علي عكس باقي مناطق العراق الغير آمنة فإن النساء في أربيل يتجملن بالذهب ولا يخشين السرقة وتكاد تكون المسألة طبيعية جدا حيث ترتدين الطالبات والموظفات الحلي الذهبية في الجامعات وأثناء الرحلات وفي الحفلات والمناسبات والأعياد. وزاد الإقبال على شراء المصوغات الذهبية في عاصمة إقليم كردستان العراق بعد زيادة رواتب موظفي الدولة التي أقرت مؤخرا، فضلا عن استقرار أسعاره عكس العملات. وعادة اقتناء المصوغات الذهبية قديمة في الإقليم فالجميع يعتبرون شراء الذهب التجارة الوحيدة التي لا تخسر أو كما يقول العراقيون "الذهب زينة وخزينة". وتنتشر محلات الذهب في أربيل - الواقعة علي بعد 350 كلم شمال بغداد- في العديد من المناطق واشهرها سوق القيصرية وسط المدينة حيث تنتشر العشرات من المحلات التي تتلألأ واجهاتها ببريق المصوغات الذهبية المضاءة بعشرات المصابيح. ويعزز استقرار الوضع الأمني في اربيل تجارة الذهب، حيث يحفظ التجار مصوغاتهم داخل خزائن في متاجرهم حيث ان كل صائغ او صاحب محل يدفع أجور حراسة خاصة تبلغ حوالى 100 دولار شهريا رغم وجود الشرطة والحراس الليليين في حين يعمد الصاغة في بقية أنحاء البلاد إلى اخذ المصوغات معهم إلى منازلهم. ويتابع التجاراسعار الذهب عالميا كما أن معظم الذهب يكون مختوما بختم بلد المنشأ والغير مختوم فانه يرسل إلى بغداد لختمه من قبل مؤسسة خاصة بذلك. وحول أكثر شرائح المجتمع والمواسم التي يزيد فيها شراء الذهب، يقول الصائغ وريا انور صاحب متجر للمصوغات، إن معظم زبائنه من الميسورين يليهم المقبلون على الزواج حيث يشكل شراء الشبكة محور مراسم الزواج ثم تأتي فئة الموظفات خصوصا بعد زيادة رواتبهن، كما يزداد الإقبال علي شراء المصوغات الذهبية في مناسبات اخري كالتخرج وأعياد الميلاد وعيد النيروز الكردي . ورغم هذا الرواج- يستكمل الصائغ- فإن الإقبال على الشراء كان شديدا في عام 2006 فقد نال ارتفاع أسعار المعدن العالمية من مبيعات الذهب، ويبلغ سعر المثقال الواحد (ويزن 5 جرامات) عيار 21 حوالي 155 ألف دينار (حوالي 135 دولار)، فيما يتراوح أجر صياغة الذهب بين 3 و5 دولارات لكل جرام حسب التصميم. أما عن المبالغ التي تدفع لشراء الشبكة فانها تختلف من شخص إلى آخر فهناك من يشتري 200 جرام وآخر يشتري كيلوجرامين وهذا يعود لعوامل عديدة منها ثراء العريس و جمال العروس فيما يتبع آخرون الشريعة الإسلامية في ذلك وهو أن تكون الشبكة في حدود 19 مثقالا . ويشكل طاقم الشبكة المكون من القلادة والأقراط والخاتم والإسورة معظم مبيعات الصاغة للعرسان كما يتوجب أحيانا وحسب طلب أهل العروس شراء حزاما ذهبيا للعروس أو مصوغات تقليدية إضافية . وعادة ما يشتري الناس المصوغات الذهبية القديمة رغم أن الصائغ أحمد كامل يقول إنه لا فرق بين الذهب القديم والجديد وهذه معتقدات فقط وعن مصادر الذهب في السوق يقول صاغة أربيل إنهم يتعاملون في الذهب الإماراتي والإيراني والتركي والأوربي والعراقي والسوري والهندي. (د ب أ)