقدوس مهندس التنظيم ببلدية القاهرة ومحمود مراد والمدرس الناجح محمد عبدالرحيم ومحمود صدقي وأبناء الأسر العريقة والأعيان مثل محمد تيمور ابن أحمد باشا تيمور، وإبراهيم بك رمزي وداود عصمت وعبدالحليم بك البيلي.. وغيرهم.
كثيرون من الذين أسرهم تعتبر الفن والتمثيل علي المسرح مهنة وضيعة وينظر إليها نظرة مهانة واحتقار آمنوا أن الطريق نحو تثقيف الشعب ولفت نظره إلي مشكلات المجتمع حتي تتضافر الجهود لإيجاد الحلول هو المسرح.
وكانوا يؤمنون بأن المسرح هو أبوالفنون، وأنهم إذا استطاعوا توجيه المسرح إلي إرساء قواعد الفن الصحيح، والابتعاد عن الإسفاف والتهريج والارتقاء بفن التمثيل، وذلك من خلال اللحاق بالحضارة التي بزغت وترعرعت في باريس ولندن وبرلين وروما وظهرت بواكيرها في أوروبا مع بواكير القرن العشرين.
كانوا يريدون لمصر أن تواكب الحضارة الغربية في الفنون وألا يكتفوا بالفرجة علي الفرق الأجنبية التي تمثل علي مسرح أوبرا القاهرة التي بناها الخديو إسماعيل، وقدم عليها فيردي أوبرا عايدة بتكليف من الخديو إسماعيل.
وفعلا كان لإنشاء هذه الجمعية الفضل الأكبر في الارتقاء بفن التمثيل، وكان لها أثر كبير في توجيه المسرح المصري وجهة فنية صحيحة.
ظهر ذلك في المسرحيات التي قدمتها الجمعية، وظهرت أيضا في المسرحيات التي قدمتها الفرق الأخري فقد وجدت من يتقدم الصفوف ويوضح الطريق الذي يجب أن يسلكه الفنانون إذا أرادوا تقديم فن راق مثل فرقة عبدالرحمن رشدي أو الفرق التي عاشت في ظل جمعية أنصار التمثيل وتحسست خطاها واقتبست أفكارها وآراءها.
وكانت المفاجأة أن هذه الجمعية وجدت في أحمد حشمت باشا ناظر المعارف العمومية من يهتم بها ويؤمن برسالتها، فقبل أن يكون رئيس شرف الجمعية.
ومنذ أن أصبح أحمد حشمت باشا ناظر المعارف العمومية ووزير المالية راعيا ورئيسا فخريا للجمعية بدأ يرعاها بعناية فائقة لدرجة أنه كان يحضر بنفسه بروفات المسرحيات التي تقدمها الجمعية، ويقيم لأعضاء جمعية أنصار التمثيل الحفلات والولائم في منزله بالمنيرة، عقب تقديم مسرحيات الجمعية الناجحة.
فكان موقف أحمد حشمت باشا موقفا مشرفا لإيمانه بأهمية المسرح في تثقيف وتعليم الشعوب إلي جانب المدرسة والجامعة.
وهذه المعلومة أهديها إلي معالي الوزير أحمد زكي بدر الذي يتولي اليوم منصب وزير التعليم لعله يسأل عن حال المسرح المدرسي وما آل إليه بعد الهجمات الشرسة والظلامية التي عمت وزارة التعليم منذ أن تولاها السيد كمال الدين حسين في منتصف الستينيات وألغي حصة الألعاب الرياضية والموسيقي والأشغال اليدوية، وقسم الفترة الدراسية اليومية إلي فترتين، وبدأ التعليم في مصر يتدهور، وبالتالي تدهورت بقية المؤسسات.
ومع بداية السبعينيات بدأ الرئيس السادات يهتم بالتعليم، وهنا اهتمت طالبة مصرية اسمها سوزان ثابت تدرس في الجامعة الأمريكية بقضية التعليم، وجعلت من المدرسة الابتدائية نقطة انطلاق لإصلاح التعليم.
وكانت مدرسة السلام المشتركة بحي بولاق بداية الاهتمام بالتعليم وهي العملية التي تسير عليها خطة تطوير المدارس في القاهرة والمحافظات، وبالأخص في محافظة الفيوم برعاية السيدة الفاضلة حرم رئيس الجمهورية.
وأعود إلي الدعوة للاحتفال بمرور مائة سنة علي إنشاء جمعية أنصار التمثيل.
ففي عام 1913 وبعد إعلان تكوين الجمعية انتخب محمد عبدالرحيم كأول رئيس لجمعية أنصار التمثيل، وحسين فتوح سكرتيرا عاما وأمينا للصندوق، ومحمد تيمور ومحمود مراد ووداد عصمت وإسماعيل عبدالمنعم ومحمد صادق عفيفي وإبراهيم رمزي أعضاء مجلس إدارة الجمعية.
كان محمد عبدالرحيم مدرسا للجغرافيا بالمدرسة السعيدية، وسافر إلي إنجلترا في بعثة علمية، وهناك شد المسرح الإنجليزي انتباهه وانبهر بفن التمثيل، وطوال إقامته واظب علي مشاهدة المسرح، وعند عودته من البعثة أحس أن المسرح هو الطريق إلي تثقيف الشعب وجعله يهتم بالقضايا العامة.
والبداية كانت في تأليف كتاب عن المسرح بعنوان «فن التمثيل».
وقام محمد عبدالرحيم بترجمة مسرحية باسم «دافيد جرك» تأليف آرثر ونج بنيرو، وكان قد شاهدها في إنجلترا وانبهر بشخصية بطلها الذي يبشر بأهمية التمثيل والمسرح ودوره في المجتمع.
وكانت هذه المسرحية في تلك الأيام نقطة تحول مهمة في المسرح العالمي، فقد كانت المسرحية تتحدث عن الإنسان الذي ينتمي إلي الهيئة الاجتماعية العليا، وما يجب علي هذا الإنسان الذي ينتمي إلي الهيئة الاجتماعية العليا التمسك به في حياته الخاصة، والقيود التي يجب أن يتقيد بها، إذ إن حياته ليست ملكا خاصا له، وإنما هي ملك للمجتمع الذي وضعه في تلك المنزلة الرفيعة وجعله من الطبقة العليا في المجتمع.
ولقد كان المجتمع المصري الذي ينفض غبار الجهل ويزيل الغشاوة عن عينيه والتي حجبت عنه معرفة الحضارة المصرية القديمة وكنوزها، كان المجتمع المصري حينذاك في حاجة إلي معرفة الممثل ومكانته الاجتماعية ودوره في المجتمع.
وطوال عام 1913 عكفت الجمعية علي إخراج المسرحية في نادي الموظفين بالعتبة الخضرا، وأشرف الممثل الكبير جورج أبيض علي بروفات المسرحية وكان يمد الأعضاء بمعلوماته الفنية.
وفي أواخر عام 1914 عرضت مسرحية «دافيد جرك» ولاقت نجاحا وإقبالا من الجمهور.
وهذا بالطبع وضع اسم الجمعية في المقدمة، وأوضح أنها تعمل علي تقديم الفن الرفيع.
وبدأ محمد عبدالرحيم المدرس بالمدرسة السعيدية يستعد لإنتاج المسرحية الجديدة، وفي عام 1915، وبينما يعد العدة لتقديم المسرحية الثانية لجمعية أنصار التمثيل عاجلته المنية وهو في عنفوان شبابه.
واجتمع مجلس الإدارة لانتخاب رئيس للجمعية، وتقدم الشاب محمد تيمور فانتخبوه.
ومحمد تيمور هو ابن أحمد باشا تيمور، وشقيق الكاتب والأديب الكبير محمود تيمور.
وعندما أتم محمد تيمور دراسته في المدرسة الخديوية سافر إلي فرنسا ليدرس القانون وظل هناك ثلاث سنوات تابع خلالها قراءة الأدب الفرنسي وتابع فن التمثيل، ثم عاد إلي مصر متأثرا بالواقعية في الأدب والمسرح وانضم إلي جمعية أنصار التمثيل.
وخلال فترة رئاسة محمد تيمور لجمعية أنصار التمثيل قدمت الجمعية مسرحيتين: الأولي «العرائس» ترجمة إسماعيل وهبي المحامي وعضو الجمعية، وقدمتها عام 1915، أما المسرحية الثانية فكان عنوانها «عزة بنت الخليفة» اقتبسها إبراهيم رمزي عضو جمعية أنصار التمثيل ومثلت في السادس من شهر يناير عام 1916.
ويوم 23 مارس 1916 أعادت الجمعية تقديم مسرحية «عزة بنت السلطان» بمناسبة مرور ثلاث سنوات علي إنشائها في حفلة للجمعية الخيرية الإسلامية وحضرها السلطان حسين كامل وكان بصحبته أحمد باشا تيمور والد محمد تيمور الذي كان يقوم بدور البطولة.
قابل الجمهور المسرحية باستحسان بالغ حتي إن الستارة في نهاية المسرحية رفعت وأسدلت لعدة مرات من شدة حماس الجمهور وتصفيقه وهتافه: الله.. الله.. الله.
وهنا التفت السلطان حسين كامل إلي تيمور باشا قائلا:
«جري إيه يا باشا.. يصح ابنك يعمل أراجوز! جري إيه لأولاد الذوات؟
ارتبك تيمور باشا ولم يسعفه النطق فأكمل السلطان حسين كامل كلامه: إذا كنت مش قادر عليه.. فأنا أقدر عليه.. ولن أسمح لأولاد الباشوات بالقيام بهذا العبث!
وفي صباح اليوم التالي أصدر السلطان حسين كامل مرسوما بتعيين محمد تيمور «تشريفاتي» بالقصر السلطاني.
لم يسع محمد تيمور إلا الرضوخ لرغبة السلطان وقبول المنصب.
وترك محمد تيمور رئاسة جمعيته أنصار التمثيل، والغم والهم يملآن قلبه.
استلم محمد تيمور العمل تشريفاتي ولكن قلبه ظل معلقا بالمسرح.
امتنع عن الذهاب إلي الجمعية، ولكنه عكف علي الكتابة للمسرح.
وواحدة من مسرحياته الأربع التي كتبها عقب إنهاء علاقته بالتمثيل أصبحت تراثا مسرحيا كبيرا ولحنها سيد درويش وهي مسرحية «العشرة الطيبة» ومازالت هذه المسرحية تقدم حتي الآن.
لم يعش محمد تيمور طويلا بعد أن ترك المسرح والتمثيل وجمعية أنصار التمثيل، نجح كممثل في مسرحية «عزة بنت السلطان» عام 1916 وعام 1920، أو 1921 مات محمد تيمور أول ممثل وكاتب مسرحي رائد لإرغامه علي ترك الفن الذي أحبه.
المسرح المصري مدين للرائد محمد تيمور لشجاعته في اقتحام هذا المجال الفني الذي كان المجتمع المصري ينظر إليه بنظرة الاحتقار.
كما أن الفنان والممثل الناجح محمد تيمور أرغموه علي ترك الفن فمات كمدا، ولكنه ترك لنا أربع مسرحيات من تأليفه أرجو أن يجد القائمون علي قيادة المسرح هذه الأيام الجرأة والشجاعة في تكريم الرائد وتقديم مسرحياته.
والمسرحيات هي: «العصفور في القفص» وهي مسرحية كوميدية قدمتها فرقة عبدالرحمن رشدي واشترك في تقديم هذه المسرحية سليمان نجيب وعمر وصفي وأحمد علام وأحمد زكي والسيدة ميلياديان والسيدة إستر شطاح.
وقد قدمت فرقة عبدالرحمن رشدي هذه المسرحية علي مسرح برنتانيا في شارع الألفي بك يوم الجمعة أول مارس عام 1918.
والمسرحية الثانية كانت بعنوان «عبدالستار أفندي» وهي كوميديا مصرية أخلاقية ذات أربعة فصول.
قدم مسرحية عبدالستار أفندي بمسرح التمثيل العربي الأستاذ عزيز عيد ومع فرقة منيرة المهدية في شهر ديسمبر عام 1918 واشترك في التمثيل عزيز عيد وعبدالمجيد شكري وحسن فايق وزكي طليمات وأحمد حافظ وأحمد فهيم ومحمود فهمي والسيدة «روزاليوسف» والسيدة لطيفة أمين.
أما المسرحية الثالثة فقد كانت «العشرة الطيبة» وهي أوبريت في أربعة فصول وثلاثة مناظر.
وضع أزجال هذه المسرحية بديع خيري ولحنها الشيخ سيد درويش.
ومثلتها أول مرة فرقة الكازينو دي باريس بمسرحها تحت إشراف الأستاذ عزيز عيد مساء الخميس 11 مارس عام 1920 وقام بالتمثيل استيفان روستي ومحمد صادق يوسف، والمطرب زكي مراد والد المطربة ليلي مراد، ومحمود رضا ومنسي فهمي ومختار عثمان وعباس فارس والسيدة «روزاليوسف» ونظلي مزراحي وبرلنتي حلمي.
أما المسرحية الرابعة فكانت بعنوان «الهاوية» وهي من المسرحيات التي تجمع بين الكوميديا والدراما.
وهي ذات ثلاثة فصول ومثلتها فرقة عكاشة في ذكري الأربعين لوفاة مؤلفها محمد تيمور عام 1921 وقام بالتمثيل فيها أحمد فهيم، بشارة واكيم وعبدالله عكاشة، عبدالعزيز خليل، أحمد ثابت، علي كامل، فؤاد فهيم، السيدة «روزاليوسف» والسيدة وردة ميلان.
كانت تلك بداية جمعية أنصار التمثيل والسينما التي يمكن اعتبارها أقدم جمعية أهلية في العالم تهتم بفن التمثيل علي المسرح، تم بانضمام الفنان الكبير محمد كريم إليها، تعدلت اللائحة وأصبح اسم الجمعية جمعية أنصار التمثيل والسينما ومقرها اليوم في 8 شارع البورصة الجديدة وترأس الجمعية اليوم الفنانة القديرة سهير المرشدي ومعها الفنان القدير أحمد عبدالوارث والكاتب المسرحي والمخرج أحمد رضوان والمخرج سمير الصدقي، والمؤرخ الدكتور محمود فهمي، وعدد ألف من الفنانين نأتي علي ذكرهم في الأعداد المقبلة، ونحن نروي لكم حكاية جمعية أنصار التمثيل والسينما التي ندعوكم للاحتفال بمئويتها عام 2013.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.