دعا زعيم جيش المهدي مقتدى الصدر الخميس الى "حل سلمي وسياسي" لانهاء الاقتتال في العراق, وفق بيان صادر عن مكتبه في مدينة النجف المقدسة جنوب بغداد. واكد البيان ان مقتدى اصدر دعا الى حل سلمي وسياسي للازمة لتفادي اراقة مزيد من الدماء. و من جهة أخرى فرضت السلطات العراقية الخميس حظر تجوال لمدة ثلاثة ايام في بغداد لاحتواء الاشتباكات بين ميليشيا جيش المهدي وقوات الامن العراقية التي تهدد بالخروج عن نطاق السيطرة. وقال اللواء قاسم الموسوي المتحدث باسم قوات الامن العراقية في بغداد ان حظر تجوال على المركبات والافراد فرض في بغداد اعتبارا من الساعة الحادية عشرة مساء يوم الخميس (2000 بتوقيت جرينتش) حتى الساعة الخامسة صباحا (0200 بتوقيت جرينتش) من يوم الاحد وجدير بالذكر أنه تدور منذ فجر الثلاثاء اشتباكات بين قوات الامن وميليشيات شيعية ابرزها جيش المهدي في مدينة البصرة الجنوبية الغنية بالنفط وفي الكوت على بعد 175 كلم جنوب شرق بغداد وفي مدينة الصدر في بغداد, اسفرت عن اكثر من مائة قتيل. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد تعهد الخميس بأن تواصل قوات الامن قتال ميليشيا شيعية "الى النهاية" رغم خروج الاف المحتجين في مسيرة للمطالبة باستقالته. المالكى وقال المالكي في حديث اثناء استقبال وجهاء وشيوخ عشائر في مدينة البصرة بثته قناة تلفزيون العراقية الرسمية "لا تراجع ولا تفاوض ولا تنازل" امام الجماعات المسلحة التابعة للزعيم الديني الشاب مقتدى الصدر والتي تقاتل القوات الحكومية في مدينة البصرة الجنوبية ، مؤكدا ان لا خيار امام المسلحين الا تسليم انفسهم او مواجهة الموت. وأضاف المالكي أنه قد تم عقد العزم على دخول هذه المعركة والاستمرار بها الى النهاية و أنه لا تراجع لا تنازل لا مذكرات تفاهم مع المسلحين." وقال المالكي الذي سافر الى البصرة للاشراف على الحملة لزعماء العشائر ان العملية هي "رسالة واضحة ومفهومة لكل العصابات ولكل الذين يحدثون أنفسهم انهم سيكونون رديفا ومناوئا أو بديلا الى جنب الدولة او سلطة الدولة." وقد ظل مقاتلو ميليشيا جيش المهدي الموالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر مسيطرين على شوارع البصرة ثاني أكبر مدن العراق وأحد مراكز النفط الرئيسية متحدين عملية أمنية للحكومة مستمرة منذ ثلاثة أيام أدت الى انتشار العنف عبر الجنوب وبغداد. ميليشيا الصدريين وفجر مخربون واحدا من خطي أنابيب رئيسيين من البصرة ليقطعوا ثلث الصادرات على الاقل من المدينة التي تمثل 80 في المئة من عائدات الحكومة من النفط ، وقتل أكثر من 130 واصيب المئات بجروح منذ أن شنت الحكومة عملية عسكرية ضخمة في البصرة الثلاثاء الماضي لتكشف انقسامات عميقة بين الفصائل الشيعية القوية. وكادت الاشتباكات تؤدي الى انهيار وقف اطلاق النار الذي أعلنه الصدر في اغسطس اب الماضي والذى اشاد به مسؤولون عسكريون امريكيون لاسهامه في خفض العنف في البلاد. وتقول الحكومة انها تقاتل خارجين على القانون ويقول الصدريون ان المالكي يستخدم القوة العسكرية لتهميش منافسيه السياسيين قبيل انتخابات محلية مقررة في أكتوبر تشرين الاول المقبل. وكان قد خرج عشرات الالاف من أنصار الصدر في مسيرة ببغداد الخميس في استعراض هائل للقوة مطالبين باستقالة المالكي. وفي مدينة الصدر الحي الشيعي الكبير في بغداد الذي يحمل اسم والد مقتدى الصدر الذي اغتيل قبل سنوات تجمعت حشود من الرجال الغاضبين في الميدان الرئيسي واخذت تردد هتافات. مظاهرات لاقالة المالكى وقال حسين أبو علي أحد سكان مدينة الصدر "نطالب بسقوط حكومة المالكي. انها لا تمثل الشعب. انها تمثل بوش وتشيني" في اشارة للرئيس الامريكي جورج بوش ونائبه ديك تشيني. وتمت محاصرة الحي الذي يقطنه نحو مليوني نسمة فعليا وقال أحد السكان"نحن محاصرون في منازلنا دون ماء أو كهرباء منذ الأمس. لا يمكن لاطفالنا الاستحمام ولا يمكننا غسل ملابسنا." ونظمت مظاهرات حاشدة كذلك في احياء الكاظمية والشعلة. والاحتجاج من اكبر المظاهرات المناهضة للحكومة التي واجهها المالكي ورغم ان عدد المتظاهرين لا يمكن تحديده بدقة قال مصدر من وزارة الداخلية ان مئات الالوف خرجوا للشوارع. و قد طوقت القوات العراقية سبعة أحياء لكن تصدت لها ميليشيا جيش المهدي من داخل هذه الاحياء. وحلقت طائرات هليكوبتر في المنطقة. وانتشر رجال ملثمين من ميليشيا جيش المهدي في البصرة يحملون بنادق الية وقاذفات قنابل ويستعرضون مركبات استولوا عليها من القوات الحكومية اثناء القتال. وفرضت السلطات حظر تجول في بلدات شيعية اخرى في محاولة لوقف انتشار أعمال العنف. وسقطت قذائف مورتر بكثافة على قاعدة للشرطة قرب النهر في البصرة قبل ظهر يوم الخميس واندلع اطلاق عنيف للنيران في شارع تجاري رئيسي في ثاني أكبر مدن العراق والتي بدأت فيها الحملة يوم الثلاثاء. وقال مصدر من وزارة الداخلية ان 51 شخصا قتلوا واصيب أكثر من 200 في البصرة فقط. ونجا قائد شرطة البصرة من انفجار قنبلة على جانب الطريق قتل ثلاثة من حراسه. و من جهة أخرى قام مقاتلون باطلاق قذائف صاروخية ويحملون بنادق في شوارع حي الشعب في شمال بغداد. وقالت الشرطة ان اتباع الصدر اضرموا النار في مبنى تابع لحزب الدعوة الذي ينتمي له المالكي في الشعب. واندلعت اشتباكات كذلك في حي الامين الجنوبي. وقال المتحدث باسم الجيش الامريكي اللفتنانت كولونيل ستيفن ستوفر ان نقاط التفتيش الامريكية والعراقية القريبة من حي الصدر تعرضت لاطلاق النار عليها. ويقول مساعدو الصدر ان وقف اطلاق النار الذي اعلنه مازال قائما رسميا على الرغم من القتال. وسقطت قذائف المورتر والصواريخ في مختلف ارجاء العاصمة على مدى أيام. وأسفر هجوم بالمورتر على موقف حافلات في بغداد عن مقتل ثلاثة واصابة 15 بجروح يوم الخميس. وأدى هجوم قرب السفارة الامريكية الى تصاعد عامود كثيف من الدخان الاسود. (ا ف ب- رويترز)