اثارت مسلسلات وإعلانات رمضان هذا الموسم جدلا كبيرا وانتقادات حادة وصلت إلى إطلاق دعوات عبر مواقع التوصل الاجتماعى مثل "الفيسبوك وتويتر" لوقف النزيف الأخلاقي والمجتمعي الذي تسببه بعض الأعمال الدرامية والإعلانية التي تعرض خلال الشهرالكريم ،بينما ظهرت تعليقات تدافع عن هذه الأعمال باسم الإبداع ونقل الواقع مؤكدة أن هناك مسلسلات هادفة وراقية لايجب أن نغفلها وسط هذه الهوجة من النماذج المستفزة . موقع أخبارمصر طرح القضية للنقاش مع نقاد وحقوقيين و خبراء إعلام وأساتذة الاجتماع للوقوف على معايير اختيار المسلسلات والإعلانات التى يتم عرضها على شاشات التلفزيون والفضائيات خلال شهر رمضان وكيفية مواجهة ما يتسلل الى المشاهد من أعمال غير لائقة ؟. ألفاظ ومشاهد خارجة د.حسن على عميد كلية الإعلام بجامعة بنى سويف ورئيس جمعية حماية المشاهدين والمستمعين والقراء ، قال لموقع أخبارمصر إن الجمعية رصدت نسبة كبيرة من المسلسلات التى تتضمن مايسمى "خشونة لفظية ومشاهد خارجة" لاتليق بجلال الشهر العظيم وكم من الاعلانات البذيئة مثل إعلانات "ملابس داخلية وقمصان " لنجم شهير. واستنكر د.حسن على وجود أعمال درامية تروج لشخصبات مربضة أو نماذج غبر سوبة للأسرة أو علاقات منافية للآداب العامة وإن كانت لاتخلو من مسلسلات وبرامج جيدة يمكن متابعتها مثل "امبراطورية مين" و"صديق العمر". وأوضح أن التقرير الصادر عن الجمعية حول مستوى الأعمال الفنية برمضان الماضى تضمن انتقادات لكثرة المسلسلات التى تحتوى على ألفاظ بذيئة ومشاهد عرى وتم تفسير ذلك بأنه كان نوعا من عناد السلطة خلال سنة حكم " الاخوان " ، ولكن ما سبب تكرارها هذا العام رغم زوال هذه السلطة والتوافق مع نظام جديد؟. وطالب د.على بأن تتولى كل قناة سواء عامة أوخاصة تحديد معايير انتقاء المسلسلات والإعلانات بوجه عام وفى شهر رمضان بوجه خاص حسب اللوائح الداخلية والأدلة الاسترشادية الخاصة بها وميثاق الشرف الإعلامى والإعلانى بحيث تكون الأولوية لعرض العمل الهادف الجاد ويتم استبعاد الاعمال التى تتضمن بذاءات أو إبحاءات جنسبة أو ارجاعها للمنتج والمخرج لتعديلها وفق أخلاقيات المجتمع. ويرى رئيس جمعية حماية المشاهدين أن سلاح المقاطعة للقنوات غير الملتزمة إلى جانب ضغوط مؤسسات المجتمع المدنى يسهمان فى إعادة الوقار والقبم إلى الشاشة سواء فى رمضان أو طوال العام . خدش ..قدسية رمضان واتفق مع د.حسن على المستشار أمير الكومى رئيس جمعية المراقبة والجودة لحماية المستهلك قائلا إنه لابد من موقف حاسم إزاء هذا الانفلات القيمى لأن الصمت يجعله يستمر وينتشر لافتا إلى أن البلاغ الذى تقدمت به الجمعبة فى رمضان الماضى إلى النائب العام لإيقاف مسلسل "حكاية حياة "لما يتضمنه من مشاهد تخدش حياء المشاهد تم حفظه . ويرى الكومى أن القائمبن على الإنتاج الدرامي والبرامج فى رمضان يحولونه من شهر للروحانيات الى احتفالات ماجنة تخلومن الرقى ومن الاعمال الدينبة مثلما يتم تحويل أعياد الميلاد من مناسبة دبنبة الى احتفالات رأس السنة بدليل غياب الدراما الدينية بحجة نقص التمويل حسب قوله . وأوضح ان الجهاز المختص بمتابعة برامج التلفزيون والفضائيات بالجمعبة رصد هذا الموسم نحو 12 مسلسلا ينافى قيم المجتمع وبها ألفاظ خارجة ومشاهد إباحية مثل لقطات مثيرة لسارة سلامة فى مسلسل "ابن احلال" وايضا هناك تجاوزات فى "دلع البنات" لابليق أن يراها الصائمون وسيتم رفع دعوى مستعجلة أمام محكمة الامور المسعجلة لإبقاف عرض الأعمال المبتذلة قبل نهاية الشهر وقبل تكرارها خلال بافى الشهور . ولفت إلى أن جريمة خدش حياء طيقا لنص المادة 278 من قانون العقوبات تنطبق على كل من فعل علانية فعلا فاضحا مخلا بالحياء ويعاقب بالحبس مدة لاتزيد عن سنة أو غرامة لاتزيد عن 300 جنيه . وطالب الكومى بمراجعة أى عمل قبل السماح بعرضه من خلال جهاز الرقابة على المصنفات الفنية وقطاع الإنتاج حتى لايسبب أضرارا على الأسرة والمجتمع. ودعا المشاهدين الى التعاون مع منظمات المجتمع المدنى فى إيقاف البرامج المخلة بالقيم حتى بتم إعداد معبارعلمى أخلاقى لانتفاء مايعرض بالقنوات العامة والخاصة سواء فى رمضان أو سائر شهور السنة. أما الناقد الفنى على أبو شادى ، فقال انه يقاطع مسلسلات وبرامج رمضان ولكن هذا ليس موقفا منها وإنما لديه أعمال مهمة تستغرف معظم وقته . وأضاف شادى أن هناك طوفان من المساسلات والبرامج لم يجذبه منها مسلسل حتى الآن لكنه سيحدد عدد فليل من المسلسلات التى تنطبق علبها معابير الجودة الفنية ومراعاة القيم ليتابعها على الانترنت دون إعلانات فى أى وقت يناسبه . معالجة الانفلات الأخلاقى فى المقابل هناك فنانون ومؤلفون يبررون ما تتضمنه بعض المسلسلات من عبارات سوقية أومشاهد خارجة بحجة تصوير الواقع أو انتقاده لتغييره ،فعلى سبيل المثال أعلن السينارست محمد الأمين راضى مؤلف مسلسل "السبع وصايا" أنه وضع نصا جيدا لمسلسله الذى يحاول تجسيد الواقع ومعالجة حالتى الصراع والانفلات الأخلاقى بالمجتمع . بينما قالت د.نجوى الفوال رئيس المركز القومى للبحوث الاجتماعبة والجنائية سابقا إن المركز سبق أن أجرى دراسات عدبدة حول تأثيرالقيم السلبية بالدراما والإعلان خاصة على النشء بالتعاون مع كلية الاعلام وتم إرسالها للجهات المعنية دون جدوى. وأكدت أن كل المجتمعات تحافظ على هوبتها ونسقها القيمى مشيرة الى أن الحكومة البريطانية سبق أن رفضت عرض فيلم غيرأخلاقى ومسىء . رسالة أفلام زمان وأوضحت د.نجوى الفوال أن الابداع لايعنى الابتذال بدلبل أنه فى أفلام زمان الراقية مثل الحرام ودعاء الكروان كانت الرسالة تصل للمتلقى دون مشاهد مخلة أواسفاف . ولفتت إلى أنه فى الدولة الغربية الأكثر تحررا يتم التنويه عن أن هذه النوعية من المسلسلات والافلام للكبار فقط قبل عرضها منعا لترسيخ العنف والبذاءة فى ذهن الاجبال الفادمة . وطالبت بان يتولى المجلس الوطنى للإعلام الجارى تأسيسه وفقا للدستور تفعيل ميثاق الشرف الإعلامى وتوقيع عقوبة رادعة على المحطات المخالفة التى تروج قيما وسلوكيات سلبية دخيلة من أجل الفوز بكعكة الإعلانات . *ويبقى التساؤل : هل وصلت الرسالة إلى صناع الدراما وأساطين الإعلانات أم مازالوا يتشدقون بحرية الإبداع دون مبالاة بأنها لا تبررهدم القيم والأعراف ولكن تهدف إلى إثراء الفكر وتنوير وتطوير المجتمع وتراعى قدسية المناسبة .