حولت أزمة بورصة وول ستريت كثير من الأمريكيين العاملين في قطاع المال إلي عاطلين، فعلي سبيل لم تتوقع لينزي نورث حين بدأت العمل في ليمان براذرز قبل 11 عاما أن تعاني البطالة وهي في الاربعينات من عمرها، لكنها مثل عشرات الآلاف الاخرين تم الاستغناء عنهم بسبب الازمة في وول ستريت وكان هذا بالفعل ما آل اليه أمر لينزي. وبالرغم من أن البطالة في منتصف العمر قد تكون امرا مدمرا لكنها بالنسبة للبعض مثل نورث فرصة لالقاء نظرة علي حياتهم واعادة فتح مجالات قديمة وتجربة امور جديدة، مع اصرارها علي الا تهدر الخبرة التي اكتسبتها في القطاع العقاري في ليمان براذرز- أكثر الشركات تضررا من ازمة الرهن العقاري- وربما تتجه للعمل في مجال العمارة البيئية. فتقول نورث إنها تعكف علي اعادة تقييم حياتها ورسم خططها المستقبلية، وتضيف أن البحث عن فرصة عمل في اي سن امر صعب ولكن الامر يعد شاقا لمن تجاوزوا الاربعين وبصفة خاصة من تكبلهم اقساط الرهن العقاري ومصاريف تعليم الابناء. وتكمل نورث قائلة انه بعد فترة لا يريد الفرد أن يكون جديدا في اي مجال ويتوقع الناس ان يكون لديك قدر معين من الخبرة كلما تقدم السن، فكلما كبر الفرد في السن تزداد صعوبة خوض مجال جديد. وفي حالة اخري، دفع الركود في سوق المال الامريكية كيفين كالاهان (52 عاما) الي الاستقالة من وظيفته في باركليز كابيتال في نيويورك بعد 22 عاما من العمل في صناعة مزدهرة معظم الوقت ليحضر رسالة ماجستير في ادارة الاعمال في الصين. ويقول في رسالة عن طريق البريد الالكتروني، "انه بدلا من الاستمرار في بيئة عمل غير مستقرة مع قبول خفض كبير شبه مؤكد لما سيقدم من تعويض في السنوات القليلة المقبلة قرر ان الوسيلة الافضل لاستغلال وقتى هي ان ابتعد خلال الفترة الباقية من دورة التراجع الحالية واحاول اعادة تسليح نفسي في السنوات القليلة المقبلة". ولا تعد حالتي نورث وكالاهان بفريدة في المجتمع الامريكي، فقد أعلن القطاع المالي وحدة خفض 85258 وظيفة منذ بداية عام 2008، وهو أكبر عدد في اي من قطاعات الاعمال حسب احدث تقرير لمؤسسة تشالنجر وجراي وكريسماس الاستشارية للتوظيف. ودفع الأمر الناس الي اللجوء لبعض الاماكن غير المعتادة طلبا للمساعدة، فاشارت الكليات لزيادة عدد المتخصصين في القطاع المالي الذين يعاودون الاتصال بها ويتجاوز عددهم 40% وبعضهم يريد ان يغير مهنته ليصبح طبيبا او محاميا او مدرسا. وتقول مسؤولة علاقات الخريجين في كلية امريكية كبرى رفضت نشر اسمها نظرا لسرية بيانات الخريجين، أن المشكلة ان عالم المال يضع قيودا ذهبية في ايدي العاملين فمن الصعب الانتقال من (وظيفة تدر) 250 ألف دولار أو أكثر للعمل كمدرس لغة انجليزية مقابل 80 الف دولار. وهو ما يتضح بالنظر الي نسبة الالتحاق بالدورات الدراسية المهنية في مجال المال، ففي مركز ثقافي ومجتمعي شهير في القطاع الشرقي في مانهاتن (حي المال) حيث يعيش عدد كبير من العاملين في وول ستريت بنسبة 21% خلال 2007. (رويترز)