أعلن المتحدث باسم الجامعة العربية عبد العليم الأبيض أن اللجنة الوزارية العربية التي تم الاتفاق علي تشكيلها خلال الاجتماع الوزاري الطارئ للجامعة أول امس ستتوجه إلي بيروت غداً لبحث تنفيذ المبادرة العربية حول لبنان والإطاحة بالوضع الخطير الراهن. وفيما يشبه التحذير بما ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة العربية قال علي يوسف وزير خارجية جيبوتي إن الأمة العربية في مهب الريح موضحًا أن الأزمات تلو الأزمات وضعتنا في مأزق كبير خاصة وأن دولا كثيرة ربما تكون مرشحة لتثار فيها بعض المشاكل. وزير خارجية جيبوتي الذين رأس أول امس الاجتماع العاجل لوزراء الخارجية العرب بشأن تطور الأوضاع في لبنان قال في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع أن هناك حالة جديدة في لبنان تتطلب التحرك بسرعة وفتح الحوار محذرًا من وضع شروط مسبقة علي الأطراف اللبنانية قائلاً إنه إذا وضعنا كمجلس وزاري شروطا مسبقة وكيل لاتهامات ضد طرف فذلك لا يساعد في تحقيق مناخ إيجابي لمساعدة اللبنانيين لاستئناف الحوار. من جانبه قال عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية إن المجلس دعا قادة الموالاة والمعارضة في لبنان لحضور جلسة خاصة مع اللجنة الوزارية التي تضم وزراء خارجية الأردن، والامارات، والبحرين، والجزائر، وجيبوتي، وعمان، والمغرب، واليمن ملمحًا إلي إمكانية انتقال جلسات الحوار خارج لبنان وتحديدًا في دولة قطر التي طلبت استضافة الحوار. وفيما يشبه التهديد الضمني للمعارضة في لبنان وخاصة حزب الله وافق الوزراء العرب علي تقديم الدعم اللوجيستي للجيش اللبناني بما يمكنه من حفظ الأمن، وهو ما أوضحه موسي بأن المجلس أكد علي ضرورة الحفاظ علي وحدة الجيش ودعم دوره وتحديث قدراته لصون أمن البلاد وهو ما لا يمنع من إتخاذ خطوات أخري إذا استدعت الأمور ذلك مضيفًا أن الدعم اللوجستي متروك لقيادة الجيش اللبناني التي ستقرر وتحدد ما تحتاجه. وعلي الصعيد الميداني تجددت الاشتباكات العنيفة أمس بين مسلحي المعارضة والموالاة في مدينة طرابلس وجبل الباروك جنوب شرقي بيروت دون أن تعرف حصيلة هذه الاشتباكات وذلك بعد ساعات من انتشار الجيش في جبل لبنان معقل الزعيم الدرزي وليد جنبلات وتأكيد مصادر في المعارضة أن وقف إطلاق النار في المناطق التي شهدت قتالا ضاريا أمس الأول بين مسلحي حزب الله وأنصار الحزب الاشتراكي دخل حيز التنفيذ. يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه مصدر أمني عن ارتفاع حصيلة العنف الذي يجتاح لبنان إلي 81 قتيلا و250 جريحا علي الأقل منذ انطلاع القتال الأربعاء الماضي. وساد الهدوء مساء أمس لعدة ساعات المناطق الدرزية شرق بيروتوطرابلس قبل أن يتجدد فيها القتال انتظارًا لوصول الوفد الوزاري العربي للبدء بتسوية شاملة للأزمة التي تعد الأسوأ في تاريخ لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية. في المقابل دخلت الولاياتالمتحدة علي خط الأزمة بعدما أعلن في هيئة قناة السويس أن المدمرة الأمريكية "يو اس اس كول" عبرت قناة السويس أمس عائدة إلي البحر المتوسط حيث كانت ترابط أمام سواحل لبنان حتي مارس الماضي..وأشار المسئول أن المدمرة كول عبرت قناة السويس وتتجه إلي البحر المتوسط لكنه لا يعلم مقصدها بالتحديد. وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية ارسلت المدمرة التي تحمل صواريخ موجهة إلي السواحل المقابلة للبنان في 28 فبراير الماضي في خطوة اعتبرها مسئولون أمريكيون اظهارًا لدعم الولاياتالمتحدة لاستقرار المنطقة وسط مخاوف من الأزمة اللبنانية، ودافعت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس عن إرسال المدمرة في المرة الأولي إلي مياه المتوسط بقولها إن الهدف من ذلك هو إظهار استعداد واشنطن للدفاع عن مصالح حلفائها في المنطقة. كما بدأ سلاح الجو الأمريكي مناورات مشتركة أمس في الخليج العربي بمشاركة 12 دولة إقليمية وأوروبية لردع إيران التي تتهمها واشنطن بدعم حزب الله وزعزعة استقرار حلفائها في لبنان والعراق، وفيما يمكن اعتباره استباقا لوصول الوفد الوزاري العربي..وطالب رئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بأن يتعهد علنيًا بعدم العودة لاستخدام السلاح في الداخل كمقدمة للدخول في حوار غير مشروط. وقال الجميل الذي يرأس حزب الكتائب المسيحي المنضوي في قوي الرابع عشر من آذار المناهضة لسوريا في مؤتمر صحفي إن الحوار دون هذا الالتزام سيكون عقيمًا ولا يؤدي إلي نتيجة.وأضاف انه يطالب نصر الله بأن يتعهد مسبقًا وشخصيًا أمام الرأي العام العربي والدولي الاسلامي والمسيحي وأمام كل الدول بما فيها إيران وسوريا والسعودية أن لا يستعمل السلاح مجددًا في الصراع الداخلي لتغيير المعادلات السياسية. وأكد الجميل أن هذا هو الشرط الأساسي للعودة إلي الحوار مثيرًا إلي انه لا معني للحوار في ظل المسدس وفي ظل غالب ومغلوب وفي ظل مغتصب لمقدرات البلد ومسيطر بقوة السلاح..