كلما زادت قيمة الذهب زادتش قيمة العروس.. مقولة مصرية يبدو أنها أو يجب أن تكون في طريقها للانقراض مع الارتفاع الكبير في أسعار الذهب في الفترة الأخيرة, فما الدافع للتمسك بتلك العادات القديمة وسط مشكلات اقتصادية لا تنتهي, ومعوقات لا تحصي تقف في طريق أي شاب مقبل علي الزواج؟ ولعل هذه الأزمات الاقتصادية, وهذا الارتفاع الكبير في أسعار الذهب كان السبب في تحذير البعض للنساء بأن يخففن هذه الأيام من التباهي بذهبهن حتي لا يتعرضن للسرقة أو القتل. يقول الدكتور أحمد مجدي حجازي أستاذ علم الاجتماع ونائب رئيس جامعة6 أكتوبر: إن نسبة الزواج انخفضت بسبب البطالة, وارتفاع أسعار السلع, مشيرا إلي أن الذهب يخضع في الزواج إلي ثقافة المجتمع الراسخة, وارتباطه بالمناسبات قائلا: الثقافة المجتمعية الخاطئة قد تجعل الفرد يقترض من أجل المظاهر فقط, مشيرا إلي أن ثقافة الأسر أو الطبقات الراقية لا تعترف بالذهب في الشبكة المقدمة للعروس, وإنما تبحث عن الألماظ. وأكدت الدكتورة هدي زكريا أستاذة علم الاجتماع بجامعة الزقازيق أن الكثير من المصريين الذين عاشوا في دول الخليج تأثروا بثقافتهم هناك حول الذهب والزواج الذي لا يتم إلا بكمية ذهب وفيرة. وحذرت الدكتورة هدي زكريا من ارتداء النساء للذهب أو التباهي به عن طريق كثرة ارتدائه في الخارج, لأن ذلك قد يعرضهن إلي السرقة أو القتل, خاصة أنه يعد ثروة في الوقت الحالي بعد ارتفاع أسعاره بشكل كبير. وأشار الدكتور محمد عبدالمجيد أستاذ الصحة النفسية بجامعة الأزهر إلي أن الشبكة موروث من العادات القديمة تناقلته الأجيال كعادات وتقاليد, وهذا الموروث له إيجابيات تحمل في باطنها السلبيات, حيث يحرص الشاب علي إتمام الزواج حتي لو اكتشف عدم التوافق خوفا علي ضياع الذهب, وهو ما قد يؤدي إلي خلافات كثيرة بعد الزواج. ومن جانبه أرجع وصفي واصف رئيس شعبة المصوغات والمجوهرات سبب ارتفاع الذهب حاليا إلي عدم الثقة في العملات والعقارات, واتجاه المستثمرين والدول إلي الذهب كاستثمار آمن, وفي المقابل حدث كساد في بيع وشراء المشغولات الذهبية عكس الخامات, لذلك فإن صناعة المصوغات أو تشغيلها تعاني الركود. بينما أوضح رفيق عباس نائب رئيس شعبة المصوغات والمجوهرات أنه مع استمرار حالة عدم اليقين في أسواق المال العالمية, وتراجع قيمة العملات الأساسية, فإن أسعار الذهب استفادت من فوضي الأسواق وتنامي الأخبار السيئة حول اقتصاديات منطقة اليورو وأمريكا لتسجل بذلك مستويات أسعار قياسية في العام الحالي, وإن الذهب يظل الملاذ المثالي في مواجهة التضخم, وعندما يفقد الدولار جزءا من قيمته, فإن الذهب يظل العملة البديلة, لأنه يحتفظ بقيمته, لافتا إلي أن سعر الذهب سيظل مرتفعا بناء علي النظرة المتعلقة بالتضخم. أما قطب رمضان صاحب محل ذهب فقال: إن ارتفاع أسعار الذهب خلال الأسبوعين الماضيين أثر علي السوق المحلية, وبداية الصيف تعد الوقت المناسب لانتعاش سوق الذهب. ويري محمد أسواني صاحب محل ذهب أنه مع إقبال موسم الزواج في مصر يضطر العروسان إلي شراء أقل الاحتياجات من الذهب.
