تكافح شركات الطيران الامريكية والاوروبية من أجل البقاء بسبب تصاعد أسعار الوقود، بينما تواصل نظيراتها الخليجية عقد صفقات بمليارات الدولارات لتوسيع حجم أساطيلها من الطائرات سواء البوينج الأمريكية أو الايرباص الأوروبية. وبدا ذلك جليا في معرض فارنبورو الجوي ببريطانيا، وير خبراء أن هذا الحال لن ينتهي على المدى القصير وسيجسد استلام الخطوط الإماراتية لأول طائرة عملاقة من طراز (أيه 380) من مصنع هامبورج في 28 يوليو/ تموز 2008، هذا التناقض بين حال شركات الطيران الغربية والخليجية علي وجه الخصوص. وبنظرة علي عدد الطائرات التي طلبتها الخطوط الإماراتية من هذا الطراز العملاق الجديد من أيرباص نجد أنه يصل إلى 58 طائرة بسعر يتراوح بين 317 و 337 مليون دولار للطائرة الواحدة. وتحلم شركات الطيران الأمريكية أن تنعم بمثل نجاح الخطوط الإماراتية التي حققت خلال العام المالي 2008/2007 أرباحا تقدر بنحو 1.45 مليار دولار. ومن الشركات العربية الصاعدة بسرعة في مجال الطيران تبرز أيضا شركة الإتحاد للطيران الإماراتية التي تأسست عام 2003 وتسعى لأن تصبح عمليا أفضل شركة طيران في العالم، وفي سبيل تحقيق هذا الهدف طلبت الشركة شراء 45 طائرة بوينج بقيمة 9 مليارات دولار و 55 طائرة أيرباص بقيمة 12 مليار دولار مع حق شراء إضافي لنحو 50 طائرة أخرى. في الوقت نفسه، تعد الخطوط القطرية أكبر عميل لطائرات الأيرباص الجديدة من طراز (أيه 350 -إكس.دبليو.بي) ذات المدى البعيد حيث طلبت الشركة شراء 80 طائرة من هذا النوع وسيبدأ التسليم اعتبارا من عام 2013 في صفقة يقدر حجمها بنحو 19 مليار دولار. ومن المفاجآت أيضا طلب "دي إيه إي كابيتال" التابعة لمجموعة "دبي لصناعة الطيران" الحصول على 30 طائرة أيرباص أيه 350 بالإضافة إلى 70 طائرة أيرباص من طراز أيه 320. ويعزز من وضع شركات الطيران المطلة علي الخليج العربي، ما تتمتع به المنطقة بمزايا عديدة أهمها الموقع الجغرافي المتميز كمحور عبور وانتقال في المنطقة التجارية المزدهرة بين آسيا والشرق الأوسط وأوروبا. وأجرت شركة أرتور ليتل للاستشارات مقارنة بين وضع الشركات الغربية للطيران والشركات الخليجية وخلصت إلى أن نفقات العاملين في شركات الطيران العربية تنخفض بنسبة 48% عن الشركات الغربية في ظل عدم الاضطرار لسداد بعض فئات الضرائب بالنسبة للطيارين. ويضاف إلى ذلك انخفاض تكاليف وقود الطائرات بنسبة 20% فضلا عن انخفاض رسوم الهبوط والإقلاع والانتظار في الدول الخليجية بنسبة 39% . وتقترح أرتور ليتل علي شركات الطيران الأوروبية شراء حصص في شركات الطيران بمنطقة الشرق الأوسط على المدى المتوسط مع تطوير شبكة الطيران بشكل يرتبط بتجمعات الركاب. (د ب أ، أ ف ب)