سؤال طالما طرحته الأوساط الاسرائيلية: هل يستطيع مروان البرغوثي أن يحقق توازنا داخل المجتمع الفلسطيني أوان ينقذ حركة فتح من الانهيار الذي شهدته بعد موت الرئيس الفلسطيني ابو عمار؟ هذا السؤال رغم سهولته احتارت اسرائيل فى الاجابة عليه فبرغم ضعف موقف ابومازن وعدم قدرته للسيطره علي حركة فتح وتلبية احتياجات الشارع الفلسطيني أمام حركة حماس لم تستطع اسرائيل التخلي عن سياساتها العنيفه والإفراج عن أحد أهم وأكثر القادة شعبية داخل حركة فتح ليحدث توازننا أمام حركه حماس وتفتح مجالا حقيقيا لاستمرا ر عملية السلام التي لاشك فى انها تعاني موتا اكلينيكيا. مروان البرغوثي الذي اعتقل عام 2002 اثناء عملية "الدرع الواقي" للجيش الاسرائيلي في الضفه وقطاع غزة يواجه 5 أحكام بالسجن مدي الحياة بسبب ترأسه للتنظيم التابع لحركة فتح وبكونه أمين سر الحركة فى الضفة الغربية، وبتهمة القتل والشروع في القتل. لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تلقي السلطات الأسرائيليه القبض علي مروان فبعد ان قاد الشعب الفلسطيني فى الانتفاضه الاولي عام1987 ضد الاحتلال الاسرائيلي قبض عليه وتم ترحيله الي الاردن حيث قضي 7 سنوات وعاد الي الاراضي المحتله عام 1994 بموجب اتفاق اوسلو. مروان والذي تردد اسمه كثيرا في ترشيحه لانتخابات السلطه الفلسطينيه من داخل السجن الاسرائيلي والذي قال ارئيل شارون عنه "انه يفضل موته عن سجنه وانه يأسف لالقاء القبض عليه حيا وانه كان يفضل ان يكون رمادا في قاروره" الان يأسف لما وصل اليه الشارع الفلسطيني حيث اجرت صحيفة "ستمبا" الايطاليه حوارا معه اعلن من خلالها عن نيته فى خوض الانتخابات الرئاسيه في حال استقالة محمود عباس من منصبه، كما يري البرغوثي ان حماس قامت بأعمال مخذية حينما سيطرت علي غزه واضعفت بذلك موقف القضيه الفلسطينيه فوحدة الشعب هو ما يملكه الشعب الفلسطيني والاختلافات هي التي ستقضي عليه. ويرى البرغوثي انه يتعين علي حماس أن تعيد غزه وأن يوافق أبو مازن علي اقامة حكومة جديدة، وتشكيل جهاز امني دون فصائل وان يتم تحديد موعد للانتخابات قبل نهايه عام 2008، وان تقدم فتح سياسين جدد محترمين ذوي ايدي نظيفه. تلك التصريحات التي خرجت من المناضل الفلسطيني من زنزانته فى السجن الاسرائيلي تعيده الي بؤرة الاحداث وتجعل من اعدئه ان يبدو ابطالا قوميين، فالمنتفعين داخل حركة فتح يرون ان اسرائيل اذا افرجت عنه فانها ستفعل ذلك ليكون ذراعها اليمنى وليتخذ القرارات الحاسمة التي تكون في المقدمه لصالح الشعب الاسرائيلي وانه لن يعمل ابدا لصالح الشعب الفلسطيني والا فلماذا ستقدم اسرائيل علي خطوة الافراج عنه الا اذا كانت هي المستفيده الاولى؟ وعلي الجانب الاخر تري حركة حماس ان اسرائيل اذا اقدمت علي مثل هذه الخطوه فهدفها سيكون تأهيل فتح للاستحواذ علي الشارع من خلال شعبية مناضل لا يقل في نضاله عن شعبية أعضاء حماس المعروفين بنضالهم ضد الاسرائيلين لتخلق بديلا متوازنا وخيارا جديدا امام الشعب الفلسطيني الذي ضاق به الحال بعد الحصار والظروف المعيشيه المترديه التي يعشها بعد اختياره لحركة حماس لتشكل حكومته. فمن بين المنتفعين بغياب مروان عن الساحة السياسيه داخل فتح وبين المناهضين لوجوده كبديل شعبي عن حماس تقف اسرائيل لتبحث عن مصلحتها التي تجدها حتي الان في استمرار سجن مروان البرغوثي وعدم البحث عن فرص حقيقيه لانقاذ عمليه السلام لتستمر في بناء المستوطنات وتهويد القدس وممارسة المزيد من سياسات خنق الاقتصاد الفلسطيني.