حملت الصين الزعيم الروحي للبوذيين بالتبت الدلاي لاما مسؤولية أعمال العنف التي شهدها الإقليم، مشترطة عليه التخلي عن المطالبة بالاستقلال لفتح حوار مع حكومة بكين. وأوضح رئيس الوزراء الصيني وين جياباو اليوم أن بلاده تحتفظ بالكثير من الأدلة التي تثبت أن هذه الحوادث كانت من تنظيم وتدبير وتخطيط وتحريض جماعة الدلاي لاما. وأضاف في تصريحات صحفية أن ذلك يثبت أن مطالب جماعة الدلاي لاما بعدم السعي للحصول على الاستقلال والرغبة في حوار سلمي ليست سوى كذبة. وربط جياباو الحوادث المرعبة في (عاصمة التبت) لاسا ومحاولات تنظيم الحوادث نفسها في مناطق أخرى من الصين بالهجمات في الخارج ضد بعثات دبلوماسية صينية. وكانت مصادر رسمية أفادت بأن أعمال العنف التي وقعت الجمعة في لاسا خلفت 13 قتيلا، في حين تحدث أشخاص من التيبت مقيمون بالمنفى عن سقوط مئات القتلى. وبدأت حركة الاحتجاج المناهضة للصين في لاسا ثم توسعت إلى مناطق أخرى في الأقاليم الشمالية الغربية للصين وكذلك في سيشوان جنوبي غربي البلاد. واعتبر رئيس الوزراء الصيني أن هذه الأحداث تسعى لنسف الألعاب الأولمبية المقرر تنظميها بالصين في أغسطس المقبل. وقال يريدون نسف دورة الألعاب الأولمبية في بكين, وأضاف أن علينا احترام الميثاق الأولمبي وعدم تسييس الألعاب الأولمبية. حوار مشروط وفي سياق متصل أكد وين جياباو أن فتح السلطات الصينية أي حوار مع الدلاي لاما مشروط بتخليه عن فكرة الاستقلال. وقال جياباو إذا تخلى الدلاي لاما عن الاستقلال واعترف بأن التبت جزء لا يتجزأ من الصين مثل تايوان، فحينئذ ستكون أبوابنا مفتوحة للحوار معه. ويريد الدلاي لاما حكما ذاتيا لإقليم التبت وليس الاستقلال. من جهة أخرى اعتبر رئيس الوزراء الصيني أن التبت تشكل مسألة حساسة في العلاقات بين الصين والهند. وقال نأمل أن تتمكن الحكومة الهندية من إدارة القضية التبتية بشكل صحيح بموجب التوافق بين بلدينا. وتحتضن الهند حكومة التبت في المنفى رغم أن نيودلهي تعترف بسيادة بكين على الإقليم. كما أن الدلاي لاما الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 1989 يقيم في الهند منذ عام 1959. ضبط النفس وعلى صعيد ردود الفعل الخارجية المتواصلة دعت بريطانيا الصين إلى ضبط النفس وسلوك طريق الحوار. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند أمس في ستوكهولم من الواضح أنه يتوجب على الحكومة الصينية أن تتحلى بالمسؤولية الملقاة على عاتق دولة كبيرة وقوية وان تبدأ بحوار جدي. وكانت منظمات دولية ودول غربية طالبت في وقت سابق السلطات الصينية بتهدئة الموقف في الإقليم الذي اعتبرت أحداثه الأخيرة الأكثر خطورة منذ نحو عقدين.