هذان السؤالان شغلا اهتمامات المجلس القومي للمرأة فنظم لقاءات مع رؤساء الأحزاب المختلفة لحثهم علي ترشيح المرأة ضمن قوائمهم للأنتخابات المحلية المقبلة ونبهت الدكتورة فرخندة حسن أمين عام المجلس أن نسبة تمثيل المرأة في المجالس النيابية ومشاركتها في الحياة السياسية هي أضعف حلقات المشاركة وتحتاج المرأة لجهد كبير ليكون لها دور ملائم في المجالس المحلية التي تعتبر خطوة تدريبية تمهيدية لممارسة العمل البرلماني.. وتحدد د. مني زكي استاذ الفكر الاستراتيجي بالجامعة الأمريكية نقاط الضعف فتقول ان قدرات المرأة فائقة لكن ينقصها نظرة الاحترام والتقدير حين تخوض الانتخابات لأن الواقع يؤكد ممارسة الضغوط والبلطجة عليها مما يفقدها الدافع للاستمرار, إضافة إلي اقتناع معظم النساء بعدم أهلية المرأة للعمل السياسي الذي يعتبرونه( بهدلة) فتخسر المرشحة أصوات بنات جنسها مما يصيبها بالإحباط. فالنظرة المتحضرة للعمل التطوعي ما زالت تحتاج إلي جهود لتأهيل النساء لخوض انتخابات الكليات والأندية والمحليات حتي مجلسي الشعب والشوري.. والمثال واضح علي مساندة رجال ونساء أمريكا لهيلاري كلينتون لتصل لرئاسة أمريكا.. ومصر ليست بأقل منها في مساندة المرأة لتحقيق المكاسب السياسية بشرط ألا تربط المرأة بين حياتها العائلية وتحقيق أهدافها.. فالناجحة كأم عاملة وزوجة يمكنها أن تقدم كل العون لمجتمعها. أما المحامية الدكتورة نهاد أبو القمصان عضو حقوق الإنسان فتؤكد أنه لا توجد دولة في العالم تمكنت من إزالة الفجوة بين الرجال والنساء في المجالات السياسية.. وبالرغم من أن الدستور والقانون لا يضعان عقبات في وجه مشاركة المرأة السياسية إلا أن الواقع الاجتماعي بعاداته وتقاليده وقيمه وثقافته الذكورية هو العائق الأكبر أمام ترشيح المرأة في المجالس.. وأشارت الي ضرورة دعم المرأة من قبل الرجل أولا والأحزاب والهيئات المدنية والنسوية ثانيا. كراهية الفشل ويضيف الدكتور محمود الرمح استاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة أن المرأة تكون أحيانا عدوة للمرأة فلا تؤيدها في معظم الأنتخابات لعدم ثقتها فيها أو للغيرة والإحساس بالعجز عن أداء نفس دور المرشحة, إضافة الي أن المرأة لا تحب الفشل أمام الرجل وتعتز بقدرتها ويصيبها الإحباط عند عدم الفوز فتضع الحواجز لنفسها لمجرد خوض تجربة لم تحقق فيها النجاح.. وهذا يحتاج الي مزيد من الثقة بالنفس والجهد الفكري والثقافي والسياسي لتطوير أدائها لإعادة المحاولة مرة ثانية وثالثة.. وأخيرا ينصح د. محمود المرأة بعدم الكسل السياسي وضرورة استغلال الفرص لإبراز وجودها في المواقف والأحداث المجتمعية للحصول علي ثقة الناخبين عند ترشيح نفسها.