الوفد 9/12/07 تحية واجبة لمن أوصوا باتخاذ قرار فتح معبر رفح لكي يخرج حجاج قطاع غزة من السجن الكبير، الذي أحكمته عليهم إسرائيل من ناحية وحركة »حماس« من الناحية الأخري. وقد سمحت السلطات المصرية لبعض المرضي ومن يعملون في الخارج بالعبور أيضاً مع الحجاج ولكن انفراج واحدة من أزمات لا تحصي يعاني منها أهل غزة البؤساء أظهر مدي استحكام الأزمة الفلسطينية الداخلية. فقد غضبت سلطة الضفة الغربية، بل توترت وفق ما نشرته صحيفة »هاآرتس« الإسرائيلية يوم الثلاثاء الماضي. وإذا صح ما وردته هذه الصحيفة، وهو أن مسئولين في سلطة الضفة وجهوا انتقادات شديدة اللهجة الي مصر، يصبح إيقاف هؤلاء المتنطعين عند حدهم واجباً من أجل فلسطين وليس فقط دفاعاً عن وطننا. فما موقفهم إلا حلقة في سلسلة من الممارسات العابثة التي أقدموا عليها منذ أن خطف متطرفو »حماس« قطاع غزة في يونيو الماضي. والحال ان القضية التي كانت قومية ومركزية، باتت لعبة يتقاذفها فريقان من العابثين يسيطر أحدهما علي الضفة والآخر علي غزة ويعتبر كل منهم الآخر عدوه الرئيسي وليس الاحتلال الإسرائيلي. وإذا كان غلاة »حماس« المتوحشون علي شعبهم يعبثون عندما يصرون حتي الآن علي أن يكون معبر رفح تحت سيطرتهم حتي إذا أغلق إلي الأبد، فالمفرطون في »فتح« وسلطة الضفة لا يقلون عبثاً حين يرفضون السماح لأهلهم بالعبور في طريقهم إلي الحج إلا تحت رقابة إسرائيلية متشددة. وحجتهم في ذلك عبثية أيضاً، وهي أن بين هؤلاء الحجاج عناصر من »حماس« يريدون التوجه إلي إيران ولبنان لتلقي التدريب العسكري ولذلك أرادوا أن يكون خروج الحجاج من معبر »كرم أبوسالم« علي مثلث الحدود بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة، حتي يتمكن الصهاينة من التحقق من هويتهم. ولا يمكن أن نفهم من ذلك إلا أنهم يثقون في الصهاينة أكثر من المصريين. وهذا مؤشر بالغ الخطر ينطوي علي مغزي مخيف يتجاوز بكثير موضوع فتح المعبر من عدمه. ومرة أخري نناشد السيد »أبومازن«: ليس بمثل هؤلاء الذين يتحدثون باسم السلطة يمكن تحقيق أي هدف وطني فإذا لم تكن خائفاً منهم علي فلسطين، فلتخش علي تاريخك وسمعتك. المزيد من اقلام واراء