أعلن الدالاي لاما الزعيم الروحى للتيبت استعداده لاستئناف الحوار مع الصين حول الاقليم ، داعيا الى الوقف الفوري لأعمال العنف في الإقليم ونفى الاتهامات التي وجهتها الحكومة الصينية في وقت سابق بأنه مسؤول عن هذه الأعمال . وقال من مقره في مدينة دارماسالا شمال الهند، إنه سيستقيل من منصبه كرئيس لحكومة التبت في المنفى اذا ساءت أعمال العنف هناك. وكان رئيس وزراء الصين وين جياباو قد اتهم الدالاي لاما الذي يعد كذلك الزعيم الروحي للتبت بإثارة احداث العنف التي شهدها الإقليم مؤخرا. وقال جياباو في ختام الدورة السنوية لمجلس الشعب الصيني ان اثارة هذه الاضطرابات في هذا الوقت الهدف منها تخريب الالعاب الاولمبية التي تقام في العاصمة الصينية في اغسطس المقبل. وراح ضحية هذه الأعمال حسب تقديرات السلطات الصينية ثلاثة عشر قتيلا بينما اعلنت مصادر المعارضة التبتية التي تعيش في المنفى انه تجاوز اكثر من 100 شخص . واقر جياباو بوقوع خسائر كبيرة في الارواح والممتلكات ومشيرا الى ان حكومته تصرفت بمنتهى الحذر للسيطرة على هذه الاضطرابات. ووصف جياباو اتهام الدالاي لاما للصين بممارسة "الابادة الثقافية" ضد سكان التبت بانها مجرد "اكاذيب" مضيفا ان الصين لن تتفاوض معه ما لم يتخلى عن طموحاته الانفصالية. وبدأت هذه الأضطرابات في العاشر من مارس الماضي بمناسبة الذكرى الخمسين لاندلاع انتفاضة التبت ضد الحكم الصيني ثم ما لبثت ان تصاعدت في الأيام التالية. وقداعلنت السلطات الصينية استسلام 105 من مثيري الشغب المنخرطين في الاحتجاجات التي شهدتها لاسا عاصمة اقليم التبت . وفى السياق ذاته ، شددت نيبال الأربعاء اجراءاتها الأمنية على طول حدودها مع اقليم التبت الصينى فى محاولة لمنع تدفق اهالى التبت بعد اعمال العنف الذى شهدها اخيرا والتى اكدت المصادر الصينية انتهاءها وعودة الهدوء الى الاقليم . وذكرت وكالة الانباء النيبالية الرسمية وصول تعزيزات امنية الى منطقة موستاج شمال سلسلة جبال الهيمالايا وتعد جزءا من هضبة التبت من الناحية الجغرافية ، واكد مسؤول امنى ان الفارين دخلوا بطرق غير شرعية لمنطقة موستاج وانه يتم تنسيق امنى مع الجانب الصينى لمنع التسلل . وعلى صعيد ردود الفعل الدولية ، لم يستبعد وزيرالخارجية الفرنسى برنار كوشنير ان تبحث دول الاتحاد الاوروبى ال27 مسألة مقاطعة حفل افتتاح الالعاب الاولمبية فى بكين فى اغسطس القادم وقال ان ذلك سيكون اقل سلبية من مقاطعة الدورة كلها . الا انه ذكران فرنسا لاتؤيد المقاطعة لحفل الافتتاح اوالالعاب وقال ان المصالح الاقتصادية مع الصين سيكون من الصعب تجاهلها . ( أ ف ب ، د ب أ )