تضاربت الأنباء حول التوصل إلى هدنة بين الأطراف المتنازعة في لبنان، وفى أعقاب ذلك طالب الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بألا يجعل الطائفة الدرزية تدفع ما وصفه بثمن "ثأر شخصي" عليه بعد احتدام المعارك في منطقة الجبل وعدم التقيد بوقف إطلاق النار. في الوقت نفسه كلف مجلس وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ السيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية بالتوجه إلى لبنان على رأس وفد عربي لبحث الأزمة هناك والتوصل إلى حل سياسي. كما وجه الوزراء نداء عاجلا إلى اللبنانيين بضرورة الوقف الفوري لأعمال العنف وإطلاق النار، ودعا إلى انسحاب المسلحين في ضوء تصاعد العنف في الجبل وفى مناطق أخرى من لبنان ودعا وزراء الخارجية في بيان أصدروه - خلال اجتماعهم بمقر الجامعة العربية - إلى تسهيل مهمة الجيش اللبناني في حفظ الأمن وحقن الدماء . حيث لاتزال المعارك تتواصل في "عاليه " البلدة الواقعة في جبل لبنان والمطلة على بيروت والقرى المجاورة في آخر جولة عنف بين أنصار حزب الله ومؤيدي التحالف الحكومي . وقالت مصادر أمنية إن ما لا يقل عن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب 12 آخرون خلال تلك الاشتباكات حتى الآن. كانت الشرطة اللبنانية قد ذكرت أن مسلحين من حزب الله اشتبكوا الأحد مع أنصار الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في منطقة تقع جنوب شرق بيروت بالأسلحة الرشاشة والمدفعية الثقيلة. وسمع دوى النيران في جميع أرجاء قرية عيتات التي تبعد عشرين كيلو متر جنوب شرق بيروت . وفى وقت سابق فوض الزعيم الدرزي وليد جنبلاط -الأحد- خصمه طلال أرسلان أن يجري اتصالات مع قوى المعارضة وخصوصا مع حزب الله لتسليم المناطق الدرزية في الجبل إلى قوات الجيش اللبناني وذلك بعد توسع الاشتباكات فيها بين طرفي النزاع. وقال جنبلاط لقد تطورت الأوضاع بشكل مفاجئ في عاليه والشويفات بما يهدد العيش المشترك بيننا وبين الإخوان في الطائفة الشيعية" في إشارة إلى المعارك التي نشبت بعيد ظهر الأحد بين قوات للحزب الاشتراكي وقوات أخرى للمعارضة بينها حزب الله. من جهته دعا طلال أرسلان في مؤتمر صحفي أنصار المعارضة "بكافة فئاتها لوقف إطلاق النار والمواجهات على الفور" مضيفا مطمئنا حزب الله "أؤكد للمعارضة والمقاومة أن سكان هذا الجبل سيبقون حماة صادقين لظهر المقاومة". وأوضح أرسلان مضمون الاتفاق الذي تم حول منطقة الجبل فقال "أنا وإخواني في المعارضة وافقنا على أن يتم تسليم المراكز المسلحة ومخازن الأسلحة في الجبل التابعة للحزب التقدمي الاشتراكي إلى الجيش اللبناني الموجود في الجبل". كانت وحدات الجيش اللبناني قد بدأت في الانتشار في طرابلس بعد عودة الهدوء للمدينة التي شهدت تجدد الاشتباكات المسلحة بين أنصار الأكثرية والمعارضة. وتأتي هذه الاشتباكات بعد عودة الهدوء النسبي إلى بيروت ، حيث قالت المعارضة اللبنانية في بيان لها السبت إن حزب الله وحلفاءه سينهون المظاهر المسلحة في بيروت بعد أن ألغى الجيش اللبناني إجراءات الحكومة التي تستهدف حزب الله. (وكالات)